لبنان وإسرائيل يوقّعان اتفاق الترسيم البحري

تسلّم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الرسالة الاميركية الرسمية في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية

لبنان وإسرائيل يوقّعان اتفاق الترسيم البحري

تسلّم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الرسالة الاميركية الرسمية في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية، في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب واعضاء الوفد المفاوض مع الجانب الأميركي.

و " إسرائيل"، قال بيان لمكتب رئيس الوزراء يائير لابيد إن "الحكومة الإسرائيلية وافقت على اتفاق تاريخي لترسيم الحدود البحرية مع لبنان توسطت فيه الولايات المتحدة".

وصادقت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، وذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء خُصّ للموضوع.

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن لبنان "اعترف" بدولة إسرائيل من خلال موافقته على الاتفاق على ترسيم حدوده البحرية مع الدولة العبرية بوساطة أميركية.

وقال لابيد في مستهل اجتماع مجلس الوزراء الخاص بالموافقة على الاتفاقية "هذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره".

وأضاف "لا تقف كل يوم الولايات المتحدة وفرنسا وراءنا وتوفران ضمانات أمنية واقتصادية للاتفاق".

ورأى أن "هذا أيضا إنجاز اقتصادي. بدأ أمس إنتاج الغاز من منصة كاريش. وستحصل إسرائيل على 17٪ من أرباح حقل قانا صيدا اللبناني، ستذهب هذه الأموال إلى الاقتصاد الإسرائيلي وستُستخدم في الصحة والرفاهية والتعليم والأمن".

فيما أعلن الوسيط الأميركي أننا "نعيش يوماً تاريخياً بعد التوصل إلى اتفاق من شأنه توفير الاستقرار على جانبي الحدود". 

وأكد هوكشتاين في تصريح له من القصر الرئاسي بعد لقائه عون، أن "توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل من شأنه إحداث الاستقرار في المنطقة كما سيشكل هذا الاتفاق نقطة تحول للاقتصاد اللبناني".

ورداً على سؤال، شدد الوسيط الأميركي على أن "لا بنود في اتفاق الترسيم من شأنها تأخير تنقيب لبنان عن الطاقة"، لافتاً الى أن "أهمّ ما في الاتفاق هو أنّه في خدمة الفريقين وليس من مصلحة البلدين خرقه وإذا خرق أيّ طرف الاتفاق لن يكون هذا لصالحهما".

وتوقّع هوكشتايتن أن يستمر الاتفاق "بغض النظر عمن سيتم انتخابه قريباً رئيساً للبنان". 

من جهته، قال إلياس بو صعب كبير المفاوضين اللبنانيين للصحافيين إن "الرئيس اللبناني ميشال عون وقع رسالة بالموافقة على اتفاق تاريخي توسطت فيه الولايات المتحدة يرسم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل".

وأضاف أن توقيع الرسالة يمثل "عهدا جديدا" وأن الرسالة ستسلم إلى المسؤولين الاميركيين عند نقطة حدودية في أقصى جنوب لبنان في الناقورة في وقت لاحق اليوم الخميس.

ووفقا لوسائل إعلام محلية فإن الوفد اللبناني الذي كلّفه عون للتوجّه الى الناقورة يضم مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية ووسام شباط عضو هيئة ادارة النفط واحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية. 

ومن المقرّر أن يوقّع على الاتفاق بشكل منفصل مسؤولون كبار في لبنان ورئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد في القدس بعد موافقة حكومته. وأشادت الأطراف الثلاثة بالاتفاق باعتباره إنجازاً تاريخياً.

وسيجتمع المفاوضون بعد ذلك في قاعدة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الناقورة مع الفريق الأميركي.

وهناك ستعلن الولايات المتحدة رسميا دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، وسيقدّم لبنان وإسرائيل، اللذان لا يزالان من الناحية الفنية في حالة حرب، إحداثياتهما الحدودية الجديدة إلى الأمم المتحدة.

والاتفاق تسوية غير مسبوقة بين البلدين العدوين، ويفتح الطريق أمام التنقيب عن الطاقة في البحر كما ينزع فتيل أحد مصادر الصراع المحتملة بين إسرائيل و"حزب الله" اللبنانية المدعوم من إيران ويمكن أن يخفّف من الأزمة الاقتصادية في لبنان.

واكتشاف الطاقة في البحر- رغم أنه ليس كافيا بمفرده لحل مشاكل لبنان الاقتصادية العميقة- سيكون نعمة كبيرة، حيث سيوفر العملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها وربما يخفف يوما ما من انقطاع التيار الكهربائي الخانق.