خاطرة صباحية .. لاءات بلينكن الثلاث
المعادلة القائمة في هذه المرحلة ، غياب وضعف للمؤسسات القضائية والحقوقية والإنسانية الدولية ، إلا من أصوات حيية بائسة ، ودولة أمريكا المارقة الفاقدة للأخلاق ، وأنظمة عربية تعيش حالة من الاستلاب والإذعان وربما التواطؤ والخيانة .
لا لاحتلال غزة
لا لسلطة حماس
لا للفراغ والفوضى
اللاء الأولى ممكنة وبخاصة أن الكيان نفسه يتخوف من هذا الخيار ، وقد بدأت الأصوات في داخل الكيان ترتفع محذرة من تكلفة هذا الخيار على كل المستويات ، وبخاصة ان للكيان تجربة مكلفة دفعته للانسحاب من القطاع عام 2005 .
وأما اللاء الثانية لا لسلطة حماس في غزة بعد الحرب ، فهذه اللاء غير واقعية ، وهي تنطلق من وهم وتقديرات رغائبية ، لأن كل المحاولات السابقة خلال الحرب لتعويم أي سلطة كرزايية على ظهر دبابة صهيونية ، او عبر عملاء مفترضين أو واقعيين قد أخفقت .
ماذا يخبىء بلينكن لتحقيق هذا الهدف الصعب في الوقت الذي ما زالت المقاومة فاعلة ونشطة وتثخن في جيش الكيان وتوجعه في كل متر في القطاع ؟
الخيار الوحيد الذي يسعى اليه بلينكن وإدارته العاجزة ، هو الركوب على ظهور جيوش عربية ، وتواطؤ أنظمة إقليمية ، وهذا الخيار صعب التحقق مادامت المقاومة بكامل حيويتها ، ولكنه ممكن اذا تراجعت المقاومة واندحرت في الميدان لا سمح الله . وكل الشواهد تشير إلى أن المقاومة حاضرة بقوة وبكثافة ، ولا توجد أي ملامح أو شواهد على ضعفها .
السؤال الأهم في هذه المعادلة وهذا الخيار ، كيف تقبل أنظمة عربية أن تقوم بمهمة قذرة فتريح العدو من كلفة المواجهة مع المقاومة ؟؟
هذا السؤال الذي يرد على خواطر الطيبين ، سؤال ذو مرجعية قيمية وأخلاقية ، وهي مرجعية غير واردة في أدبيات الأنظمة التي قايضت مستقبل الأمة بمكاسب ضيقة لاتعود بأي فائدة للشعوب ومستقبلها .
منذ اسبوعين وحتى اللحظة ، صمت الممثلون العرب الذين شجبوا وأدانوا وطلبوا لامتصاص نقمة شعوبهم ، ويبدو أن صمتهم المطبق الذي جاء بعد إمعان الكيان في حرب الإبادة والتجويع ، مطلب أمريكي ، لإنجاز الطبخة القذرة بهدوء ، بمباركة ومشاركة من الأنظمة التي تسمي نفسها عربية ، إن المماطلة في إجراء صفقة ، وتمديد زمن الحرب على غزة الغاية منه إنضاج ظروف تنقل الصراع إلى الساحة الفلسطينية ، أو توريط العرب في حرب مع المقاومة لفرض واقع جديد على القطاع .
ما نراه ونسمعه في الأخبار هو القشور ، ولكن الطبخة الأمريكية العربية تطبخ على نار هادئة بانتظار لحظة مواتية .
أما اللاء الثالثة وهي لا للفوضى ، فهذه اللاء فزاعة لإخافة الحاضنة الشعبية للمقاومة، والضغط عليها لقبول الطبخة الأمريكية العربية عندما يحين وقت التنفيذ .
المعادلة القائمة في هذه المرحلة ، غياب وضعف للمؤسسات القضائية والحقوقية والإنسانية الدولية ، إلا من أصوات حيية بائسة ، ودولة أمريكا المارقة الفاقدة للأخلاق ، وأنظمة عربية تعيش حالة من الاستلاب والإذعان وربما التواطؤ والخيانة . وفي ظل هذه المعادلة تضيق الخيارات أمام الشعب الفلسطيني ، الذي لا خيار لديه غير الصمود والصبر .
د. أحمد عرفات الضاوي .