الحملة المسعورة على الانروا
الانروا منظمة أممية ، قامت بقرار من الأمم المتحدة ، كصيغة تعويضية لما تعرض له الفلسطينيون بعد النكبة من تهجير قسري
الانروا منظمة أممية ، قامت بقرار من الأمم المتحدة ، كصيغة تعويضية لما تعرض له الفلسطينيون بعد النكبة من تهجير قسري ، وتعرضهم للتشرد في دول الجوار ، لم يكن هذا القرار الأممي وقتها نابعا من إنسانية المجتمع الدولي بقدر ما كان محاولة لإسكات الأصوات الحرة وتأجيل الثورة والتمرد على النكبة .
مع الأيام أصبحت الأنروا شاهدا على نكبة الشعب الفلسطيني ، واقترن وجودها بحق العودة ، الذي تم الاحتيال عليه بتأسيس هذه المنظمة الدولية ، ومع الأيام أفرز وجود الانروا حالة عكسية ، ليس كونها شاهدا على النكبة والتهجيرفحسب ، وإنما إبقاء الذاكرة الجمعية في حالة انتعاش ، وإحساس بالمرارة في هذه المقايضة غير العادلة ، وظل حق العودة حاضرا مع كل بقجة أو علبة سردين تقدمها المنظمة الأممية للاجئين .
أدركت الكيان أن بقاء هذه المنظمة على قيد الفعل له ارتدادات سلبية على وجوده من باب ان المنظمة نفسها شاهد أصيل على النكبة والتهجير مما يعد حافزا لرفض هذه المقايضة الظالمة وبقاء شعلة الثورة مشتعلة طوال الوقت . لذلك اتخذ الكيان قرارا مبكرا لقتل هذا الشاهد ، والتخلص من تداعياته وتحميل دول اللجوءمسؤولية وأعباء اللجوء ، واتفرغ لاستكمال المشروع الاستطياني والتحول النهائي نحو الدولة اليهودية بالمطلق .
نجح الكيان بتحريض ترامب قبل عدة سنوات بوقف تمويل الأنروا ، ولكن المنظمة الأممية ظلت صامدة ، واستمر نشاطها في كافة أماكن اللجوء الفلسطيني .
تلفيق الاهامات الكاذبة للانروا بأنها تتعاون مع المقاومة ، أو أن بعض موظفيها منخرطون في العمل المقاوم ، هو استمرار لجهود الكيان للتمريض على الأنروا ، وسرعان ما انكشفت أكاذيب الكيان وبدأ العالم يتراجع عن مواقفه التي فاخفق الكيان وتكسرت إخفاقاته ، مما دفعه لممارسة انتهاكات ضد الانروا ومنشآتها وكوادرها بشكل همجي في غزة والضفة ، ويبدو أن مسلسل الإخفاقات قد بدأيلازم الكيان على مختلف المستويات .
لقد دار جدل واسع في الفترة الأخيرة حول الانروا وملامحها وجدوى بقائها ، ولم يتطرق أحد من مسوى الإعلام أو السياسة ولا حتى الأمم المتحدة بالقول إن الانروا هي بديل لحق العودة ، ولذلك آن الأوان أن نقول : خذوا الأنروا وأعطونا حق العودة .
د. أحمد عرفات الضاوي .