يوم الاحد يوم الشمس (٣)

يوم الاحد في الاغريقية hemera heli(o)u ، أي يوم هيليوس، وهو المكرس لاله الشمس. وبادءة الهاء في التسميات الاغريقية عادة مقلوبة من إي في لغات المشرق القديمة

يوم الاحد يوم الشمس (٣)
يوم الاحد يوم الشمس (٣)

3

يوم الاحد في الاغريقية hemera heli(o)u ، أي يوم هيليوس، وهو المكرس لاله الشمس. وبادءة الهاء في التسميات الاغريقية عادة مقلوبة من إي في لغات المشرق القديمة. مثلا هيليوبوليس تعني مدينة إيل (الله). واما علاقة الشمس بالألوان فهي غلبة اللون الأصفر، وكان هيكلها عند الصابئة مربعا مذهب اللون وجدرانه وستائره صفراء وضم صنما ذهبيا محلى بتاج وجواهر. ويوم احتفاله الاحد، وكذلك يومه عند البوني وشرفه عنده في شمس المعارف الكبرى الحمل.  
رب الشمس لدى السومرية UTU، وهو مشتق أيضا من تسمية الشمس UD وهو ما اعتمدته المصرية في اتون اله الشمس -قياسا من حرارة الشمس احتفظت العربية بالاتون وهو الموقد الذي وورد في السومرية بذات الصورة  udun [KILN]  وفي الاكدية utūnu -. وبتقديري ان مصطلح ادوناي Adunay الذي يعني سيدي مشتق من تسميتها، فبحسب الموسوعة البريطانية كان ادوناي يطلق على الشمس، وكسيد للأرواح الكوكبية فمقامه في وسطهم - انظر ترتيب الهياكل في برج بابل (برس النمرود) ولدى الحرانية حيث اسفلها يقع المريخ فالمشتري فزحل على التوالي، وتعلوها الزهرة ثم عطارد وفي القمة القمر. بتقديري ان ادوناي مركبة من جذور سومرية وهي UD أي الشمس ،وNI2 التي تعني ذات self الذي ورثناه بصورة الضمائر الحاوية على النون بصورة انا ونحن وتسويغهما في تركيب الجملة كلواحق. 
وبحسب ما نسبه ابن النديم في الفهرست لابي سعيد وهب بن إبراهيم النصراني، فإن يوم الاحد لدى الصابئة الحرانية كان للشمس واسمها ايليوس، أي ان الاسم قبل التأثر بالاغريقية كان إيلو والتسمية ايل. ولما كان الاله ايل يتبوأ المكانة الأعلى في سلم الربوبية فقد نشأ من اسمه جذر اول في العربية ومنه الله "هو الأول والأخر". وليس صدفة ان يجتمع في أسماء الله الحسنى الأول والواحد "الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" وأيضا "قل هو الله أحد". 
وفي العربية يسمى يوم الاحد أوّل. والأرجح ان أصل أوَّل وأُوَل من ILU الذي هو جوهر الفيوض الإلهية وهو المآل والمرجع والملجأ والمتقدم. الأُلُّ، بالضم: الأَوّل في بعض اللغات وليس من لفظ الأَوّل- بتقديري أن الال أصل الأول-.. الإِلُّ: الربوبية. كل اسم في العرب آخره إِلّ أَو إِيل فهو مضاف إِلى الله عز وجل كَشُرَحْبِيل وشَرَاحيل وشِهْمِيل. الهمزة والواو واللام أصلان: ابتداء الأمر وانتهاؤه. – قارن الترادف في المقاييس مع الأول والأخر -. الأَلُّ صفاء اللون. الهمزة واللام في المضاعف ثلاثة أصول: اللّمعان في اهتزاز- قارن صفة الشمس والتهيؤ بأنها تهتز عكس القمر الهادئء-، والصّوت، والسّبَب يحافَظ عليه.  وعلى صلة أيضا الأَلُوَّةُ الغَلْوَة والسَّبْقة. والأُلْوة والأَلْوة والإلْوة والأَلِيَّة على فعِيلة والأَلِيَّا، كلُّه: اليمين، والجمع أَلايَا- قياس لأن الحلف او اليمين يكون برب الارباب- أَلَّ يئِلُّ وأَلَّ يؤُلُّ أَلاًّ وأَلَلاً وأَلِيلاً: رفع صوته بالدعاء-قياس من ايل- . وإِيلُ: من أَسماء الله عزَّ وجل، عِبْراني أَو سُرْياني. اللهُ عز وجل هو العَليّ.  الآل من الضحى إِلى زوال الشمس، والسراب بعد الزوال إِلى صلاة العصر، واحتجوا بأَن الآل يرفع كل شيء حتى يصير آلاً أَي شَخْصاً، وآلُ كل شيء: شَخْصه، وأَن السراب يخفض كل شيء فيه حتى يصير لاصقاً بالأَرض لا شخص له – قارن ارتباط الجذر بالرفع وبالهالة لأن الشمس هي شخص او هالة للرب. - 
وبالنظر الى ان العرب ورثوا ثقافة الصيد وتاليا الرعي السابقة على عهد الزراعة فقد أعطوا للشمس صفة انثوية لأن للقمر أولوية في تلك الثقافات المرتبطة بالترحل. سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً. والأُلَهةُ الشمسُ الحارَّةُ. الأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإلاهَةُ وأُلاهَةُ، كلُّه: الشمسُ اسم لها؛ الضم في أَوَّلها. من اسماء الشمس: العين والالهة والالوه والاليهة.- للمقارنة  بين تسمية الشمس عين-العين انثى- وAntu التي تعني زوجة AN الله في السومرية وترادف ilu  في الاكدية ورمزها يعني رب والرمز هو نجم مشع-. وأرجح ان يوم الاحد على صلة بـ أوال بضم الهمزة وهو اسم الصنم الذي عبدته تغلب وتبناه بعدهم أبناء عمومتهم بكر بن وائل. 
ولأن اول هم للإنسان هو طعامه، فقد كان للحيوان اكبر الأهمية في ما قبل التاريخ، وبتقديري ان بذور الاعتقاد الميثولوجي لها صلة بالرغبة في السيطرة وتحقيق ما يريده الانسان من محيطه، وان القاسم المشترك في رسم اليد مع الحيوانات في التصاوير الكهفية البدائية لها صلة دينية. وربما على صلة الايل-قارن اقتران الوعل بالمناطق المرتفعة وبجذر علا- وهو الذكر من الوعول، واما الوعل فهو بتقديري من ذات صور تسمية الايل وذلك قبل ان ترتبط ذوات القرون بالقمر كمعبود سابق على الشمس التي احتلت الأولوية في الثقافة الزراعية. وعليه بتقديري ان اسم الاله القمر الاقدم كان يلفظ بصور قريبة من بادءة حرف علة او من الاحرف الصامتة القريبة وهي الهاء او الحاء والعين الداخلة على اللام مثل ال وعل وهل وحل. والدلائل هي ارتباط الوعل بالعبادات العربية القديمة وأيضا الاشتقاقات اللغوية المرتبطة بالتسمية وصلتها بالاله كمرجع ومآل ...الخ. 
واما ما نقله البيروني في الاثار الباقية من القرون الخالية عن ابي معشر البلخي في كتابه في بيوت العبادات من قوله إن اللات كان لدى الصابئة باسم زحل فهو بتقديري مرحلة متأخرة من تطور المعتقدات التي نتجت عن تطور علوم الفلك لدى البابليين حيث حل زحل المرادف لكرونوس الاغريقي كأعلى الارباب وابعدها، وبالتالي قياسا أقدمها او اكبرها سنا وآل للتقاعد، وبمقابله القمر هو الأدنى للأرض والبشر والأكثر نشاطا، وبهذا يمكن مقاربة ذلك مع الآيات هو الأول والأخر. انها ليست صدفة في ترتيب الهياكل البابلية والصابئية الحرانية أن حل زحل في الطابق الأرضي الأول في برس النمرود فيما حل القمر في الطابق السابع وهو قمته، وانهما ليسا سوى فيض من مصدر واحد الأرضي الأول العجوز المتقاعد فيما الأعلى الأصغر سنا. 
وأرجح صحة ما ذهب اليه بعض الباحثين من ان زحل والشمس اله واحد بتجليين احدهما للنهار والأخر لليل، ولكن اضيف أيضا ربما باعتقادهم أن القمر هو أيضا من تجليات ذات الاله هذا حيث استوقفتهم ظاهرة التشابه والاستنساخ الزمني بين زحل صاحب المدار الأطول حول الشمس 29 ونصف سنة تقريبا، وعدد أيام القمر 29.5 يوما، وربما على صلة أن يحصر فقهاء اللغة الأوائل الاحرف العربية في 29 في حين انهم تحدثوا عن وجود 35 حرفا. 
في المعتقدات العربية الجنوبية القديمة كان القمر يمثل آل (ايل) والشمس اللات وابنهما عثتر (الزهرة)، ويبدو ان هذا النسب احدث تاريخيا من النسب الذي ورد في الابلاوية، وهو ان الشمس والزهرة بنتا القمر، والدلالة ما ورد في العربية من تسمية الشمس بـ الطفل وهو من البداهة لدى العقل البدائي ان يرى في القمر صفة الكهولة، فيما الشمس صفة الفتى النشط الذي يسعى ليبز والده وهو شأن المعتقدات القديمة ان الابن يستلب مكانة والده العجوز وللإشارة فإن من أسماء الشمس أيضا العجوز وهو احتفاظ لصفتها كوالد(ة) أيضا في مرحلة من الاعتقادات. 
العلاقة بين الشمس والقمر والزهرة فيها خلط في المعتقدات القديمة، فتارة تظهر الزهرة كزوجة للقمر والشمس في آن واحد. وللتبدل في المكانة وجنس الاله الأعلى الذي يبدو انه ظهر ثنائيا (خنثى) في التصور الاقدم علاقة بثقافات الشعوب ونمط انتاجها. وباستثناء الزهرة والشمس اللتين اختلفت الثقافات المشرقية حول جنسهما، فإن اتفاقا بين الثقافات حول زحل والمشتري والمريخ الذكرية باستثناء عطارد الذي لا يخفى الميل في الثقافة القديمة لربطه بالخنوثة.