السكاكيني والنشاشيبي: مدرستان في النقد الأدبي الصحيح

خضعت فلسطين، هذا القطر الصغير للسيادة التركية، ووقع في ظلام نظام إقطاعي بغيض، وامتدّ الركود الذي أصاب حياة أهله قروناً(1) حتى جاء في نهاية الحكم العثماني أيام السلطان عبد الحميد حيث "التقى العرب والأتراك على هدف واحد الغاية منه تحطيم الحكم الحميدي ممثل الإقطاعية الاستبدادية المطلقة

يناير 26, 2021 - 20:16
السكاكيني والنشاشيبي: مدرستان في النقد الأدبي الصحيح
السكاكيني والنشاشيبي: مدرستان في النقد الأدبي الصحيح

خضعت فلسطين، هذا القطر الصغير للسيادة التركية، ووقع في ظلام نظام إقطاعي بغيض، وامتدّ الركود الذي أصاب حياة أهله قروناً(1) حتى جاء في نهاية الحكم العثماني أيام السلطان عبد الحميد حيث "التقى العرب والأتراك على هدف واحد الغاية منه تحطيم الحكم الحميدي ممثل الإقطاعية الاستبدادية المطلقة حتى يتاح للعناصر البورجوازية التركية كسر شوكة السلطان المستبد. وكان العرب يرمون من وراء ذلك إلى إيجاد مقوّمات خاصة بالشعوب العربية تضمن لهم السيادة القومية السياسية والاقتصادية"(2) وبدأت طلائع التنبيه واليقظة تظهر على الناس... ولكن بعد إسقاط الحكم الحميدي الإقطاعي داخل تركيا، ورجحان الكفة بجانب الاتجاه البورجوازي، عاد الاتحاديون المنتصرون إلى التمسك بنظام السلطنة الإمبراطوري، إذ رأوا فيه النظام الذي يضمن لهم النهب والاستمرار، فنتج عن ذلك فقدان التقارب التركي العربي، وظهر للعرب أن اضطهادهم انتقل من يد السلطان ممثل الاستبداد الإقطاعي المطلق إلى يد العناصر البورجوازية التركية التي آزرها أول الأمر، وهذا ما دفع العرب إلى مكافحة كل أشكال السيطرة التركية متخذين أهدافاً تتناسب ومختلف الأوضاع التاريخية... لأن النزعة القومية (الطورانية) التي أنتهجها الاتحاديون الأتراك استفزت الشعور القومي في شعوب الإمبراطورية جميعاً. وقد صاحب ذلك ظهور الرأسمالية في التربة العربية، تلك البذور التي نثرها ازدهار الاستعمار الغربي في مطلع القرن العشرين، حيث أخذ يندسّ في الأقطار العربية، وقد رأى في هذه البلاد أخصب الأسواق للرأسمال الغربي(3).
وكما كان العرب بنتهزون فرصة التناقض بين المصالح التركية والمصالح الأوروبية ويجدون في ذلك منفذاً لدعم صفوفهم وتنظيم حركاتهم، كانت الدول الأوروبية ترقب التناقض بين المصالح التركية والمصالح العربية، وتتخذ الحيطة لتوجيهها الوجهة التي تخدم مصالحها الاستعمارية، وأغراضها الاستثمارية(4). 
ومنذ أن أنفرد الإنجليز بفلسطين وهم يحاولون إيهام العالم بأن القضية الفلسطينية قضية معقّدة، ويحاولون أن يوجدوا فيها أطرافاً متعددة، ولقد دخل العالم معهم في دوّامة، وكاد العالم العربي يدخل في الدوامة نفسها، مستغلّة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. ركّزت، مثل غيرها في الغرب، في صورة الفلسطيني" باعتبارها الأرض المقدّسة نتاج النصوص التاريخية على الفترات التوراتية والصليبية والحديثة (ولا سيما بعد الاحتلال البريطاني سنة 1917م) لأنها عُدّت ذات صلة مباشرة بالتاريخ الأوروبي في الوقت نفسه، ساد تجاهل مئات الأعوام من الحكم العربي الإسلامي"(5). 
ولهذا لن نتطرق إلى البحث المعقّد الذي أراده الإنجليز للقضية، ويكفي أن نؤكد "أن تكون قضية نزاع بين شعب أصلي يطالب بحقه الطبيعي في الحرية والاستقلال، وبين سلطة استعمارية مستبدة تسيطر على جميع مقدرات البلاد وتضعها في أوضاع وظروف سياسية واقتصادية تسبب لها الارتباكات والاظطرابات، وقد خلقت السياسة الاستعمارية البريطانية – تدعمها في ذلك السياسة الأميركية – سلسلة من التعقيدات في الحياة العربية الفلسطينية، فجعلت من الولايات المتحدة طرفاً رسمياً في القضية، واتخذت من اليهود وسيلة لترسيخ سيطرتها على البلاد ولخدمة الإستراتيجية الاستعمارية، وجعلت توهم الناس بأنها تعالج القضية وتبغي حلها(6). 
وهكذا خرجت فلسطين من قيود الحكم العثماني الاستبدادي الإقطاعي، ووقعت في شباك الاستعمار الانجليزي وضيعته الاستعمار الصهيوني، ومن وراء ذلك كلّه الاستعمار الأميركي، لتكون نقطة ارتكاز يحافظون بواسطتها على مراكزهم الاستعمارية في الشرق الأدنى(7). 
يقول الدكتور عبد الرحمن ياغي: "وكل هذه الأدوار التي مرّت بالبلاد العربية، شارك هذا القطر (فلسطين) بنصيبه الوافي: فكان له في الأدوار الأولى ممثلون في عهد التنظيمات، وكان له من يمثّله في كل حزب أو جمعية أو مؤتمر، وكان له نواب في مجلس (المبعوثان) العثماني، يرفعون أصواتهم جريئة في النقد والاحتجاج والمعارضة، ولم يعرف هذا الوطن الصغير طعم الاستقرار السياسي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي، في هذه العهود، سواء أكان ذلك في عهد الحكم العثماني أم عهد الانتداب الإنكليزي الصهيوني، وقد صبغ ذلك كلّه نضال بلون خاص، ووجّه حياته الأدبية والثقافية وجهة معينة(8). ..

لقراءة الدراسة كاملة، يرجى الضغط على الرابط في الأسفل

الكاتب والباحث جهاد صالح

جهاد صالح جهاد صالح، قاص وناقد وباحث أكاديمى فلسطينى، له العديد من الكتب والدراسات الأدبية المحكمة إضافة إلى العديد من المقالات فى النقد الأدبى والسياسى.حاصل على عدة جوائز عربية وعالمية، وترجمت بعض اعماله إلى لغات عديدة. ولد في قرية دير دبوان قرب مدينة رام الله في 15/5/1948. • عاش في مدينة إربد الأردنية وتلقى تعليمه فيها. • التحق في صفوف الثورة الفلسطينية، ومنظمة التحرير منذ العام 1968 وتدرّج في عدة مناصب منها: الإشراف على مدرسة إعداد الكادر، ومدير عام اتحاد جمعيات الصداقة مع الشعوب. • رئيس تحرير مجلة الثورة الفلسطينية وجريدة التعميم عام 1983. • مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الإعلام الفلسطينية، وهيئة التوجيه السياسي والوطني منذ العام 1998. • رئيس تحرير مجلة الزاوية الثقافية التي صدرت في رام الله منذ العام 2002. • شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الفلسطينية والإقليمية والعالمية. • كتب العديد من الأبحاث والدراسات في الصحف والمجلات المتخصصة الفلسطينية والعربية. • ترجمت بعض أعماله إلى عدد من اللغات الأجنبية. • عضو الامانة العامة السابق في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينين. • عضو اتحاد الكتاب العرب. صدر للمؤلف جهاد أحمد صالح 1. الجبل والضباب (قصص)، دار ابن رشد، بيروت 1979. 2. الزورق (كتابات)، دار ابن رشد، بيروت 1980. 3. سداسية ماجد أبو شرار (كتابات)، اتحاد جمعيات الصداقة الفلسطينية 1980. 4. رجل بقدم واحدة (قصص)، دار ابن رشد، بيروت 1982. 5. هذه صورة وجهي الأخيرة (كتابات)، دار الجليل دمشق 1985. 6. الطورانية التركية بين الأصولية والفاشية، دار الصداقة بيروت 1987. 7. خليل بيدس: رائد القصة القصيرة في فلسطين، المركز الفلسطيني، رام الله 2004. 8. عاشقة العرب ليلى الأخيلية (تاريخ أدبي) المركز الفلسطيني، رام الله 2005. 9. روسيا وفلسطين (العلاقات الروحية والثقافية منذ مطلع القرن العاشر الميلادي حتى بداية القرن العشرين)، المركز الفلسطيني رام الله 2005. 10. نزهة النفوس في بلاد الروس (تاريخ أدبي)، المركز الفلسطيني رام الله 2006. 11. سلسلة الروّاد المقدسيون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين في (عشرين جزءاً)، الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين رام الله 2010. 12. الرواد المقدسيون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين، الأتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين رام الله، وبيت مال القدس الشريف/ الرباط المغرب 2011. 13. الرواد المقدسيون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين (طبعة ثالثة) وزارة الثقافة الجزائرية، الجزائر 2011. 14. الجزائر وتلمسان في كتابات المؤرخ الفلسطيني نقولا زيادة، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله 2011. 15. أسمى طوبي: رائدة الكتابة النسائية في فلسطين، إصدار وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله 2012. 16. القوى الشعبية وقياداتها المقاومة من أجل القدس بعد حرب حزيران 1967، إصدار جمعية يوم القدس، عمان 2012. 17. عبد الرحيم محمود: جزالة الشعر وروعة الاستشهاد اصدار الكلية العصرية الجامعية رام الله 2013. 18. تاريخ أفلمة الرواية وواقع السينما الفلسطينية، ورقة عمل في ملتقى وهران الدولي للسينما والرواية، وهران 2015. 19. موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين" الجزء الأول 1829-1880م – إصدار دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2016م، تقع في (788 صفحة من القطع الكبير). 20. موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين" الجزء الثاني 1882 -1892م – إصدار دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2016م، تقع في (812 صفحة من القطع الكبير). 21. موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين "الجزء الثالث 1894-1904م – إصدار دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2017م، تقع في (780 صفحة من القطع الكبير). 22. موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين "الجزء الرابع 1905-1908م، إصدار دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2017م، تقع في (828 صفحة من القطع الكبير). 23. موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية في فلسطين" الجزء الخامس 1909 – 1916م، إصدار دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2017م، تقع في (875 صفحة من القطع الكبير). 24. موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية في فلسطين" الجزء السادس 1917-1921م، إصدار دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2019م، تقع في (855 صفحة من القطع الكبير). 25. خازن نمر عبود: شاعر حمل جرحه الفلسطيني وتألق في لبنان، إصدار دار ادم للطباعة والنشر، رام الله 2019م 26. صفحات من حياة رفعت النمر، إصدار وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله 2019م. 27. موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية في فلسطين" الجزء السابع 1922 – 1926م، إصدار دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2020م، تقع في (857 صفحة من القطع الكبير). 28. موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية في فلسطين" الجزء الثامن 1926 -1930م، إصدار دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2020م، تقع في (920 صفحة من القطع الكبير). أعمال إذاعية وتلفزيونية 1. مسلسل إذاعي "حكايات أبو أحمد" (30 حلقة) لإذاعة منظمة التحرير الفلسطينية بُثّ في الإذاعات التابعة للمنظمة: بيروت، الجزائر، اليمن، بغداد في العام 1989م، أشرف عليه "نبيل عمرو" مدير الإذاعات، وأخرجه خالد مسمار. 2. مسلسل تلفزيوني "الصرخة" من (15 حلقة) انتجه التلفزيون الأردني بدعم من منظمة الصحة العالمية، أخرجه المخرج "عروة زريقات" ومثله كبار الفنانين الأردنيين. 3. مسلسل تلفزيوني درامي "الرّواد" حول اعلام الموسوعة، انتجه التلفزيون الفلسطيني حول موسوعة الروّاد، (180 حلقة، كل حلقة عشرة دقائق) ويبث يومياً في حلقات حتى الآن. الجوائز والدروع التي منحت للمؤلف منح للمؤلف مجموعة من الشهادات والدروع والجوائز منها: 1. جائزة "زهرة المدائن" عن ملتقى المثقفين المقدسيين كأفضل كتاب تاريخي عن القدس "الروّاد المقدسيون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين" عام