خاطرة : الرًعاع . 

الرًعاع في اللغة : سفلة القوم وغوغاؤهم . وحتى لا ينصرف الذهن إلى فهم خاطىء ، فهذه الشريحة في المجتمعات لا علاقة لها بالمستوى الاجتماعي

نوفمبر 3, 2022 - 18:11
نوفمبر 3, 2022 - 18:13
خاطرة : الرًعاع . 
خاطرة : الرًعاع . 

الرًعاع في اللغة : سفلة القوم وغوغاؤهم . وحتى لا ينصرف الذهن إلى فهم خاطىء ، فهذه الشريحة في المجتمعات لا علاقة لها بالمستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، فقد يكون من الرعاع غني وفقير ، متعلم وجاهل ، إمام ومأموم ، أستاذ جامعي أو طالب ، فسفلة القوم هم الجاهزون دوما للمشاركة في تلميع الظالم ، ومناصرة الفاسد ، فتجد منهم المنافق والمداهن والصاخب والبذيء ، يتجنبهم كل كريم بغض النظر عن مستواه الاجتماعي والاقتصادي . 

لقد تطور مفهوم الرًعاع في هذا الزمن ، فصرنا نراهم على المنابر نفسها التي يظهر عليها كرام الناس وعلماؤهم ، ودورهم هو التشويش ونشر المفاسد والدفاع عن الفاسدين والطغاة ، وسلاحهم في الغالب الألفاظ البذيئة وقذف الأعراض ، وتشويه صور الأنقياء ونشر الرذيلة والدفاع عن الخونة والطغاة . 

هم الذين يعومون الطغاة والفاسدين ، ويبيعون ذممهم بأثمان بخسة ، لا كرامة لهم ، ولا حدود لبذاءتهم ، وأخطر الرعاع في هذا الزمن من يتستر بالدين ، ويدلف من خلاله الى عقول البسطاء لتسميم أفكارهم ، ونشر الفتنة بينهم ، أو كاتب أمتلك ناصية الكتابة ، فوظفها لخدمة سيد يدفع ، أو جهة ترفع ، لذلك تجد أمثال هؤلاء في مناصب عليا ، ويمتلكون منابر وتسهيلات لا يملكها الكتاب والمثقفون الأنقياء ، وهؤلاء هم أخطر الرًعاع ، لأنهم يمتلكون أدوات التأثير ، فيسقط في حبائلهم البسطاء ، ويقلبون الحقائق ويلمعون الطغاة والفاسدين ، ويزينون للطغاة أفعالهم . وغالبا ما يكون تحت تصرفهم شريحة واسعة من الرًعاع السفلة ، يستخدمونهم في الوقت المناسب لتشويه كل مقصد نبيل .

رحم الله الشاعر السوري حسن النيفي الذي أشار إلى خطورة هذه الشريحة من الناس بقوله : 

أكلما عصفت ريح بطاغية 

صاغ الرًعاع له من نتنه وثنا .

لا يخصب الطيب في الحرث الخبيث ولن 

يزجي القبيحُ إليك الطيًب الحسنا .

د.احمد عرفات الضاوي احمد عرفات الضاوي كاتب فلسطيني من الاردن. صدر له : دراسة في ادب احمد فارس الشدياق وصورة الغرب فيه . مطابع الدستور . عمان الأردن 1994، مجموعة كهف الارانب وقصص أخرى للفتيان . رابطة الكتاب الاردنيين . 1994، التراث في شعر الرواد . دبي . مطابع البيان .1998 .، المسرحية الشعرية احلام الطفل العربي وزارة الثقافة .عمان .2003، رواية للفتيان بعنوان خذوني إلى السماء .امانة عمان الكبرى عام 2003، بوح الزيتون .سيرة وزارة الثقافة .عمان 2019.، الرواية المنشورة . الدلال حسن . دار يافا للنشر . عمان .2018.