المنخفض الجوي في غزة يفتك بالأطفال ويغرق خيام النازحين ويهدد المباني المتهالكة بالانهيار

غزة – لم تكن الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة مجرد زخات موسمية، بل تحولت إلى أداة قتل صامتة تترصد النازحين في خيامهم المتهالكة. وفي فاجعة إنسانية جديدة، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء، عن وفاة الطفل الرضيع "محمد خليل أبو الخير"، الذي لم يتجاوز أسبوعين من عمره، نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة جسمه جراء البرد القارس.

وأوضحت المصادر الطبية أن الرضيع أبو الخير وصل إلى المستشفى قبل يومين بحالة حرجة، وأدخل العناية المركزة في محاولة لإنقاذ حياته، إلا أن جسده الغض لم يصمد أمام البرد الشديد الذي يفتك بمراكز الإيواء، ليرتقي شهيداً لظروف النزوح القاسية.

خيام غارقة ومآسٍ تحت المطر

تحولت مخيمات النازحين في مختلف مناطق القطاع، لا سيما في المناطق المنخفضة، إلى برك من المياه والأوحال. وأفادت تقارير ميدانية بغرق مئات الخيام المصنوعة من النايلون والقماش المهترئ، مما أجبر آلاف العائلات على البقاء في العراء أو محاولة نزح المياه بوسائل بدائية وسط انعدام تام لوسائل التدفئة أو الملابس الشتوية والأغطية.

تحذيرات من كارثة صحية وانهيارات وشيكة

من جانبه، أطلق المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور منير البرش، صرخة تحذير من داخل القطاع، مؤكداً أن خطر الموت يتهدد الأطفال وكبار السن والمرضى داخل الخيام التي غمرتها الأمطار. وأشار البرش إلى أن:

 * البيئة الموبوءة: الرطوبة العالية وتغلغل المياه داخل أماكن النوم يهيئان بيئة خصبة لانتشار أمراض الجهاز التنفسي والالتهابات الرئوية الحادة.

 * انهيار المنظومة: العجز الطبي التام يحرم المرضى من الحصول على الرعاية اللازمة، مما يجعل من الانفلونزا الموسمية مرضاً قاتلاً في ظل هذه الظروف.

خطر المباني المهددة بالانهيار

إلى جانب مأساة الخيام، تتصاعد المخاوف من وقوع كوارث في الأحياء السكنية؛ حيث أدت مياه الأمطار المتراكمة والرياح القوية إلى زيادة الضغط على المباني التي تصدعت جراء القصف الإسرائيلي السابق. وحذر الدفاع المدني من أن مئات المنازل والمنشآت المتهالكة باتت مهددة بالانهيار فوق رؤوس ساكنيها أو المارين قربها، خاصة في ظل ضعف البنية التحتية وانسداد قنوات التصريف بفعل الركام والدمار.

تأتي هذه التطورات الجوية لتعمق جراح أهالي قطاع غزة، الذين يواجهون الآن عدوين في آن واحد: آلة الحرب التي لا تتوقف، وشتاء قارس يفتقد لأدنى مقومات الصمود البشري.