الأصل في العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة
على هامش منشور لأحد الأصدقاء جرى حوار طويل ، وللأمانة كان حوارا جميلا ، وموضوع المنشور يتعلق بمقولة لفريدة الشوباشي ، تقول ان الزوجة غير ملزمة بفتح الباب لزوجها عندما يعود إلى المنزل

خاطرة :
على هامش منشور لأحد الأصدقاء جرى حوار طويل ، وللأمانة كان حوارا جميلا ، وموضوع المنشور يتعلق بمقولة لفريدة الشوباشي ، تقول ان الزوجة غير ملزمة بفتح الباب لزوجها عندما يعود إلى المنزل ، وفي المحصلة فإن فتح الباب يكلف الحد الأدنى من المجهود ، فكيف إذا تعلق الأمر بمسائل أخرى .
اختلف المتحاورون وهذا أمر طبيعي ، فرأى بعضهم ان الشرع لا يلزم المرأة بخدمة زوجها ، وراى بعضهم أن الترويج لهذه الأفكار يحدث شروخا في الأسرة ، وراى بعضهم أن مثل هذه الأفكار يعد مقدمات مشبوهة لسيداو .
اجتهد الفقهاء في تحديد الواجبات على الزوجين ، وراى بعضهم ان الزوجة غير مكلفة شرعا بتقديم الخدمة لزوجها بعكس ما تعودنا في سلوك امهاتنا وجداتنا .
الاجتهادات الفقهية جاءت لتفض جدلا وخلافا بين الأزواج في حالات الخصومة لكن الأصل في هذه العلاقة هو المودة والرحمة ، وخلقنا لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها ، وجعلنا بينكم مودة ورحمة وأعتقد أن المودة والرحمة تجعل من هذه الخصومات والخلافات استثناء وليس قاعدة .
العلاقة بين الأزواج درجات اعلاها الحب والشغف واوسطها المودة والرحمة ، وأدناها ، الرعاية والتذمم ( الضمير والعشرة )
جاء رجل إلى سيدنا الفاروق وقال : اريد أن اطلق زوجتي ، فسأله الفاروق ولماذا ؟ أجاب الرجل بأنه لا يحبها ، فرد عليه الفاروق بغضب ، ثكلتك امك ، وهل بنيت جميع البيوت على الحب ؟ أين الرعاية والتذمم ؟!
الأصل في العلاقة هي الرحمة والمودة وفي حدها الادني مراعاة الضمير والعشرة .
أن مقصد الشرع من هذه العلاقة هو البناء ولا يقوم بناء من غير مودة ورحمة ، ولكن في حالات الخصومة يلوذ كل طرف بما منحه الشرع له من حقوق ، وفي هذه الحالة تصبح العلاقة خالية من كل ما يفضي ألى البناء السليم والسوي للاسرة . ويصبح للاجتهاد متسعا للبت في الخصومات ، فإما أن تقبل وإما أن تلجأ للحلول الشرعية المكروهة .
في المحصلة ، زوجة لا تفتح الباب لزوجها ، لا تقبله في كل الصيغ الأخرى ، ولا تمكنه من أي حاجة من حاجاته . وتصبح الحياة نكدة ، والمضي في العلاقة مقتل . وتحل المناكدة والمناكفة محل المودة والرحمة .
ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما انتزع من شيء إلا شانة . الغريب أن أغلب النساء اللواتي يروجن لهذه الحالات هن مثقفات أو لهن صفة اعتبارية . والأغرب انهن لم يتحدثن بمثل هذه الشجون إلا في أواخر أعمارهن .
د. أحمد عرفات الضاوي