ماحدث مع د. البرغوثي

لست ضد الرجل ، ولكني مع مبادئي وشعبي ، هناك قاعدة شرعية تقول : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، بمعنى ان الخطأ من شخصية اعتبارية بوزن البرغوثي ، محسوبة عليه

ماحدث مع د. البرغوثي

لست ضد الرجل ، ولكني مع مبادئي وشعبي ، هناك قاعدة شرعية تقول : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، بمعنى ان الخطأ من شخصية اعتبارية بوزن البرغوثي ، محسوبة عليه ، هذا على فرض ان ما حدث كان خطأ وأنه خارج البروتوكول والعلاقات الشخصية او السياسية الممتدة من فوق الطاولة او من تحتها .

سأناقش المسألة بمنتهى الموضوعية معكم ، وبعدها لكم الخيار في اتخاذ المواقف .

أولا : بالمفهوم الاجتماعي ، عندما تلتقي شخصية في مناسبة عامة ، ولديك معلومة ان هذه الشخصية لها انتماءات تتناقض مع مبادئك ، وان من أعد للمؤتمر تعمد إحراجك ، فإنك في أسوأ الأحوال ستصافح هذا الشخص ببرود او تتجاهله ، لكن العناق الحميم يدل على علاقة ممتدة وذات جذور وان شلومو ليس شخصا عاديا بالنسبة للدكتور مصطفى ، ولو كان شلومو خصما فإن هذا العناق ينفي الخصومة ويؤكد الحميمية .

ثانيا : قد تلتقي شخصا في مناسبة عامة ، فيحرجك بالسلام عليه او تبادل كلمات المجاملة الرسمية التي تترك مسافة بينك وبين هذا الشخص . لكن ان تكون شريكا له في جلسة حوارية فأنت على علم بشريكك وفق بروتوكولات المؤتمرات ، فقبولك بهذه الشراكة امر عادي ، إن كان خصما او من توجهات مختلفة عن مبادئك ، لكن العناق وتبادل الكلمات والمصافحة الحميمة ، تدل بشكل أكيد ان الرجلين يرتبطان بعلاقة ما ممتدة وليست طارئة.

ثالثا : أن مصافحة ومعانقة مسؤول صهيوني سابق أو لاحق من الكيان في هذا التوقيت وفي هذه الظروف التي نشاهد فيها المذابح والمجاز في الضفة وغزة ، هو ضحكة مجللة في بيت عزاء ، لا نستطيع تبريرها أو الاعتذار عنها .

رابعا : عندما تنظر إلى نشاطات الرجل وعلاقاته مع NG O , وتنظر إلى الاموال التي تتدفق عليه من الاتحاد الأوروبي ، وتنظر إلى قصره وما يظهر من ممتلكاته ، سيفرض سؤال تاريخي نفسه عليك : من أين لك هذا يا مصطفى ، وماهي الاستثمارات البريئة التي جعلتك في قمة هرم أثرياء رام الله ؟؟

اعتذارك غير مقبول إلا عند البسطاء الذين صدقوا جيش الإنقاذ عندما وعدهم بتحرير فلسطين وهو يجمع منهم السلاح الذي ادخروه للدفاع عن أنفسهم. 

شبعنا كذبا وتبريرا وغفرنا كثيرا ووصلنا إلى مرحلة يظل الشك هو القاعدة حتى نصل إلى اليقين. 

انا لست ضدك يا مصطفى ، انا مع مبادئي وثوابتي . وكل البسطاء من أبناء شعبك لم يقنعهم اعتذارك وتبريرك . ربما لأن تجاربنا مع من هم قبلك ممن خدعونا وباعونا وتاجروا بقصيتنا قد علمونا ان الشك هو القاعدة والأصل وليس الغفران والتسليم .تحتاج يا دكتور إلى معجزة حتى تثبت أنك مع شعبك وقضيتك ، وترسخ بشكل عملي ما عرفناه عن البراغثة من الانتماء والنضال والوطنية .

د. أحمد عرفات الضاوي.