أقمار الطوفان: قيادات المقاومة التي ترجلت في معركة الصمود والتحرير
منذ السابع من أكتوبر 2023، لم تتوقف قافلة الشهداء من قادة المقاومة الفلسطينية عن التقدم نحو العلياء. هؤلاء الرجال الذين أداروا المعارك بالسياسة والعسكر، لم يبقوا في بروج مشيدة، بل التحموا بتراب غزة ولبنان، ليرسموا خارطة طريق جديدة للتحرر
منذ السابع من أكتوبر 2023، لم تتوقف قافلة الشهداء من قادة المقاومة الفلسطينية عن التقدم نحو العلياء. هؤلاء الرجال الذين أداروا المعارك بالسياسة والعسكر، لم يبقوا في بروج مشيدة، بل التحموا بتراب غزة ولبنان، ليرسموا خارطة طريق جديدة للتحرر.
قادة الصف الأول: مهندسو المرحلة
بدأت التضحيات الكبرى في الخارج بارتقاء صالح العاروري (أبو محمد)، نائب رئيس المكتب السياسي، في 2 يناير 2024 ببيروت، وهو الذي أسس مداميك القسام الأولى في الضفة.
وتبعه القائد إسماعيل هنية (أبو العبد)، رئيس المكتب السياسي، الذي اغتيل في طهران في 31 يوليو 2024، ليختم مسيرة من الزهد والجهاد بعد أن قدم أبناءه وأحفاده شهداء.
أما القائد يحيى السنوار (أبو إبراهيم)، رئيس الحركة ومهندس الطوفان، فقد ارتقى في 16 أكتوبر 2024 بمواجهة مباشرة فوق الأرض في رفح، ليثبت للعالم أن القائد يكون حيث يكون جنوده. ولحق به شقيقه القائد محمد السنوار (أبو إبراهيم)، أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري ومهندس الأنفاق والعمليات النوعية، الذي قضى حياته مطارداً حتى استشهاده في قلب معارك الدفاع عن قطاع غزة، مكملاً ثنائية العطاء مع شقيقه يحيى.
رئاسة الأركان وفرسان الميدان
في الميدان العسكري، فقدت المقاومة عقولها الاستراتيجية، وعلى رأسهم القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف (أبو خالد)، الذي ارتقى بعد أن جعل من المقاومة قوة يحسب لها ألف حساب، ونائبه مروان عيسى (أبو البراء)، "رجل الظل" الذي أدار منظومة التسليح والعمليات خلف الكواليس.
كما ارتقى قادة الألوية الذين صمدوا في وجه التوغل:
* أحمد الغندور (أبو أنس): قائد لواء الشمال، الذي استشهد في نوفمبر 2023 بعد صمود أسطوري في جباليا.
* أيمن نوفل (أبو أحمد): قائد لواء الوسطى، الذي استشهد في 17 أكتوبر 2023 بمخيم البريج، وكان حلقة الوصل بين الفصائل.
عقول الإدارة والسياسة والفكر
لم يغب القادة السياسيون والمؤسسيون عن المشهد، حيث ارتقى في هذه المعركة:
* جميلة الشنطي: أيقونة العمل النسائي وعضو المكتب السياسي، ارتقت بغزة في 18 أكتوبر 2023.
* أسامة المزيني: رئيس مجلس الشورى، الذي قاد المسار التربوي والفكري للحركة لسنوات.
* روحي مشتهى: عضو المكتب السياسي ورفيق درب القادة في الأسر والميدان.
* صلاح البردويل: القائد والإعلامي الذي كان صوتاً مدافعاً عن الثوابت الفلسطينية.
* جواد أبو شمالة و زكريا معمر: عضوا المكتب السياسي اللذان استشهدا في الأيام الأولى للعدوان بخان يونس.
حماة الجبهة الداخلية والساحات الخارجية
شملت التضحيات أيضاً من سهروا على أمن الشعب وقضائه، مثل تيسير إبراهيم رئيس القضاء الحركي، وسامي عودة رئيس جهاز الأمن العام، اللذين استشهدا وهما يؤديان واجبهما الوطني. ومن الساحة اللبنانية، ارتقى القائد فتح الله شريف، ليؤكد أن دماء الفلسطينيين في الشتات تلتقي مع دماء أهل غزة في ذات الدرب.
إرثٌ لا يغيب
إن رحيل هؤلاء القادة، من هنية والعروري والسنوار والضيف إلى الشنطي والبردويل، يثبت أن المقاومة ليست مجرد أفراد، بل هي فكرة متجذرة في الأرض. استشهدوا وهم يمارسون مهماتهم في القيادة والاشتباك، تاركين وراءهم أجيالاً من المقاتلين الذين تربوا على سيرهم، ليواصلوا المسير نحو القدس.