إضاءات نقدية
من أصعب الكتابات القصصية واخطرها الكتابة بضمير الأنا. لأن هذا النمط من السرد يقيد السارد
من أصعب الكتابات القصصية واخطرها الكتابة بضمير الأنا. لأن هذا النمط من السرد يقيد السارد. الذي يظل قلقا ويسير على الحافة خوفا من الانزلاق نحو المسكوت عنه أو يتجاوز التابوهات. لذلك تجنب الكثيرون هذا النمط من السرد . وكثير ممن ركبوا هذاالحصان الجامح. تم التعامل مع كتاباتهم كأنها وثائق يتحمل السارد مسؤوليتها إيجابا أو سلبا. وقد أدركت خطورة هذا النمط من السرد عندما تعرضت لمجموعة من الأسئلة حول بعض القصص التي كتبتها بضمير الأنا. ومن هذه الأسئلة :ماذا حدث للشخصية الفلانية. وإن كان في السرد ما يتعارض مع شخصية الكاتب في عالم الواقع. فتجد البعض مصدوما أو مستنكرا. أو يتردد في التعقيب . وربما يغير رأيه فيك كإنسان.
هل المشكلة عند القارئ أم الكاتب؟
في الحقيقة أن المساحة المتاحة للكاتب تقتل الإبداع اذا قيدت. وغالبا فإن النص القصصي لا يقول كل شيء. ولو قال كل شيء فإن الدهشة ستتراجع. ولذلك يترك الكاتب دائما مساحة للقارئ لكي يتخيل ويتوقع ويستفيد من الإيحاءات.
عندما كانت القراءة تتم من خلال الكتاب والمستهدفون من الكتابة غير معروفين لدى الكاتب. كان القارئ يعتمد على ذاته في التحليل والتوقعات مما يزيد الدهشة ويحقق الغرض من القص. وعندما تكون عبر منصة من منصات التواصل الاجتماعي فإن القارئ يستسهل ويطرح أسئلة على الكاتب. تصعب الإجابة عنها .لأنها تشبه التحقيق والتحقق.وبخاصة اذا كانت الأسئلة متصلة بالتابوهات.
احاول ان اتجنب الكتابة بضمير الأنا. ولكني أجد نفسي أكثر انطلاقا وتأثيرا عندما اكتب وفق هذا الشرط. مع أن مثل هذا السرد يحول النص إلى وثيقة ويحمل الكاتب مسؤولية المحتوى.
هذا النمط من السرد يحتاج شجاعة استثنائية من الكاتب. ووعيا عاليا من القارئ. قد يتحقق الأول ولكن الثاني يصعب توقعه أو تحقيقه.
د. أحمد عرفات الضاوي