قوات الأمن السودانية تطلق الغاز على المتظاهرين بالخرطوم
أطلقت قوات الأمن السودانية، قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق متظاهرين مناهضين لإجراءات القوات المسلحة في حي بوري في شرق الخرطوم، وفق ما أفادت مراسلو فرانس برس.
.أكد وزير خارجية السودان بالوكالة علي الصادق، أن الخلاف بين العسكريين والمدنيين شكل تهديدا للأمن القومي السوداني.
وأضاف الصادق خلال لقائه سفراء الدول المعتمدين في الخرطوم، أن تحرك القوات المسلحة كان يهدف لتصحيح المسار، وضمان إنجاز الانتقال السياسي.
كما أضاف أن هناك جهودا ووساطات من أجل عودة الشركاء لطاولة الحوار، مشددا على أنه لا نية لاستمرار الحكم العسكري.
وكان قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، قد عين في وقت سابق اليوم الخميس، السفير علي الصادق بمنصب وكيل وزارة الخارجية، بحسب ما أفاد مراسل العربية/الحدث.
أتت تلك الخطوة بعد ساعات على حملة إقالات طالت 6 سفراء على الأقل في الخارج، بينهم سفراء لدى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، عقب إدانتهم لحل مجلس الوزراء وتسلم الجيش إدارة البلاد مؤقتاً حتى تشكيل حكومة جديدة.
كما أقال البرهان سفراء السودان لدى قطر والصين والأمم المتحدة في جنيف، بحسب ما أكد مسؤول لوكالة أسوشييتدبرس، اليوم الخميس، شريطة التكتم على هويته.
وكانت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي شددت في تصريحات سابقة للعربية رفضها الإجراءات الاستثنائية وحل الحكومة، واصفة ما جرى في الخرطوم يوم 25 أكتوبر بأنه "انقلاب تام" على السلطة المدنية. كما اعتبرت في تصريحات لاحقة أن حكومة حمدوك هي الحكومة الشرعية.
وكشف ممثل الأمم المتحدة الخاص في السودان، فولكر بيرتيس، أنه اجتمع مع قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، وناقشا سبل التسوية السياسية في البلاد. وأوضح مكتب الممثل الأممي أن الأخير التقى أمس البرهان وحثه على تهدئة الموقف في البلاد.
كما أضاف أن فولكر عرض "مساعيه الحميدة لتسهيل الوصول إلى تسوية سياسية، من أجل استعادة الشراكة الانتقالية".
كذلك أعرب عن قلقه البالغ بشأن المحتجزين منذ 25 أكتوبر، ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين السياسيين وفي الوقت نفسه طلب التواصل الفوري معهم.
وكانت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية أيضاً أبدت قلقها من الأوضاع في الخرطوم، داعية إلى الإفراج عن جميع الموقوفين السياسيين، واستعادة الشراكة مع المكون المدني.
ويواصل متظاهرون سودانيون لليوم الخامس على التوالي، احتجاجاتهم على قرارات قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان الأخيرة. كما أعاد المتظاهرون الخميس نشر العوائق في الطرق لقطعها.
هذا وكانت عدة هيئات مدنية معارضة للإجراءات الاستثنائية التي أعلنت عنها القوات المسلحة يوم الاثنين الماضي في السودان دعت إلى التحضير لتظاهرات واسعة يوم السبت المقبل، تحت شعار مليونية 30 أكتوبر، من أجل المطالبة بتسليم الحكم في البلاد للمدنيين.
بالتزامن أعلن مدير الطب الشرعي السوداني، هشام فقيري، الخميس، مقتل سبعة متظاهرين على الأقل، خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم قبل أيام. وقال لوكالة فرانس برس "يوم الاثنين في الخرطوم، دخلت إلى المشارح سبع جثث لمتظاهرين، وجثة جندي من قوات الدعم السريع.
كما أشار إلى أن بعض الجثث بدا عليها آثار ضرب بأدوات حادة".
يشار إلى أن تلك الاحتجاجات كانت انطلقت عقب تنفيذ الجيش حملة توقيفات طالت عددا من الوزراء والمسؤولين في الحكومة، فضلا عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قبل أن يعود الأخير إلى منزله يوم الثلاثاء الماضي.
فقد أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان يوم الاثنين الماضي، حلّ مجلس السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ.
كما تضمنت قراراته حل جميع الكيانات النقابية والاتحادات المهنية، ووقف عمل لجنة إزالة التمكين، وتعليق بعض بنود الوثيقة الدستورية. كذلك، أعلن لاحقاً فصل عدد من السفراء في الخارج.
ما أثار انتقادات دولية، وتحذيرات من تقويض عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.
يذكر أن إجراءات القوات العسكرية أتت بعد أشهر من التوتر بين المكونين العسكري والمدني اللذين كانا يتقاسمان الحكم الانتقالي في البلاد، منذ العام 2019 بعد عزل البشير.