«يديعوت أحرنوت»: فقدنا الردع والجيش أخطأ و«الضيف» انتصر
أكدت صحيفة عبرية، أن الاحتلال الإسرائيلي فقد قدرته على الردع أمام حركة «حماس»، التي تقود المقاومة في قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاما، مشددة على أهمية اغتيال قائد الجهاز العسكري لـ«حماس» محمد الضيف، لترميم صورة الردع.
أكدت صحيفة عبرية، أن الاحتلال الإسرائيلي فقد قدرته على الردع أمام حركة «حماس»، التي تقود المقاومة في قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاما، مشددة على أهمية اغتيال قائد الجهاز العسكري لـ«حماس» محمد الضيف، لترميم صورة الردع.
وأوضحت «يديعوت أحرنوت» في خبرها الرئيس الذي أعده الخبير العسكري يوسي يهوشع، أنه «من ناحية حماس، فإن الحدث الأول لهذه الجولة القتالية كان أيضا صورة النصر؛ النار الصاروخية نحو القدس»، مؤكدة أن «إسرائيل فقدت قدرتها على الردع، في اليوم الذي يفترض به أن يكون يوم عيد لها».
ونوهت إلى أن «إسرائيل أعلنت في هذه المرة، أن الرد سيكون قويا، وهذه الأقوال يجب أن تؤخذ بضمان محدود، وينبغي أن نتذكر، أن سياسة الاحتواء المتطرفة التي اتخذتها الحكومة، بتشجيع من الجيش والمخابرات الإسرائيلية، قادتنا إلى هذا الوضع الذي انقلبت فيه الموازين؛ حماس تبدأ بضربة أولى قوية وتطلب التوقف (بحسب زعم الصحيفة)، بالضبط مثلما فعلت إسرائيل في حملات سابقة».
وأضافت: «النتيجة؛ مشاهد محرجة لقواتنا وهي تخلي المحتفلين في مسيرة الأعلام بالقدس، نواب إسرائيليون يفرون من القاعة إلى الملجأ، بالتوازي يحتفل الفلسطينيون في القدس بصواريخ غزة».
وذكرت الصحيفة، أنه «من ناحية جهاز الأمن، هنا فشل استخباري مدوٍ على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي، فعلى مدى أسابيع طويلة يدعي كل رؤساء الجيش والمخابرات أن من يسيطر في حماس هو يحيى السنوار، وهو لا يريد تصعيدا ويعتزم مواصلة مسار التسوية مع إسرائيل».
ونوهت إلى أنه «حتى الأحد، تحدثت محافل رفيعة المستوى بأن السنوار سيواصل السياسة ذاتها؛ سيشعل النار في القدس وليس في غزة؛ ولكن تبين أن استخبارات الجيش الإسرائيلي والمخابرات لم تقرأ على نحو صحيح موازين القوى الداخلية التي تغيرت في داخل قيادة المنظمة، بين السنوار وبين محمد الضيف، رئيس الذراع العسكرية، فقد قاد الضيف سياسة صقرية مستقلة نسبيا مفاجئة، وفي الجيش والمخابرات تقديرهم فشل؛ بأن يد السنوار ستكون العليا».
واعتبرت «يديعوت»، أن ما يجري هو «بث معاد للفشل السياسي في 2014؛ عشية حرب 2014، حيث قدروا في إسرائيل، أن حماس غير معنية بالتصعيد، وكان هذا خطأ جسيما»، موضحة أنه «على المستوى التكتيكي لم يعد الاستعداد صحيحا، إذ إنهم في الجيش لم يقدروا أن النار ستطلق نحو القدس».
وتابعت: «بكلمات بسيطة؛ يوم الأحد قالوا في هيئة الأركان؛ حماس ستكتفي بتهييج القدس من بعيد، ويوم الاثنين أشعلت حماس القدس بالصواريخ، وفي المادة الاستخبارية كان يفترض أن تكشف خطة استراتيجية كهذه هدفها بدء الحرب، وهذا لم يحصل، والجيش أخطأ، حماس اختارت المواجهة والضيف انتصر».
وأكدت الصحيفة، أن انتصار حماس وقائد جناحها العسكري الضيف «هام جدا، ومن شأنه أن يؤثر على المستقبل»، منوهة إلى أن الضيف عمل على مراكمة القوة العسكرية، وباتت هذه قصة أخرى، معقدة وخطيرة،وستضع على المدى البعيد موضع الشك مخططات الهدوء لسكان المستوطنات في الجنوب».
وشددت على ضرورة «إسراع الجيش في ترميم الردع، فعدم الرد على النار التي بدأت في الصباح نحو سديروت والرد الهزيل على إطلاق الصواريخ ليل الجمعة قبل أسبوعين، أثبتا أن سياسة الاحتواء لم تعد تنجح؛ فهي لم تنجح في القدس، كما رأينا، ونحن نسير نحو فقدان للسيطرة هناك».
وكشفت عن وجود «خلافات عميقة» في داخل المنظومة الأمنية بشأن مسيرة الأعلام للمستوطنين في القدس والتي فشلت بعد تراجع الجهاز الأمني، بسبب المواجهات في القدس وضربات المقاومة.
ونبهت إلى أن هذا الفشل يضاف له، تحذير رئيس المخابرات نداف أرغمان للمفتش العام شبتاي، بالامتناع عن نصب الحواجز في باب العامود، تلك الحواجز التي أدت إلى تهييج المنطقة وفي النهاية تمت إزالتها.
وبينت «يديعوت»، أن «كل هذه الأزمة الأمنية تحدث في ذروة أزمة سياسية خطيرة، يشخصها عموم الأعداء كنقاط ضعف يستغلونها حتى النهاية، فحماس كانت أول من فعل ذلك، ونأمل ألا يقتدي بها الاخرون، ولكي لا يحصل هذا، فإنه يجب إنهاء الجولة بشكل آخر.. بانتصار إسرائيلي واضح».
ورأت أن «صورة الانتصار المحتملة، وهي واحدة، هي الوصول إلى الضيف، مرة واحدة وإلى الأبد، بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة”، مؤكدة أن “الخسارة أو التعادل، من شأنهما أن يؤديا بنا إلى خسارة لاذعة أكثر في الحرب القادمة».