هلوسات : المستقبل . خاطرة مسائية .

قلبت في ذاكرتي فلم اجد استخداما لهذه الكلمة في التراث الأدبي والفقهي . مما جعلني اعتقد ان هذه الكلمة بدلالتها السائدة هي استخدام معاصر

هلوسات : المستقبل . خاطرة مسائية .

قلبت في ذاكرتي فلم اجد استخداما لهذه الكلمة في التراث الأدبي والفقهي . مما جعلني اعتقد ان هذه الكلمة بدلالتها السائدة هي استخدام معاصر . اما الدلالة اللغوية فجذرها الثلاثي قبل . وزيد عليها الالف والسين والتاء وهذه الزيادة تفيد الطلب . مثل استكتب طلب الكتابة . استقال . طلب الإقالة .

وكلمة مستقبل بضم الميم و فتح الباء . هي اسم مفعول . ولو كسرت الباء تصبح اسم فاعل . 

وتعريفي للكلمة : كل ما ينتظر إقباله في الزمن القادم . ووفق هذا التعريف . فالمستقبل هو اقرب الاوقات بعد لفظك للكلمة وابعدها حتى لحظة انقطاع نفسك الاخير . لذلك فان المستقبل فيه دلالة زمنية مفتوحة. ارجو ان تكون هذه المقدمة منطلقا للحديث عن المستقبل بكل ابعاده الشخصية والجمعية .

من منا لا يفكر بالمستقبل او يعمل من اجله بغض النظر عن عمره ومستواه الثقافي والاجتماعي؟؟ 

اعتقد حتى اولئك القدريون المستسلمون يفكرون بالمستقبل ويقلقون من اجله . ولكل واحد منا خطط من اجله قصيرة المدى وطويلة المدى . وتعد احلام اليقظة والامنيات جزءا من هذه الخطط اذا استكملت بالعمل والاعداد . ولكنها تتحول مع الايام الى مجرد مهدئات او مخدرات يلوذ بها العاجزون وتمضي اعمارهم وهم يستقبلون نتاج استلابهم وكسلهم . ويذرفون الدموع ويتحسرون . ويسندون اخفاقاتهم الى الحظ والقدر . 

ما ينطبق على الافراد ينطبق على الامم والشعوب . فاذا ما وصلت الشعوب الى لحظة انسداد الافق . فهذا يعني ان المقدمات لم تكن بالمستوى الواعي لصناعة مستقبل سعى اليه الافراد والجماعات بشكل عشوائي . وفي لحظة تاريخية فارقة يظهر قادة ورواد يقودون ويخططون . فاذا كانوا على مستوى لائق من الوعي والقدوة فان المستقبل يكون واعدا للافراد والجماعات . 

نظرة متواضعة على ما يحدث لنا وحولنا تنبئنا بالمستقبل . يمكن ان تظهر ملامحها في الاجابة عن الاسئلة التالية : 

هل نعمل بشكل جماعي ومنظم ووفق برنامج وخطط ؟؟

هل لدينا قادة يمثلون قدوة لشعوبهم ؟؟

هل نحلم ونتمنى اكثر مما نعمل ونبادر ؟؟

هل نثق بقادة الفكر والرموز الدينية التي نقدم لها المنابر ؟؟

اذا كانت الاجابة عن هذه الاسئلة بنعم .فان المستقبل القريب سيكون واعدا والبعيد سيكون مشرقا . وان.كانت الاجابات لا . فاننا ما زلنا في طور الاحلام والامنيات التي تفضي الى الانهيار. 

ارجو ان يكون المستقبل كما نشتهي ونتمنى على المستويات الشخصية والعامة ِ 

دِ احمد عرفات الضاوي