آلاف الأسلحة النووية والأسوء قادم
أصدر معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام “سيبري”، اليوم الإثنين، تقريراً وصف بـ«المرعب» ، تحدث عن ارتفاع عدد الأسلحة النووية في العالم
أصدر معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام “سيبري”، اليوم الإثنين، تقريراً وصف بـ”المرعب”، تحدث عن ارتفاع عدد الأسلحة النووية في العالم خلال العقد المقبل، وخطر استخدامها بشكل لم يشهده العالم منذ الحرب الباردة، وذلك في ظل الصراعات والتوترات العالمية الجارية.
وكشف باحثون من معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام أنه يبدو أن عصر نزع الأسلحة يقترب من نهايته، وأن خطر حدوث تصعيد نووي هو الآن في أعلى مستوياته في فترة ما بعد الحرب الباردة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مات كوردا، أحد المشاركين في إعداد التقرير، قوله: “قريباً سنصل إلى النقطة التي يمكن أن يبدأ فيها العدد العالمي للأسلحة النووية بالارتفاع للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة”.
وأوضح المعهد في تقريره، أنه بعد انخفاض “هامشي” العام الماضي، فإن “من المتوقع أن تنمو الترسانات النووية خلال العقد المقبل”.
وأظهرت الأرقام التي كشفها المعهد، أن القوى النووية التسع “بريطانيا والصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان والولايات المتحدة وروسيا”، كان لديها 12705 رؤوس حربية نووية في أوائل 2022، أي 375 رأساً أقل مما كانت عليه أوائل 2021.
وبيّن أن العدد انخفض من أكثر من 70 ألفاً في عام 1986، إذ خفضت الولايات المتحدة وروسيا تدريجياً ترساناتهما الهائلتين اللتين تراكمتا خلال الحرب الباردة.
كما أوضح المعهد الغربي أن دولاً عدة بينها الصين وبريطانيا، تقوم إما رسمياً أو بشكل غير رسمي بتحديث ترساناتها أو تعزيزها.
وتحدث التقرير بأن الحرب الروسية في أوكرانيا وتلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية كان من أكثر الأسباب التي دفعت بعض الدول لإعادة التفكير باستراتيجيتها النووية.
كما أن إيران التي تعمل على برنامج نووي غير واضح المعالم والأهداف تعتبر خطراً، وسبب قيام دول أخرى باستعدادات نووية مثل إسرائيل التي لا تعترف رسمياً بامتلاكها النووي، بينما هناك دول عربية ولا سيما دول الخليج بدأت تظهر رغبتها بامتلاك حماية نووية ضمن سباق التسلح النووي بالمنطقة.
وقال كوردا: “سيكون من الصعب جداً إحراز تقدم في نزع السلاح خلال السنوات المقبلة بسبب هذه الحرب وبسبب الطريقة التي يتحدث بها بوتين عن أسلحته النووية”.
وأضاف أن تلك التصريحات المقلقة تدفع “الكثير من الدول الأخرى المسلحة نوويا إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها النووية”.
وشدد معهد ستوكهولم أن الوضع في العالم يتدهور رغم دخول معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ أوائل 2021 وتمديد معاهدة “ستارت الجديدة” بين أمريكا وروسيا.
وأوضح أن انخفاض عدد السلاح النووي كان نتيجة قيام الولايات المتحدة وروسيا “بتفكيك الرؤوس الحربية” التي باتت خارج الخدمة، في حين أن عدد الأسلحة العاملة لا يزال “مستقراً نسبياً”.
وكشف التقرير عن الأعداد التقريبية وفق التقديرات الأخيرة لعدد الأسلحة النووية في العالم، حيث لا تزال روسيا أكبر قوة نووية مع 5977 رأساً حربياً في أوائل عام 2022، بانخفاض 280 عن العام الماضي، وقال المعهد إن أكثر من 1600 من رؤوسها الحربية يعتقد أنها جاهزة للاستعمال.
أما الولايات المتحدة فتملك 5428 رأساً حربياً، أي أقل بـ120 من العام الماضي، لكن لديها رؤوساً منتشرة أكثر من روسيا، ويبلغ عددها 1750.
بينما باقي الدول التسع النووية فكان ترتيبها وفق المعهد كالتالي: الصين في المرتبة الثالثة (350) رأساً نووياً، تليها فرنسا (290) رأساً نووياً، وبريطانيا (225) رأساً نووياً، وباكستان (165) رأساً نووياً، والهند (160) رأساً نووياً، وإسرائيل (90) رأساً نووياً.
كما أشار تقرير المعهد إلى أن كوريا الشمالية باتت تملك 20 رأساً نووياً. ويُعتقد أن بيونغ يانغ لديها ما يكفي من المواد لإنتاج حوالى 50 رأساً.
وأوضح بأن “الصين في خضم عملية توسيع كبيرة لترسانتها من الأسلحة النووية، والتي تشير صور الأقمار الصناعية إلى أنها تشمل بناء أكثر من 300 صومعة صواريخ جديدة”، وهو ما أكده فعلاً، أمس الأحد، وزير الدفاع الصيني وي فنغي خلال كلمته في حوار شانغريلا في سنغافورة.
ووفقاً للبنتاغون، يمكن أن يكون لدى بكين 700 رأس حربي بحلول عام 2027.
ويشار إلى أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمسلحة نووياً “بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة”، أصدرت بياناً مطلع العام الجاري مفاده بأنه “لا يمكن كسب الحرب النووية ويجب عدم خوضها أبداً”، إلا أنّ الحرب الروسية في أوكرانيا غيّرت مفاهيم الدول تجاه بعضها وأعادت سيناريوهات الحروب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة نتيجة الصراعات المتوسعة وتشابك الملفات من الشرق للغرب.