26 نفقاً إسرائيلياً تحت الأقصى تهدد مبانيه بالانهيار
حذرت أوساط فلسطينية من شق نفق جديد في محيط المسجد الأقصى المبارك، وقالت إن عدد الأنفاق التي شقتها إسرائيل في منطقة الحرم القدسي تبلغ 26، مما يجعل مبانيه {معلقة في الهواء} مهددة بالانهيار
حذرت أوساط فلسطينية من شق نفق جديد في محيط المسجد الأقصى المبارك، وقالت إن عدد الأنفاق التي شقتها إسرائيل في منطقة الحرم القدسي تبلغ 26، مما يجعل مبانيه {معلقة في الهواء} مهددة بالانهيار.
وفي تصريحات صحافية، أمس، قال الباحث الفلسطيني في شؤون القدس فخري أبو دياب، وهو ابن المدينة الذي تمكن من دخول النفق الجديد، إنه «بطول 250 - 300 متر، وارتفاعه يتراوح من 180 إلى مترين، وعرضه من متر إلى متر ونصف المتر، وعمقه 15 متراً تحت الأرض، ويمتد من حي سلوان حتى محيط المسجد الأقصى».
وأضاف: «في أثناء تجولنا داخل هذا النفق الذي بدأ العمل بحفره منذ مطلع العام الحالي، اكتشفنا مقطعاً يضم غرفة ومحراباً يعودان ربما للفترة الكنعانية، لكن جرى ترميمهما وإحداث إضافات عليهما في الفترة الأموية، ويتوقع تحويله ليكون مزاراً لترويج روايات الاحتلال وخدمة مشروعه الصهيوني.
وهو يندرج في عدد آخر من المشاريع التي تدل على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعها التنفيذية تدير هجمة شرسة تستهدف فوق الأرض وتحتها، لتنفيذ مخططها الرامي لمحو الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس، وتهيئتها لتصبح ذات طابع يهودي.
ووفق هذا المخطط، يتم بناء حي يهودي جديد يمتد من داخل البلدة القديمة ومحيط الأقصى، ويتركز في بلدة سلوان، لإقامة كنس يهودية ومتاحف توراتية ومسارات تلمودية، لاستغلالها في الترويج لرواياتها المزعومة حول الهيكل اليهودي، والادعاء بأن القدس يهودية».
وحذر أبو دياب من أن «أعمال حفر النفق يتخللها استخراج كميات كبيرة من الأتربة والصخور والحجارة، ونقل بعضها إلى أماكن مجهولة أو متاحف إسرائيلية، وأخرى يتم تجييرها وصبغها برموز ودلائل عبرية لتحاكي أساطير مزورة. ولكن بالإضافة إلى ذلك، تهدد بانهيار ما فوق الأرض. فهناك أكثر من 25 منزلاً يقع في مسار النفق الجديد، وصولاً للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، يهددها خطر حدوث تشققات وانهيارات وتصدعات في جدرانها. وهناك خطورة على أسوار وأساسات الأقصى وباحاته».
ويشير أبو دياب إلى أن «26 حفرية ونفقاً إسرائيلياً تمت إقامتها في منطقة مجمع أسفل عين سلوان باتجاه الأقصى والبلدة القديمة منذ احتلال القدس عام 1967. وتتركز معظمها في منطقة عين سلوان ومنطقة وادي حلوة باتجاه باب المغاربة وحائط البراق، ولكنها تصل أيضاً إلى (درب الآلام)، المقدسة لدى أشقائنا المسيحيين، والمدرسة العمرية، وصولاً إلى منطقة باب العامود».
ويبلغ طول هذه الأنفاق 6 آلاف و800 متر، وتبلغ مساحتها نحو 11 ألف - 12 ألف دونم من مساحة الحوض المقدس الذي يمتد من حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة حتى منطقة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وكانت محكمة العدل العليا، في القدس، قد باشرت المداولات حول استئناف عائلة دويك ضد إجلائها من منازلها في حي بطن الهوى ببلدة سلوان بالقدس، فاستمعت للأطراف والادعاءات القانونية، وقررت تأجيل إعطاء قرارها.
وقال محامي عائلة دويك، حسام صيام، إن قرار المحكمة بشأن عائلة دويك هو قرار استراتيجي، يتعلق به مصير بقية العائلات المهددة بالإجلاء من منازلها في بطن الهوى. فإذا تم رفض الاستئناف، فإن هذا يعني إخلاء بناية مكونة من 4 طوابق لعائلة دويك، يقطن فيها 26 فرداً، إلى الشارع، ويهدد أيضاً بترحيل 86 عائلة مقدسية أخرى بالإجلاء القسري، واستبدال مستوطنين يهود بهم. والمعروف أن جمعية «عطيرت كوهنيم» الإسرائيلية الاستيطانية تدعي أن ملكية الأرض تعود لليهود منذ 140 سنة.
ومن جهة ثانية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس (الثلاثاء)، أعمال التجريف في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، لليوم الثاني على التوالي، وسط حماية قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود، وحتى الجيش.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، مصطفى أبو زهرة، إن طواقم بلدية الاحتلال استكملت بناء جدار حديدي يحيط بمقبرة الشهداء التي هي جزء من اليوسفية، كما واصلت طمر المقبرة بالتراب، لتغطية كل مساحتها البالغة 4 دونمات و450 متراً مربعاً.
وأضاف أن بلدية الاحتلال تحاول التسريع بالعمل بالمقبرة وطمسها، قبل أن يصدر قرار محكمة الاحتلال في الأسبوع المقبل.
وعلى أثر ذلك، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين في محيط المقبرة، اعتقلت خلالها المواطن المقدسي نواف السلايمة، وعضو قيادة حركة فتح - إقليم القدس عاهد الرشق، وأجبرت عدداً من المقدسيين على إخلائها، ومنعت الطواقم الصحافية من تغطية الأحداث.
يذكر أن بلدية الاحتلال تنفذ أعمال حفر وتجريف بالمقبرة منذ عدة سنوات. وفي عام 2014، منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي، وأقدم على إزالة عشرين قبراً تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967، فيما يُعرف بـ«مقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول».
وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة توراتية، في جزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، ولتنظيم مسار للمستوطنين والسياح.