صحيفة تركية: هكذا جند الموساد أحد عملائه في تركيا ضد الفلسطينيين
نشرت صحيفة "صباح" التركية، اليوم الجمعة، تفاصيل جديدة عن خلية الموساد التي تم اعتقالها، موضحة كيف قام أحد عملائها بتجنيد واحد من المقبوض عليهم لمتابعة الفلسطينيين المقيمين في تركيا.
نشرت صحيفة "صباح" التركية، اليوم الجمعة، تفاصيل جديدة عن خلية الموساد التي تم اعتقالها، موضحة كيف قام أحد عملائها بتجنيد واحد من المقبوض عليهم لمتابعة الفلسطينيين المقيمين في تركيا.
وكان من اللافت في التقرير الذي نشرته الصحيفة، أن أحد المتهمين كان يتواصل معه أحد عملاء الموساد على أنه يريد أبحاثا ودراسات، وكان يطلب منه إعطاءه معلومات على شكل دراسة مقابل المال، دون إدراكه بأنه يعمل لصالح جهة إسرائيلية.
وفي التفاصيل، أوردت أن أحد المتهمين المقبوض عليهم، كان لديه شركة في إسطنبول تقدم خدمات استشارية للطلاب في الخارج، وكان أول ارتباط له مع أحد عناصر الموساد عام 2018 الذي تواصل معه عبر رقم أجنبي من خلال تطبيق "واتساب"، ليبلغه بأن لديه زبائن يقيمون في ألمانيا من أصول عربية، يرغب أبناؤهم في الدراسة في تركيا، طالبا منه تزويده بالمعلومات.
وقام المتهم "م.أ.س" بإعطاء عميل الموساد "أ.ز" تفاصيل بداية عن الطرق التي يدخل بها الطلاب الفلسطينيون الجامعات في تركيا، والإمكانيات والتسهيلات التي توفرها الحكومة والبلديات التركية لهم.
وبعد أسبوع واحد، أرسل المتهم، الدراسة التي أعدها إلى عميل الموساد، وتلقى مئات اليورو عبر "ويسترن يونيون"، حيث كانت الدفعة الأولى من آلاف اليوروهات والدولارات، حصل عليها خلال ثلاث سنوات.
وفي وقت لاحق، قبل المتهم طلبا من عميل الموساد لإجراء دراستين منفصلتين عن المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في تركيا، وأرسل المعلومات التي جمعها بالطريقة ذاتها.
وتحقق أول اتصال وجها لوجه بين المتهم والموساد الإسرائيلي عام 2019.
وأبلغ عميل الموساد المتهم، أن لديه صديق مقرب يريد مساعدة الشعب الفلسطيني.
وجاء في إفادة المتهم: "أبلغني صديق عميل الموساد بأنه يعمل لصالح الاتحاد الأوروبي، وأنه يرغب بمساعدة فلسطين والفلسطينيين، وطلب مني الحصول على معلومات حول المنظمات غير الحكومية الفلسطينية العاملة في تركيا، وقال لي إن لديهم شركة في ألمانيا. ومن أجل التواصل أعطاني حسابه في Protonmail".
وتلقى المتهم الآلاف من اليورو من المسؤول في الموساد الذي يدعي أنه من الاتحاد الأوروبي، مقابل ملفات مختلفة بحلول بداية عام 2020، وأظهر وصل استلام أموال من ماركت في منطقة باتيشهير في إسطنبول، وأنه تلقى آلاف الدولارات مقابل معلومات قدمها عن جمعية تعمل في إسطنبول.
وفي قضية أخرى، طلب منه معلومات حول فلسطينيين علقوا في مطار إسطنبول بسبب إجراءات كورونا، والجهات التي قدمت لهم المساعدة، وبالتالي أجرى دراسة حول الأمر، وأرسلها إلى مسؤولي الموساد.
وبقيت عملية التواصل بين المتهم ومسؤول الموساد "م.ج" بهذه الطريقة، حتى نيسان/ أبريل 2021، حيث طلب الأخير عقد لقاء بينهما وجها لوجه في دولة أوروبية، وأبلغه بأن تكاليف التأشيرة وجواز السفر والفندق سيتم تغطيتها من طرفه، وقد جرى التواصل من خلال قنصلية سويسرا من خلال دعوة باسم "European Student Guidence Center" (ESGC).
وأوضح المتهم المقبوض عليه لدى المخابرات التركية: "ذهبت حينها إلى قنصلية سويسرا، وتقدمت بطلب التأشيرة، وتمكنت من الحصول عليها خلال ساعة واحدة فقط".
وتابع: "استقبلني عميل الموساد "أ.ز" ذاته، في مطار زيورخ في 10 حزيران/ يونيو 2021، وتبين أنه شخص كهل. وأعطاني باليد 500 يورو، وغادر بي إلى الفندق".
وأضاف: "أخذني إلى فندق آخر من أجل مقابلة المسؤول في الموساد الذي يدعي أنه من الاتحاد الأوروبي "م.ج"، واتضح أنه يبلغ من العمر 41 عاما، وكان يرتدي بدلة، وأبلغ الكهل بأنه يمكنه المغادرة، وفي اليوم التالي التقينا في فندق آخر، وذهبت إلى غرفته، وأحضر جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به ليريني كيفية تشفير ملفات Word عبر "Protonmail"، وأعطاني 2000 يورو، وجرى التواصل بعدها عبر التطبيق".
وفي إشارة إلى أنه ذهب مرة أخرى إلى زيورخ في سويسرا في أب/ أغسطس الماضي، لفت إلى أنه التقى شحصا يدعى "جون" بجوار المسؤول في الموساد، في المطار، أثناء استقباله.
وأوضح المتهم أنه اشتبه بأنهم ضباط مخابرات في حينها، وقال له المسؤول في الموساد: "يمكنك اعتبارنا كمنظمة تشبه الاستخبارات، مكلفة بإجراء أبحاث لمؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي".
وتبين أن المتهم تلقى ما يقارب 10 آلاف دولار من مسؤولي الموساد في الثلاث سنوات.
وكانت صحيفة "صباح" كشفت أمس الخميس، عن أن جهاز المخابرات التركي، فكك خلية للموساد مكونة من 15 شخصا بتهمة "التجسس الدولي"، ووضعوا جميهم في سجن مالتيبي بإسطنبول.