بيضة الديك - خاطرةالصباح
عندما كنا صغارا صدقنا ان الديك يبيض ، فعل الطبيعة وغياب الشروط ينتج بيضة صغيرة مكورة ، تجعل الخيال يذهب بعيدا ليقرر ان ديكا ما قد باض
عندما كنا صغارا صدقنا ان الديك يبيض ، فعل الطبيعة وغياب الشروط ينتج بيضة صغيرة مكورة ، تجعل الخيال يذهب بعيدا ليقرر ان ديكا ما قد باض ، وأودع بيضته الهزيلة في خم الدجاج ، لم نجد لذلك غير هذا التفسير الساذج لبيضة وضعتها دجاجة مستهلكة فجاءت غريبة الشكل مثيرة للاهتمام ودخلت في قاموس ثقافتنا ومعجمنا اللغوي .
لا أدري كيف أوظف هذه الحكاية المشهورة في ثقافتنا كمعادل موضوعي لما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي ، ولكني على يقين ان معجزات قد حدثت في بلاد بعيدة ، أهلها ليسوا منا ولا من جلدتنا ، فقد باض الديك في جنوب إفريقيا بيضة كبيرة مكتملة المواصفات ، وهي في هذه اللحظات في عهدة محكمة العدل الدولية ، وباض في اسبانيا وتشيلي ، ولكن ديك هذه الأمة لم ينتج ولو بيضة هزيلة ، كيف يبيض الديك في عالمنا العربي وقد عقم فيه الدجاج ، وبعض دجاجه يبيض في قن الكيان بينما تصرخ غزة جوعا وموتا وخذلانا ، كنت وما زلت كإنسان ومثلي كثيرون نتوسم في أمتنا ان يبيض أحد ديكتها ، فتخرج عن السائد وتكسر القواعد ، وتبيض لنا بيضة تدحض كل الادعاءات والتهم الموجهة إلى حظائرنا العربية العظيمة، فتقلب المعادلات ، وتفعل فعلا ينهض بإنسانيتنا ، ويعيد لنا الثقة بأننا أمة يستيقظ فيها الخير والنخوة على الرغم من كل أشكال الاستلاب والإذعان لدولة الروم . لقد أصبح هذا الحلم يراود كل حر في هذا العالم ، ولو حدثت المعجزة ، فسيصيح العالم كله دفعة واحدة ، لقد باض ديك عربي ، واودع بيضته في عهدة التاريخ لتشهد ان هذه الأمة قد تنام ، ولكنها تستيقظ في الوقت المناسب.
د.احمد عرفات الضاوي.