الحية في ذكرى انطلاقة حماس الـ 38: مستعدون لتسليم إدارة غزة لـ "تكنوقراط" ونتمسك بحق المقاومة المرتبط بالدولة
أكد الدكتور خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة تحولات كبرى في ظل "حرب الإبادة الجماعية" التي يشنها الاحتلال
بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أعلن الدكتور خليل الحية، رئيس الحركة في قطاع غزة، عن رؤية الحركة للمرحلة المقبلة، مؤكداً التمسك باتفاق وقف إطلاق النار والدعوة الفورية لتشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية لإدارة القطاع، وحمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية إلزام إسرائيل بالاتفاق.
وشدد الحية على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة تحولات كبرى في ظل "حرب الإبادة الجماعية" في غزة، التي أدت إلى ارتقاء ما يزيد عن سبعين ألف شهيد، متناولاً بالتفصيل المعاناة في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل ومخيمات الشتات.
المحاور الاستراتيجية: كسر "أسطورة الردع" وتراجع التطبيع
عرض الحية قائمة بما وصفه بـ "الإنجازات الاستراتيجية" التي حققتها المقاومة والشعب الفلسطيني، أبرزها:
* انهيار الردع الأمني: كسر "أسطورة الردع الاستراتيجي" الصهيوني وإثبات إمكانية هزيمته.
* العزل الدولي: التقدم في عزل الكيان الصهيوني وكشف صورته أمام العالم، وتقديم قادته للمحاكم الدولية بتهم "الإرهاب".
* سقوط الرواية: انهيار السردية الصهيونية المسيطرة وتغير المزاج الشعبي والنخب تجاه دعم الكيان.
* تعقيد التطبيع: تراجع مشروع التطبيع الإقليمي بعد العدوان وتصريحات قادة إسرائيل عن "إسرائيل الكبرى".
* وحدة الساحات: سقوط نظرية "الحدود الآمنة" إثر تعرض الكيان لردود من جبهات متعددة (غزة، لبنان، اليمن، إيران، العراق).
أولويات العمل للمرحلة المقبلة: الإعمار والحكم والوحدة
أكد رئيس حماس في غزة أن قيادة الحركة اعتمدت أولويات عمل لمواجهة التحديات واستثمار الفرص المتاحة، تمثلت في:
1. وقف الحرب والترتيبات الإدارية:
* التزام بالاتفاق: التمسك باستكمال اتفاق وقف الحرب، بما يشمل إدخال المساعدات وإعادة تأهيل البنى التحتية وفتح معبر رفح، وصولاً إلى الانسحاب الكامل للاحتلال وبدء الإعمار.
* إدارة التكنوقراط: دعوة إلى التشكيل الفوري لـ "لجنة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة من مستقلين فلسطينيين"، وتأكيد جاهزية حماس لتسليمها الأعمال كافة.
* رفض الوصاية: التأكيد على رفض الحركة لأي مظاهر للوصاية أو الانتداب، والتمسك بأن مهمة "القوات الدولية" يجب أن تقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين على حدود 48 دون أي مهام داخلية في القطاع.
* حق المقاومة والدولة: التأكيد على أن المقاومة وسلاحها "حق مشروع" ومرتبط بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مع الانفتاح لدراسة مقترحات تحافظ على هذا الحق.
2. الإغاثة والوحدة الوطنية:
* الإغاثة الإنسانية: التحرك المكثف لإنهاء المعاناة وتوفير مقومات الحياة الكريمة في غزة في ظل الأزمات الإنسانية المتفاقمة.
* دعوة لـ "فتح": دعوة "فتح" والسلطة الفلسطينية إلى "كلمة سواء" والتوافق على برنامج عمل وطني مشترك، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل "برنامج الصمود والمقاومة الشاملة"، وإعادة الاعتبار للحياة السياسية عبر صندوق الانتخابات.
3. التحرك الإقليمي والدولي:
* ملاحقة قانونية: الدعوة لملاحقة الاحتلال قانونياً وعزله سياسياً، ومحاكمة قادته أمام المحاكم الدولية لارتكابهم "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
* قضية الأسرى: اعتبار قضية الأسرى أولوية قصوى على طريق تحريرهم الكامل.
واختتم الحية كلمته بتقديم الشكر للوسطاء (مصر، قطر، تركيا) والدول الداعمة سياسياً ودبلوماسياً في المحافل الدولية (خاصة الجزائر وروسيا والصين وجنوب إفريقيا)، معبراً عن اعتزازه بمن ساند الشعب والمقاومة، ومؤكداً أن "حماس ستبقى وفية وأمينة على نهج المقاومة وتحرير فلسطين.