تقرير نمساوي رسمي .. اختفاء آلاف أطفال اللاجئين وبينهم مئات السوريين
أظهر تقرير نشرته الحكومة النمساوية اختفاء ما يقرب من 4898 طفلاً –بينهم مئات السوريين- ممن تقدموا بطلبات لجوء خلال 2021 من دون صحبة ذويهم، وسط مخاوف من تعرض كثير منهم للاستغلال والاتجار بالبشر
أظهر تقرير نشرته الحكومة النمساوية اختفاء ما يقرب من 4898 طفلاً –بينهم مئات السوريين- ممن تقدموا بطلبات لجوء خلال 2021 من دون صحبة ذويهم، وسط مخاوف من تعرض كثير منهم للاستغلال والاتجار بالبشر. فيما ترجح معلومات أخرى وصول معظمهم إلى ذويهم في بلدان اللجوء بطرق غير شرعية.
وفي عام 2021 قدم نحو 5770 قاصراً غير مصحوبين بذويهم طلبات للحصول على اللجوء في النمسا، وكان معظمهم من سوريا (1345).
وحسب مواقع حكومية، منها “مهاجر نيوز” فإنه في عام 2021 تقدم نحو 5770 من الأطفال الذين وصلوا إلى النمسا بمفردهم ومن دون أحد الوالدين بطلب للحصول على اللجوء في الأراضي النمساوية، غالبية الأطفال (3401) من أفغانستان و(1345) من سوريا.
ورداً على أسئلة طرحتها برلمانية من حزب (نيوس الليبرالي) ستيفاني كريسبر نشر وزير الداخلية النمساوي غيرهارد كارنر أرقاماً تؤكد أن الحكومة النمساوية ليس لديها علم بما حدث لهؤلاء الأطفال اللاجئين والبالغ عددهم 4489، ما يرجح أن 78% منهم في عداد المفقودين.
وأطلقت ليزا ولفسيغر من منظمة تنسيق اللجوء غير الحكومية حملة خلال السنوات الماضية للمطالبة بحماية أفضل للأطفال غير المصحوبين بذويهم. وقالت في بيان تعليقاً على تصريحات الوزير: "تخيلوا أنه في عام واحد اختفى نحو 180 فصلاً دراسياً من دون أن يترك أثراً"، متسائلة: "أين ذهب كل هؤلاء الأطفال؟".
فيما رجّحت وولفسيغر أن يكون العدد الكبير من الأطفال سافروا إلى أقاربهم في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، "يعني الانضمام إلى أفراد الأسرة في أوروبا بالضرورة الاختفاء من السلطات الوطنية والسفر عبر طرق (غير قانونية)، لأن لمّ شمل الأسرة القانوني عبر الاتحاد الأوروبي مفتوح فقط للآباء والأشقاء. يجري استبعاد الأقارب البعيدين".
وأضافت أن الإجابة على الأرجح هي أن عدداً كبيراً من الأطفال سافروا إلى أقارب في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، ما يعني الانضمام إلى أفراد الأسرة في الدول الأوروبية الأخرى عبر السفر بطرق "غير قانونية"، لأن لمّ شمل الأسرة القانوني عبر الاتحاد الأوروبي مفتوح فقط للآباء والأشقاء، ويجري استبعاد الأقارب البعيدين.
وأشارت إلى أنه من المحتمل أيضاً أن يكون بعضهم قد وقعوا ضحايا للاتجار بالبشر، مضيفة أن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال اللاجئون الذين يسافرون وحدهم تُعتبر شديدة، ففي كل عام يجري الاتجار بآلاف الأطفال اللاجئين بأوروبا، بما في ذلك النمسا.
غير أن الناشطة الحقوقية أبدت مخاوفها من وقوع هؤلاء الأطفال ضحايا للاتجار بالبشر، لا سيما أنه في كل عام يجري الاتجار بآلاف الأطفال اللاجئين في أوروبا، بما في ذلك النمسا، حيث تُظهر أحدث البيانات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار بالبشر أن "الفتيان والفتيات يمثلون ثلث جميع ضحايا الاتجار في جميع أنحاء العالم".
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية نشرت تحقيقاً في أبريل/نيسان 2021، يؤكد اختفاء نحو 18 ألفاً و292 من الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم، وذلك بعد وصولهم إلى دول أوروبية في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني عام 2018 وديسمبر/كانون الأول 2020، أي ما يعادل اختفاء نحو 17 طفلاً يومياً، حسب الصحيفة.
وركّز التحقيق في جمع معلوماته حينها على جميع بلدان الاتحاد الأوروبي 27 بلداً، وكذلك دول بريطانيا وسويسرا والنرويج ومولدوفا، إذ أكدت التحقيقات الواردة أن 90% من الأطفال المختفين كانوا من الذكور، ونحو واحد من كل ستة لم تتجاوز أعمارهم الـ15عاماً.