دولة دون سلطة . 

من يراقب ما يحدث في فلسطين ، يتوصل الى حقيقة ، ان دولة الاحتلال ، لا تملك اي سلطة على المستوطنين ، ولا تطبق عليهم القانون مهما ارتكبوا من مخالفات

دولة دون سلطة . 

من يراقب ما يحدث في فلسطين ، يتوصل الى حقيقة ، ان دولة الاحتلال ، لا تملك اي سلطة على المستوطنين ، ولا تطبق عليهم القانون مهما ارتكبوا من مخالفات او مارسوا من ارهاب او تعديات على الفلسطينيين وممتلكاتهم ، بمعنى اخر فإن المستوطنين ميليشيات إرهابية خارجة على القانون ، ولا يملك الفلسطينيون اي قوة تردعهم ، ولا يطبق التنسيق الامني عليهم ، هم في الواقع خط عدوان امامي ، يعمل بداب وتحت الحماية الرسمية لدولة الاحتلال ، ومهما زعموا ان هذه التجاوزات الأمنية هي خارجة عن السيطرة وأنهم لا يقبلون بها ، فهذا التبرير لذر الرماد في العيون وامتصاص الغضب الفلسطيني ، ماحدث في يطا قبل ايام والاعتداء على طفل لا يتجاوز ثلاث سنوات في داخل بيته وشج راسه بحجر، ينبىء عن كم هائل من الحقد وتجرد مطلق من اي قيم انسانية ، وتبرز ثقافة تلمودية متطرفة تصنف هؤلاء المستوطنين بانهم نازي ون ، لايكتفون باحتلال الأرض والاستيطان فيها بل يسعون بكل مالديهم من احقاد ، ان يلغوا اي وجود للفلسطيني صاحب الأرض مستندين الى قوة غاشمة وضوء أخضر من أعلى سلطة في النظام العنصري الص هيو ني . 

المستوى الرسمي لدولة الاحتلال لا يقدر حجم المخاطر التي تتراكم كل يوم بسبب انفلات ميليشيات المستوطنين ، التي تصل احيانا حد الفجور ، ويضطر الناس للمقاومة ، بل ويوصلهم الى يقين بان الاذى الذي يقع عليهم هو أذى متدحرج ولن تتوقف ردود فعل المظلومين عند حد الشكوى .

للاحتلال دولتان ، واحدة تتظاهر بالديمقراطية ، وتطبق أقسى القوانين على الفلسطينيين ، ودولة ثانية لا تحسب حسابا للدولة الاولى وتفعل ماتشاء ، وهي دولة الاستيطان ، ان حجم الفجور الذي تمارسه الدولتان لن يساعد الفلسطيني ان يضبط ردود فعله استنادا الى بعض الانسانية عندما تتغير المعادلات ، وهي بالتاكيد ستتغير ، عندها لن يتذكر اي فلسطيني موقفا واحدا يجعله يتعامل برحمة مع من اضطهده وظلمه واستقوى عليه . 

على المستوى الرسمي في دولة الاحت لال ان يفكر مليا بالمستقبل ، وان يضبط انفلات دولته الثانية ، لأن الحقد مرتعه وخيم .