ومضى العمر- قصة قصيرة جدا
يصادف اليوم عيد ميلادها العشرين، وسط تهاني وتبريكات الأصدقاء، والدعوات لها بالنجاح والتخرج من الجامعة، والزواج.
يصادف اليوم عيد ميلادها العشرين، وسط تهاني وتبريكات الأصدقاء، والدعوات لها بالنجاح والتخرج من الجامعة، والزواج.
في عيد ميلادها الخامس والعشرين تحققت الأولى لكن الأمنية الثانية، فقد بقيت تراوح مكانها دون أن تتحرك قيد أنملة.
تقدَّم لها أربعة رجال لا يخلو كل واحد منهم من عيب يصعب قبوله، فالأول دميم، والثاني مدمن خمر، والثالث فقير، والرابع غني جدًّا لكنه متزوج من اثنتين.
في عيد ميلادها الثلاثين لم تحتفل إذْ إنَّ المدينة تعيش أسوأ حالاتها من ظلام دامس، وغارات صاروخية مجنونة!! في عيد ميلادها الخامس والثلاثين ... كان الجو عاصفًا، والأمطار غزيرة، وصوت الرعد مدويًا.
كانت فرصة للاختلاء بنفسها، أُسدلت الستائر.. أُوقدت شمعة ثبتتها قبالة المرآة، تفحصت جسدها الذي أصابه الترهل والوهن دون أن تدري...
ومن دون دقيقة إبطاء سرَّحتْ شعرها وزينت وجنتيها وشفتيها، أطلقت نفخة قوية على الشمعة فأطفأتها.
أزاحت الستائر.. فتحت النافذة تنظر إلى الطبيعة الغاضبة، بسطت يديها حتى لو بمتشرد تائه.
بقلم / أيمن دراوشة