مع الشاعرة الفلسطينية/ الفحماوية نادية محاميد
الأستاذة نادية محاميد شاعرة وكاتبة وناشطة سياسية وثقافية فلسطينية من مدينة أم الفحم. أنهت تعليمها الابتدائي والثانوي فيها، واكملت دراستها العليا بموضوع التربية الخاصة
الأستاذة نادية محاميد شاعرة وكاتبة وناشطة سياسية وثقافية فلسطينية من مدينة أم الفحم. أنهت تعليمها الابتدائي والثانوي فيها، واكملت دراستها العليا بموضوع التربية الخاصة، وتعمل في سلك التدريس معلمة بهذا المجال، وحاصلة كذلك على اللقب الثاني بموضوع شباب في ضائقة، وموجهة مجموعات.
شغفت بالقراءة منذ الصغر، وولجت عالم الكتابة في جيل مبكر، ونشرت تجاربها ومحاولاتها الأولى باسم مستعار لظروف اجتماعية خاصة وغياب الوعي الثقافي في تلك الفترة. تكتب الشعر والومضات والخواطر النثرية، ونشرت كتاباتها في عدد من الصحف المحلية، منها صحيفة "المسار" الأسبوعية الفحماوية، وفي مواقع فلسطينية وعربية الكترونية، وفي صفحتها على الفيسبوك. وشاركت في العديد من الأمسيات الثقافية والأدبية والأنشطة الاجتماعية والسياسية والنضالية. تتمتع بثقافة تنويرية وفكر تقدمي وروح وطنية عالية، وتنتمي سياسيًا وفكريًا للحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ورغم انها تكتب منذ سنوات طويلة فإنها لم تصدر حتى الآن أي كتاب.
تتناول نادية في نصوصها وخواطرها وومضاتها موضوعات ومحاور مختلفة، متعددة الرؤى، وطنية وسياسية واجتماعية ووجدانية. كتبت عن المرأة وهمومها وعذاباتها ومعاناتها وتضحياتها وكفاحاتها، وعن الأرض والوطن والنكبة والإنسان والمكان الفلسطيني، وعكست الهموم الوطنية ومشاعر الحب بكل أشكاله والوانه وأحاسيس الأنثى، وحاكت الطبيعة والنجوم والسهول والمروج، وصورت الواقع السياسي والاجتماعي القهري بتفاصيله الدقيقة.
ناديه محاميد شاعرة صادقة البوح، جريئة التعبير، مفعمة بالحماس الوطني، ومسيرتها حافلة بعشق وطنها وبلدها واعتزاز بانتمائها وتمسك بجذورها وهويتها الفلسطينية، تمتلك ناصية اللغة، والايحاء الشعوري والخيال المجنح الذي يشحن نسيجها في مجالات شعورية بصور حسيّة ونفسية وجمالية حيَة، لغتها سهلة موحية تخاطب عقول وقلوب الناس، وألفاظ معجمها الشعري مناسبة، ومعانيها متطابقة للفكرة، وهي تنتقي كلماتها من معجم يوحي بالألم والوجع والحزن والمرارة والضياع والقهر النفسي والقلق الوجودي الحضاري.
وتنجح نادية في اقتناص والتقاط اللحظة الشعورية من خلال التأمل والحلم، وتضفي على نصوصها صورًا واطياف تمتاز بالدقة والعمق، وتحرص كل الحرص على مخاطبة القارئ والمتلقي، وجدانيًا وجماليًا وفكريًا. فكلماتها وايحاءاتها وأبعادها الوطنية أجراس مدوية وبراكين هائجة، ولنسمعها في هذه القصيدة التي تحاكي فيها القدس والأقصى، وتمثل نموذجًا من محاورها وموضوعاتها.. فتقول:
بال من الجليد تتراكم أمامي
... ويسكن الصقيع لحظات عمري
... تستنفذ مساحة الفرح من يومي
.. تداعب شفاه جرح أضنى مهجتي
آه يا وطني.. آه يا وطني
... تناثرت آهاتي لتلامس وجه الغمام
.. تعانق جبين السماء
... وجرح يتسع مداه
... لأذرف الدمع من القلب
...يبلغ هامات الفضاء.
على ما آل اليه حالك
وكيف هنت في عيون ابنائك.
صمت .. صمت...صمت...
تفوح رائحة الصمت .. من داخل الاقصى ...
من اعلى قبته الطاهرة... من أدنى سور
الحرم... من كل المدن... من كل المساجد
.. من كل بقعة في بلادي
من قتل الاحساس فينا!!؟
من جرعنا الهموم حتى ثملنا!؟
من اخترق شرايين الثقة فمزقها...!؟
من تركنا جثثًا هامدة..
لا تفوح منها سوى رائحة الصمت...!؟
من نقل القبور الى هنا...!؟
من دفن فيها كل ما نملك من عروبة ونضال
من عقيدة وايمان... !؟
الاقصى يبكي...الاقصى يبكي أهله..!!
ويخاطبهم بقلب مفعم بالرجاء... يسألهم بعين الامل...
منذ متى هنت عليكم...!!؟؟
هل صمتكم هجران
هموا..هموا...الي ..انا اناديكم...
وجدراني وأعمدتي وأروقة المصلين تستغيثكم...
أنا اقصاكم ...ورمز عروبتكم وطهارتكم...
وغني عن القول ان نصوص نادية محاميد هي أغنيات وهتافات للحُبّ والحياة والوطن والإنسان والمرأة الفلسطينية، متشحة بالحزن والوجع، وتتراوح بين المشهدية والتأملية.
فللصديقة الشاعرة والكاتبة نادية محاميد خالص التحية، ونرجو لها دوام النجاح والعطاء والمزيد من التجدد والتطور والتألق، وننتظر معها تذاكر الفرح الآتي.