الرفاعي فرغلي - قصة قصيرة
كان "الحناش" وهو جامع الثعابين والحنشان ويعرفه الناس باسم "فرغلي"، يأتي صباح كل جمعة مترجلا عن حماره الضخم ساحبا إياه من لجامه
كان "الحناش" وهو جامع الثعابين والحنشان ويعرفه الناس باسم "فرغلي"، يأتي صباح كل جمعة مترجلا عن حماره الضخم ساحبا إياه من لجامه فيتبعه الأخير دون كلل حاملا فوق ظهره سبتين من البوص يهتزان في نعومة وفي شراسة أحيانا، كان قد اعتاد حبس ثعابينه وأفاعيه فيهما، بينما تطرق عصا "فرغلي" أبواب البيوت في "أبو دياب غرب" وهو يصدر صوت كالمدح لا تفرقه عن النحيب وما أن تفتح له امرأة عجوز باب دارها حتى يلجه طارقا بعصاه على الخشب والحوائط ومدخلا اياها في الطقات والجحور مطلقا طلسمات وتعاويذ لا يعرفها الا هو ثم يشهق صائحا:
-مدد يا رفاعي مدااااد
فيكرر المتفرجون وراءه:
-مدد .. مدااااد
فيمد كفه داخل احد الجحور مخرجا أفعى تتجاوز المتر طولا ويشهرها عاليا وسط صيحات المتفرجين ثم يتلوا عليها الأقسام والعهود ويدسها وسط الثعابين في السبت على ظهر الحمار، ويناوله أهل الدار ما قُسم من المال وكيس به أرغفة من الخبز وبعض البيض والمش، وينصرف وسط دعائهم له يتبعه بعض الأطفال مهللين ومكبرين فيذبهم بعيدا عنه وهو يفك شيء ما في طرف عصاه المجوفة من الداخل ليدس فيها نفس الثعبان الذي يتجاوز المتر طولا، وبينما يخفي شاربه الكث ابتسامته يعدل من وضع عمامته الضخمة ناصعة البياض صائحا بأعلى صوته مادحا آل بيت النبي وأولياء الله الأطهار !
محمد جلهوم 5 فبراير 2021