الى الام الثكلى المناضلة خالدة جرار .. شيء من الحزن وكثير من الغضب .
يطن بعض الناس ان اي سلوك للعدو له أهداف تعود عليه بالمصلحة والفائدة ، وهذا غير صحيح . فكثير من تلك المواقف والسلوكات
يطن بعض الناس ان اي سلوك للعدو له أهداف تعود عليه بالمصلحة والفائدة ، وهذا غير صحيح . فكثير من تلك المواقف والسلوكات ، لا تعود على هذا العدو بالفائدة ، ولكنه يستمتع بالاذى ، وكلما بالغ فيه زادت متعته ، سواء كان هذا الاذى موجها الى دول او أفراد او جماعات ، وهذه المتعة التي تتحقق له تنسجم تماما مع التكوين النفسي الذي تراكم على مدى العصور ، فقد تسبب لنفسه بالكثير من النكبات ، وأصبح يشعر بأنه مكروه ومضطهد ، وان عليه ان يمارس ما ارتكب بحقه مع الآخرين، وهذا السلوك يعيد اليه التوازن بأنه لم يعد مكسورا مضطهدا ، وان عليه ان يثبت وجوده وقوته بأكبر قدر من السادية وايقاع الاذى بالآخرين.
احاول ان استفز ذاكرتي لتسجل لهذا العدو اي موقف انساني في دعم الشعوب في الكوارث والازمات الانسانية فلا أكاد اجد له موقفا واحدا يمد به يد العون لاي شعب على هذا الكوكب ، ربما يحدث احيانا ولكن لابد من الحصول على ثمن مقابل هذا الدعم .
لذلك لا تستغربوا امعانه في إيقاع الاذى عليكم ، لأنه يثبت وجوده بهذا الفجور . على مر التاريخ لم يحدث في اي مكان على وجه الأرض مع اكثر سلطات الاحتلال قسوة ، ان يطلب المحتل من احد ان يهدم منزله بيديه ، اتحدى ان يقدم احد نموذج مشابها على مر التاريخ ، أليس هذا امعان في الظلم وفجور الغاية منه كسر الاخر والاستمتاع بوجعه ؟؟
لم يحدث في التاريخ ان قام احتلال باحتجاز جثث الموتى ، ولكن هذا العدو يفعل امعانا في أذى الناس واذلالهم والتسلط عليهم حتى في جثث موتاهم .
لم يحدث على مدار التاريخ ان تقوم سلطة احتلال بهدم البيوت على رؤوس أهلها، وإلقاء أطفالهم في الشوارع ، أليس هذا سلوك سادي مريض ؟؟
لذلك لا تحزني اختنا المناضلة خالدة جرار ، عندما لا يتيح لك هذا العدو فرصة وداع ابنتك ، انه يريد ان يستمتع بالمك ، ويريد لك ولكل الاحرار ان تتوسلوا ، وفي كل الأحوال فانه لن يستجيب لاي حالة انسانية ، لذلك يجب ان تفقدوه لذة انكساركم ولا تتوسلوا ، انه يستجدي هذه اللحظات فلا تمكنوه من الحصول عليها .
انني ارى انه كلما بالغ هذا العدو بالاذى ، فانه يكون منسجما مع طبعه ، ولكنه في الوقت نفسه سيراكم في النفوس اوجاعا وثارات ستنفجر في وجهه عندما تتغير المعادلات ، وهي بلا شك سيتغير يوما ، عندها لن يجد في رصيده وتاريخه ما يستدعي الرافة والرحمة .
د. احمد عرفات الضاوي .