كِتابٌ في اُلحُبّْ ( ٢ )
كِتابٌ في اُلحُبّْ
_____________
(2)
حينَما فَكَّرْتُ أَنِّي
أَصفُ الحُبَّ بِحَرْفي في كِتابٍ
هُوَ عَنْهَا وَ " هْوَ " عَنِّي
مَا تَرَدَّدْتُ كَثِيراَ
يَوْمَها مَا كُنْتُ قِدِّيساً
لا ولا كُنْتُ نَبِيَّاَ
كُنْتُ إنْساناً بَسِيطاَ
كُنْتُ أَحْياناً غَبِيَّا
وَفي أُخْرَى " عَبِيطاَ "
تَائِها كُنْتُ بِلاَ عُنْوانَ أَوْ إسْمٍ
وَلاَ صَوْتٍ وَلاَ رَسْمٍ
إنَّمَا كُنْتُ مِثْلَ اُلنَّاسِ
في بِلادِ اُللَّهِ اُلوَاسِعَةْ
كُنْتُ " مَشْلُوُحاً "
و " مَذْبُوُحاً "
وَفِي أَوْقاتَ تَلْقَانِي
عَلَى اُلصُّلْبَانْ
فَقِيرَ اُلحَالِ مَظْلُوُما
وَكانَتْ ثَرْوَتِي اُلشُبَّابُ
صَوْتُ اُلنَّايِ وَاُلأَلْحَانْ
" عَتَابَا " " أُوفْ "
و " مِيجَنَا " " غَنِّي "
أَنَا مِنِّي
أَنَا مَا كُنْتُ بُوُذِيَّاً وَلاَ
عَبَّادَ " نِيرْفَانَا "
تَمَاهِي اُلرُّوُحَ في اُلأَبْدَانْ
لِذَا أَصْبَحْتُ صَيَّادَاً
رَقِيقَ اُلحِسِّ كَاُلمُرْجَانْ .
(3)
هَكَذا قَرَّرْتُ أَصْطَادُ اُلسَّمَكْ
ثُمَّ أَلْقَيْتُ إلَى اُليَمِّ شِبَاكِي
وَرَجَوْتُ اُلبَحْرَ أَنْ
" يَرْزُقَنِي " مِمَّا " مَلَكْ "
هَلْ أَنَا " مَحْرُومُ " مِنْ
" خَيْرِ " بِلاَدِي
مِنْ " شَقِيَّاتِ " اُلأَيَادِي
وَاُنْتَظَرْت :
وَسَحَبْتُ " اُلشَّبَكَةْ "
إذْ بِهَا لَيْسَ إلاَّ سَمَكَةْ
ذَهَبِيٌّ لَوْنُهَا وَأَغْشَانِي
فَرَحْ
ثُمَّ صَارَ اُللَّوْنُ أَلْوانَ
قُزَحْ
دَارَ رَأْسي فِي فَرَاغِ
اُلكَوْنِ يَا تُرَى اُلأَسْمَاكُ
تَحْكِي
إيهِ تَحْكِي يَا زَمَنْ
وَأَحَبَّتْ يَا وَطَنْ
وَطَنِي أَنْتَ حَبيبِي
إنَّهَا اُلآنَ تُصَلِّي
مَعَهَا اُلآنَ أُصَلِّي
لِإلَهٍ كَيْ " يُجَنِّبْكَ "
اُلفِتَنْ .
د. محمد شحادة القدس الشرقية