تصعيد صيني مفتوح تجاه تايوان.. 3 قرارات جريئة في أسبوع
جاء إعلان بكين فرض حظر جوي على شمال جزيرة تايوان ليترك الباب مفتوحا أمام كل احتمالات التصعيد الصيني ضد الجزيرة، خاصة أنه جاء عقب الانتهاء من مناورات عسكرية طوقت بها بكين تايوان بحرا، وتدربت على ضرب بنيتها التحتية. سيستمر الحظر 27 دقيقة، من الساعة 09.30 إلى الساعة 09.57 (01.30 إلى 09.57 بتوقيت غرينيتش)، …
جاء إعلان بكين فرض حظر جوي على شمال جزيرة تايوان ليترك الباب مفتوحا أمام كل احتمالات التصعيد الصيني ضد الجزيرة، خاصة أنه جاء عقب الانتهاء من مناورات عسكرية طوقت بها بكين تايوان بحرا، وتدربت على ضرب بنيتها التحتية.
سيستمر الحظر 27 دقيقة، من الساعة 09.30 إلى الساعة 09.57 (01.30 إلى 09.57 بتوقيت غرينيتش)، غدا، لأسباب تخص “أنشطة فضائية”، حسب وزارة الدفاع التايوانية.
رغم هذا السبب المعلن، لكن تايوان واليابان حذرتا، في بيانات منفصلة، من تأثير هذا الإغلاق، بينما اعتبر خبراء تحدثوا أن الصين تطور بهذه التحركات ردود فعلها تجاه الخطوات الأميركية لدعم ما تعتبرهم “انفصاليين” في تايوان التي تعدها بكين جزءا من أراضيها.
والحظر سيؤثر على 60 إلى 70 بالمائة من الرحلات الجوية بين شمال شرقي وجنوب شرقي آسيا، وكذلك الرحلات الجوية بين تايوان وكوريا الجنوبية واليابان وأميركا الشمالية.
تسارع التصعيد خلال أسبوع
من السبت إلى الاثنين الماضيين، أجرى الجيش الصيني مناورات عسكرية طوق بها تايوان، معلنا في بيان أنها “تحذير جدي للانفصاليين التايوانيين”؛ لأنهم “متواطئون مع قوى خارجية”.
وبعد انتهائها، أعلنت بكين تخطيطها فرض منطقة حظر جوي شمال تايوان بداية من يوم الأحد 16 نيسان (أبريل)، فيما بدا محاولة حصار جوي بعد التدريب على الحصار البحري.
الرئيس الصيني شي جين بينغ يزور، الثلاثاء، قاعدة بحرية جنوب الصين، ويدعو القوات إلى “تعزيز التدريب العسكري من أجل قتال فعلي”، وقال: “الجيش يجب أن يدافع بقوة عن سيادة أراضينا، وكذلك عن حقوق ومصالح الصين البحرية”، وفق محطة “سي سي تي في” الرسمية.
فالمناورات جاءت للتعبير عن غضب بكين من اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ وين، في الولايات المتحدة مع قيادات أميركية، خلال عبورها من وإلى دول بأميركا الوسطى، واعتبرت الصين أن الاجتماع هدفه تقديم دعم أميركي لـ”الانفصاليين”.
تطوير ردود الفعل
في تقدير المتخصص في الشأن الصيني مازن حسن، فإن الصين بدأت تطوير ردود فعلها تجاه التحركات الأميركية بشأن قضية تايوان.
وعن فرض حظر الطيران، يقول حسن إن الصين اختارت التصعيد بخطوة أبعد من المناورات، ورغم أنه في القوانين الدولية لا يمكن أن تفرض دولة وحيدة من نفسها حظرا للطيران على منطقة دون إذن مجلس الأمن الدولي، لكن الصين قررت ذلك بشكل أحادي؛ لأنها تعد ما يحدث في تايوان انتهاكا لسيادتها.
ويعني فرض حظر طيران أنه “خلال فترة الحظر ستتوقف الرحلات التجارية، وأي طائرة مدنية أو حربية تمر من المنطقة هي هدف مباح للدفاعات الصينية، وفي هذه الحالة تكون الكلمة الأولى للأقوى، ولمن يملك القدرة على الدفاع والتصعيد”، حسب توضيح حسن.
وبدوره، يرى الخبير في الشأن الدولي جاسر مطر، في هذا التطور “إنذارا شديدا بأن المواجهة بدأت في الاقتراب”.
يرجع ذلك إلى أن الصين “تملك في المنطقة الأدوات التي تجعلها صاحبة الكلمة العليا هناك، ورغم أن بكين لا تريد توريط نفسها في مواجهة مباشرة، لكنها ستفعلها إذا اضطرت لذلك”.
أزمة تايوان
تأجج الصراع حول تايوان بعد العام 1949 الذي شهد الصراع المسلح بين الحزب الشيوعي بقيادة ماوتسي تونغ وحزب الكوميتانغ، وانتهى بانسحاب الأخير إلى تايوان وإعلانها دولة مستقلة باسم جمهورية الصين.
وفي المقابل، تسمت الصين بالصين الشعبية، ودعمت واشنطن تايوان في مواجهة الصين للحفاظ على وجود أميركي قوي في مضيق تايوان، الذي يعد الممر المائي الأكثر ازدحامًا في العالم، ويمر من خلاله 88 بالمائة من أكبر سفن العالم حمولة.
-(وكالات)