رجل بلا رأس !

حيرني ذاك الرجل السائر بلا رأس، يشق الطرقات بقدميه الغريبتين، أظنهما كل واحدة بمقاس، ربما كانت اليمنى بحجم 45 واليسرى 43 ، لكنهما في تناسق وانسجام بالنسبة له على الأقل

رجل بلا رأس !
رجل بلا رأس !


حيرني ذاك الرجل السائر بلا رأس، يشق الطرقات بقدميه الغريبتين، أظنهما كل واحدة بمقاس، ربما كانت اليمنى بحجم 45 واليسرى 43 ، لكنهما في تناسق وانسجام بالنسبة له على الأقل ، فهو لا يميل أو يتعثر في مشيته، ولا يشبه في سيره حاوية القمامة الفاقدة لإحدى عجلاتها.
لكن، ترى أين رأسه!؟ 
هل أطاح بها محارب من العصور الوسطى؟
أم سرقت من على طاولة منكبيه؟.
تساءلت مرارا، وهو يفص البزر الأسود فلا يرى له فم، بل تبدو قشور البزر البلدي تتساقط مع كل خطوة كأنها طابور نمل يحضر مؤونة السبات الشتوي.
لا بد أنه برأس، لكن غير مرئية-ظننت للحظة -.
بخصوص ذلك، تساءلت إن كان يستخدم الكروما -كما في تقنية الخدع السينمائية- حيث يمكن أن ندهن أو نغطي رأس الممثل بالاخضر مثلا ثم نحيده عبر برامج المونتاج فيبدو بلا رأس كما يبدو هو الآن.
لا فهذا غير ممكن في الجسد الواقعي بيولوجيا، ولا بالعين المجردة.
تلك إذا ربما خدعة بصرية خاصة، نتاج شعوذة مثلا.
أثار فضولي، سرت خلفه لمسافة طويلة، طحنت في خطوي وراءه ساعتين من الزمن أو ما يزيد، لكنني تعبت في النهاية، فقررت التوقف في مكاني، أما هو فظل يسير تاركا خلفه قشر البزر الأسود كأنما هو علامات أثر تدل على اتجاهه، أو ربما لكي يستدل هو ذاته على طريق العودة!.
وقفت لاهثا لدقيقة أو أقل قليلا، كانت هناك رأس بلا جسم تطير على ارتفاع منخفض، وهي تتبع أثر القشور وتسعى سائرة لاهثة  باتجاه صاحبها.

بقلم: وليد عبدالرحيم