خاطرة : الرًعاع .
الرًعاع في اللغة : سفلة القوم وغوغاؤهم . وحتى لا ينصرف الذهن إلى فهم خاطىء ، فهذه الشريحة في المجتمعات لا علاقة لها بالمستوى الاجتماعي
الرًعاع في اللغة : سفلة القوم وغوغاؤهم . وحتى لا ينصرف الذهن إلى فهم خاطىء ، فهذه الشريحة في المجتمعات لا علاقة لها بالمستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، فقد يكون من الرعاع غني وفقير ، متعلم وجاهل ، إمام ومأموم ، أستاذ جامعي أو طالب ، فسفلة القوم هم الجاهزون دوما للمشاركة في تلميع الظالم ، ومناصرة الفاسد ، فتجد منهم المنافق والمداهن والصاخب والبذيء ، يتجنبهم كل كريم بغض النظر عن مستواه الاجتماعي والاقتصادي .
لقد تطور مفهوم الرًعاع في هذا الزمن ، فصرنا نراهم على المنابر نفسها التي يظهر عليها كرام الناس وعلماؤهم ، ودورهم هو التشويش ونشر المفاسد والدفاع عن الفاسدين والطغاة ، وسلاحهم في الغالب الألفاظ البذيئة وقذف الأعراض ، وتشويه صور الأنقياء ونشر الرذيلة والدفاع عن الخونة والطغاة .
هم الذين يعومون الطغاة والفاسدين ، ويبيعون ذممهم بأثمان بخسة ، لا كرامة لهم ، ولا حدود لبذاءتهم ، وأخطر الرعاع في هذا الزمن من يتستر بالدين ، ويدلف من خلاله الى عقول البسطاء لتسميم أفكارهم ، ونشر الفتنة بينهم ، أو كاتب أمتلك ناصية الكتابة ، فوظفها لخدمة سيد يدفع ، أو جهة ترفع ، لذلك تجد أمثال هؤلاء في مناصب عليا ، ويمتلكون منابر وتسهيلات لا يملكها الكتاب والمثقفون الأنقياء ، وهؤلاء هم أخطر الرًعاع ، لأنهم يمتلكون أدوات التأثير ، فيسقط في حبائلهم البسطاء ، ويقلبون الحقائق ويلمعون الطغاة والفاسدين ، ويزينون للطغاة أفعالهم . وغالبا ما يكون تحت تصرفهم شريحة واسعة من الرًعاع السفلة ، يستخدمونهم في الوقت المناسب لتشويه كل مقصد نبيل .
رحم الله الشاعر السوري حسن النيفي الذي أشار إلى خطورة هذه الشريحة من الناس بقوله :
أكلما عصفت ريح بطاغية
صاغ الرًعاع له من نتنه وثنا .
لا يخصب الطيب في الحرث الخبيث ولن
يزجي القبيحُ إليك الطيًب الحسنا .