«أوبزيرفر» :ما يُسمونه سلامًا بغزة مجرد تطهير للمنطقة
قالت صحيفة بريطانية إن ما يسمونه اتفاق سلام في غزة لا يبدو سوى "تطهير للمنطقة"، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي على القطاع ما زال مستمرًا، في وقت لم يطرأ تحسُّن يُذكر على الوضع الإنساني.
قالت صحيفة بريطانية إن ما يسمونه اتفاق سلام في غزة لا يبدو سوى "تطهير للمنطقة"، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي على القطاع ما زال مستمرًا، في وقت لم يطرأ تحسُّن يُذكر على الوضع الإنساني.
وذكرت صحيفة "أوبزيرفر" اللندنية، وفق ترجمة وكالة "صفا، أن الاحتلال مستمر بشن هجمات منتظمة داخل غزة، ولا تزال المساعدات غير كافية بشكل مؤسف، بغض النظر عما قد يقوله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وأشار محرر الشؤون الدولية في الصحيفة ستيف بلومفيلد إلى أن رياحًا وأمطارًا اجتاحت غزة في "عاصفة بايرون" بعد انتهاء الحرب؛ مما أدى إلى غمر المنازل المتضررة وتدمير الخيام الهشة.
وقال: "في أي مكان آخر في العالم - مثل إسرائيل على سبيل المثال - لن تكون هناك خسائر في الأرواح، لكن بعد عامين من تدمير كل مبنى تقريبًا وتحويلها إلى ركام، فإن غزة مختلفة".
وأضاف "فقد توفي طفلان بسبب البرد، وتوفي رضيع بعد تسرب مياه الأمطار إلى خيمة العائلة، وتسبب انهيار جدار على الخيام في حالتي وفاة إضافيتين".
وتابع "إلا أن الأمر ليس كذلك في الواقع، فقد مرّت تسعة أسابيع منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن باستثناء عودة الأسرى الإسرائيليين والإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، لم يطرأ تغيير يُذكر".
ولفت إلى أن "إسرائيل" ما زالت تشن هجمات منتظمة داخل غزة؛ ففي بداية هذا الشهر، تجاوز عدد الشهداء الرسمي 70 ألفًا.
وأكد أنه "لم يتم الوفاء بالتعهّد بتسليم ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يومياً ولو لمرة واحدة؛ حيث تسمح إسرائيل بدخول بعض شاحنات الأمم المتحدة والشاحنات التجارية يومياً، لكن هذا العدد لا يكفي على الإطلاق".
وذكر أن "مجلس السلام الذي شكّله دونالد ترامب غير موجود، وكذلك اللجنة التكنوقراطية الفلسطينية التي كان من المفترض أن تعمل تحت إشرافه، رغم أنه سُمح لإسرائيل بالتدقيق في كل عضو، ورفضت حتى الآن السماح لأي شخص له صلة بالسلطة الفلسطينية بالانضمام".
"وتبقى قوة الاستقرار الدولية المقترحة في الخطة فكرةً غامضة (..) إذ تريد إسرائيل أن تكون هذه القوات مسؤولة عن نزع سلاح حماس، أما الدول الإقليمية التي تبدو نظريًا مستعدة للمشاركة في مهمة، فلن تفعل ذلك إلا إذا كانت مهمة حفظ سلام ومراقبة"، وفق الكاتب.
أما كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية أمجد عراقي فقال بشأن القوة الدولية: "لن يذهبوا إلى هناك ليكونوا امتدادًا للجيش الإسرائيلي".
وأضاف عراقي "كان من السهل التنبؤ بكل هذا، في صورة تذكرنا بشكل محبط بجورج بوش وهو يقف على حاملة طائرات وخلفه لافتة بعنوان: "تمت المهمة"، حيث توجه قادة العالم إلى شرم الشيخ للوقوف أمام لافتة ضخمة كُتب عليها "السلام 2025" وتهنئة أنفسهم على تحقيق ما وصفه ترامب بأنه الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد".
وتابع "وبينما أدرك كير ستارمر وإيمانويل ماكرون وفريدريش ميرز متأخرًا ضرورة تقديم خطة بديلة لأوكرانيا، فإنه لا يوجد أي مقترح مضاد من الدول الثلاث بشأن غزة، بل إنهم جميعًا وافقوا على خطة ترامب الجوفاء ورفضوا إحداث أي تغيير".
ورأي عراقي أن "أوكرانيا أحد أسباب عدم إحراز أي تقدم في غزة؛ فالرجلان المسؤولان عن خطة ترامب لغزة- ويتكوف وكوشنر - يمسكان أيضاً بزمام الأمور في أوكرانيا، وهذا الفريق الصغير يُدير كل هذه الملفات، أما المؤسسات الأخرى، كوزارة الخارجية، فلا رأي لها في أيٍّ من هذا".
وأشار إلى أن "إسرائيل تعزز الخط الأصفر المرسوم على الخريطة في غزة، الذي يمنحها السيطرة على أكثر من نصف القطاع".
وقال عراقي: إن "الخوف الآن يكمن في أن تُحاصر غزة في هذا الجحيم حيث سيتمكن الناس من البقاء على قيد الحياة بصعوبة بالغة".
وختم محرر الشؤون الدولية في الصحيفة ستيف بلومفيلد حديثه بالقول: "ما زال مليونا فلسطيني في غزة؛ وإذا أرادوا أن يكون لهم أي أمل في المستقبل، فلا يجب أن يكون مصيرهم في يد رئيس أمريكي مشتت الذهن يعتقد أن مهمته قد انتهت هنا".