هَلُمَّ شعر ماهر النادي

شعر عمودي نسيب ادب فنون ثقافة الاردن مصر العراق سوريا الخليج المغرب الجزائر تونس قطر

هَلُمَّ   شعر ماهر النادي
هَلُمَّ شعر ماهر النادي

                                               هَلُمَّ

نَدِمْتُ فَخَلِّي  نَهْرَ  صَفحكِ جاريَا

أَلَمْ تُبْصِري فَوقَ القَصيدِ بُكائِيَا

ضَلالٌ رَماني فاتَّبَعْتُ غَرائِزي

وَأُشْرِبْتُ إِثْمًا مَاشَرِبْتُ دَوائِيَا

كَبَوْتُ فَمُدِّي للنَّجاةِ يَدَ الهَوَى

بِحِضْنِكِ يُلقَى مَاوَجَدْتُ وَرائِيَا

فَلَيْسَ لِقَلبي غَيْرَ حُبِّكِ بُرْدَةٌ

إلَيْكِ لُحونُ المُنْشِداتِ غِنائِيَا

سَلي الحِبْرَ هَل جَفَّتْ عُيونُ مَشاعري

وَهَل كانَ يَخْطو دونَ نَزِفِ دِمائِيَا

وَهَل أُغْمِضَتْ عَيني وَعَينُ شَقاوَتي

بِلَيْلٍ وَهَل مَلَّ البُكاءَ مَسائِيَا

كَأَنَّ لِسَاني ماتَحَرَّكَ في فَمي

فَإنَّ نُجومي لاتُجيبُ نِدائِيَا

تَذوبُ شُموعي بَيْنَ ذِكرَى وَحَسْرَةٍ

وَيَكبرُ هَمّي مافَقَدتُ ضِيائِيَا

بِنَبْضِيَ قَيْظٌ مِنْ مَلامَةِ مُهجَتي

فَهَل مِنْ سَعيرٍ قَدْ يَكونُ شِتائِيَا

فَما عادَ تَغريدُ البَلابِلِ مُطْرِبًا

وَما عادَ عذْبًا مِنْ شَقائِيَ  مَائِيَا

رَجَوْتُكِ عَفْوًا مَالِقَلبِيَ قُوَّةٌ

على النَأْيِ يَفْنى هَل أَجَبْتِ رَجائِيَا

تَوَسَّدْتُ حُلمي والعَذابُ يَلُفُّني

عَسَاهُ لِلَحْظٍ  أَنْ يَعودَ هَنائِيَا

فَكَيْفَ لِروحي أَنْ تُعانِقَ فَرْحَةً

وَعِنْدَ التَّداني مَايُعيدُ التَّنائِيَا

فَيَانَفْسُ  كُفِّي عَنْ مُعاقَرِةِ الخَنَا

وَرُدِّي لِحُبِّي دونَ شِركٍ  وَفائِيَا

فَما أنتَ إلّا بابُ شَرٍّ وَفِتْنَةٍ

وَمعولُ هَدمٍ  قَدْ هَدَمتَ بِنائِيَا

إلى أينَ مِنِّي قَد أَفِرُّ - ضَلالتي

تُمَزِّقُ في عَيْنِ النَّهارِ رِدائِيَا

أُحِبُّكِ لَمْ تقصد  خُطايَ تَعَثُّرًا

وَحُبُّكِ ماضَلَّتْ خُطايَ عَزائِيَا

فَهل أَغرَبَتْ شَمسُ الغَرامِ لِغَيْمَةٍ

وَمِنْها شُعاعٌ قَديُبَدِّدُ   دَائِيَا

حَنانَيْكِ مَا كُلُّ القلوبِ عَلى الهُدَى

بِكَفِّكِ مِنْ داءِ الضَّلالِ شِفائِيَا

أَزيحي ظلامًا في عيونِ مَحبَّتي

أرى المَوتَ يعوي مثلَ ذِئبٍ إزائِيَا

هَلُمَّ فَما للروحِ دونكِ بُردَةٌ

أُحِبُّكِ حتَّى إِنْ رَضيتِ شَقائِيَا

ماهر النادي 

قصيدة من ديوان

من كروم محبتي