نجل أحمد شاه مسعود: سأسامح في دم والدي إذا توفرت شروط السلام في أفغانستان
أكد أحمد مسعود، نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، أنه "مستعد كي يسامح في دماء والده الذي اغتيل قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر 2011، إذا توفرت شروط السلام والأمن في البلاد".
أكد أحمد مسعود، نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، أنه "مستعد كي يسامح في دماء والده الذي اغتيل قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر 2011، إذا توفرت شروط السلام والأمن في البلاد".
وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، قال مسعود: "نحن مستعدون للتحدث مع طالبان، ولدينا اتصالات مع الحركة، حتى والدي قد تحدث مع طالبان. لقد ذهب أعزل بلا أي حراسة للتحدث مع قيادة الحركة خارج كابل في عام 1996، وقال لهم: ماذا تريدون؟ تطبيق دين الإسلام؟ فنحن أيضا مسلمون ونريد السلام أيضا، ولذا فدعونا نعمل معا".
وأضاف: "مع ذلك، فإن الحركة تريد فرض الأشياء بالسلاح، وهو ما لن نقبله، فإذا كانوا يريدون السلام، وتحدثوا إلينا وعملوا معنا، نحن جميعا أفغان وسيكون هناك سلام".
وتابع: "في عهد والدي، لم تستطع طالبان الاستيلاء على الشمال، ثم قام تنظيم (القاعدة) بقتله (في 9 سبتمبر 2001)، لكن لدي الرغبة والاستعداد للعفو عن دماء والدي من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في البلاد".
وأضاف: "نحن مستعدون لتشكيل حكومة شاملة مع طالبان من خلال المفاوضات السياسية، ولكن ما هو غير مقبول هو تشكيل حكومة أفغانية تتسم بالتطرف التي من شأنها أن تشكل تهديدا خطيرا، ليس لأفغانستان فحسب ولكن للمنطقة والعالم بأسره".
وشدد على أهمية اللامركزية في أفغانستان، قائلا: "نتحدث معهم بالفعل ونأمل في الوصول لمخرج وإنهاء أي قتال، فهم يقولون إنهم ضد الإرهاب الدولي ولكن يجب أن نرى ذلك بشكل عملي، ونأمل في أن يكونوا يرغبون في ذلك بالفعل".
مضيفا: "لا نريد القتال، ومع ذلك، فإننا على استعداد للقتال إذا دخلوا بنجشير. صحيح أنهم يمكنهم الدخول بسلام بدون أسلحة، ولكن في حال دخلوا بالبنادق، فنحن مستعدون للدفاع حتى آخر رجل، ولكن يجب إعطاء السلام فرصة حتى ولو كان هذا السلام مع طالبان".
ومن جهته قال السفير الروسي لدى كابل دميتري جيرنوف إن ممثلي “طالبان” طلبوا من السفارة الروسية إبلاغ سكان وزعماء ولاية بنجشير الأفغانية بأن الحركة لا تسعى للدخول إلى هناك بالقوة العسكرية.
وفي تصريحات صحفية، قال جيرنوف مساء يوم السبت إن “ممثلا عن المكتب السياسي لـ (طالبان) زار السفارة وقد طلب منا وهو يدري أن روسيا تحظى بوزن كبير لدى قوى سياسية مختلفة في أفغانستان، أن نبعث برسالة سياسية إلى بنجشير.. وقد طلبوا منا حرفيا أن نبلغ زعماء بنجشير وأهاليها ما يلي: حتى الآن لم تتخذ طالبان محاولة واحدة للدخول إلى بنجشير عنوة. والجماعة تعول على إيجاد حل سلمي للوضع، مثلا عبر عقد اتفاقية سياسية. طالبان لا تريد إراقة الدماء وتتطلع إلى حوار”.
وأضاف الدبلوماسي أن هذه الرسالة فحواها أن “طالبان” تريد حل الوضع “بطريقة أكثر تحضرا” من أمر الله صالح، نائب رئيس الدولة في عهد رئاسة أشرف غني، وفقا لوكالة “إنترفاكس”.
وتبقى ولاية بنجشير شمالي العاصمة كابل منطقة وحيدة في أفغانستان غير خاضعة لحكم حركة “طالبان” التي بسطت سيطرتها على جل أراضي البلاد مع دخولها إلى كابل يوم الأحد الماضي.
وبعد أن غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد أعلن نائبه أمر الله صالح المتواجد في بنجشير حاكما شرعيا وحيدا لأفغانستان.