خاطرة صباحية.. كفار قريش
عندما حوصر المسلمون في شعب أبي طالب ، وأمعن المحاصرون في تجويعهم ، لكسر إرادتهم وتدمير مشروعهم ، وبلغ الجوع منتهاة ، تحركت ضمائر بعضهم
عندما حوصر المسلمون في شعب أبي طالب ، وأمعن المحاصرون في تجويعهم ، لكسر إرادتهم وتدمير مشروعهم ، وبلغ الجوع منتهاة ، تحركت ضمائر بعضهم ، ورأوا أن هذا الحصار الظالم لن يحقق لهم انتصارا سياسيا ، بل إنه سيكون سبة في وجوههم وتاريخهم ، فتصدوا للحصار ، حتى أن بعضهم قد شرع في تهريب الطعام للمحاصرين ، تحرك في قلوبهم العطف على النساء والأطفال ، وتحركت ضمائرهم وارتفعت أصواتهم لكسر هذا الحصار ، وتعاظمت الأصوات حتى كسر الحصار بشكل كامل عن ذوي القربى وانتصرت صلة الرحم .
أليس بين كفارنا اليوم من يقتدي بكفار قريش ، فيتحرك لكسر حصار غزة ، التي تجوع فعلا ويموت أطفالها ونراهم على الشاشات ، هل كفار قريش أكثر رحمة من كفارنا ، هل يبيض ديكنا مرة واحدة لنخرج من تحت العباءة الأمريكية، ونختلق أي ذريعة لكسر الحصار ، أو نقايض بعضا مما نملك من أوراق ضغط لإنقاذ تاريخنا من التشوه والاستلاب والإذعان .
المسوغات الإنسانية تتيح لأي كافر أن يرفع الصوت ويقول كفى ، ويطالب بالعدل بين الأخ والحليف ، قافلة بقافلة ، وإمداد بإمداد ، هل كفار قريش كانوا أكثر إنسانية من كفارنا ، وهل يرى كفارنا مانراه ويسمعون ما نسمع عن المجاعة التي تفتك بالإخوان وذوي القربى ؟؟ ، هل تتحرك فيهم النخوة ليفعلوا شيئا خارج الصندوق ليطهروا أنفسهم ، ويسترجعوا الحيوية لضمائرهم التي كادت تموت ؟؟ إن لم يكن الناس في غزة إخوانا وذوي رحم ، فهم بشر يعانون ويقهرون بالجوع والتعطيش . ليت كفارنا مثل كفار قريش .
د. أحمد عرفات الضاوي.