خاطرة صباحية.. ولنا في التاريخ عبرة
أيها الطيبون ، في محطات كثيرة من تاريخنا مفارقات وشخصيات سلبية عملت على إحباط المشروعات النضالية والتحررية ، مر عنها المؤرخون مرور الكرام ، او زوروا في تفاصيلها وفق الأهواء والمصالح ، فلكل زمن ذبابه من السفلة والمتواطئين .
أيها الطيبون ، في محطات كثيرة من تاريخنا مفارقات وشخصيات سلبية عملت على إحباط المشروعات النضالية والتحررية ، مر عنها المؤرخون مرور الكرام ، او زوروا في تفاصيلها وفق الأهواء والمصالح ، فلكل زمن ذبابه من السفلة والمتواطئين .
أمضى سيف الدولة عمره يدافع عن حدود بلاد الشام الشمالية ضد الروم ، على الرغم من انشغال الممالك الأخرى وانغماس الساسة في الرذيلة ، وعلى الرغم من فارق القوة بين إمارة حلب الحمدانية ودولة الروم الا ان سيف الدولة قلم أظافر الروم ، وحال دون سقوط البلاد تحت سطوة هذه الدولة التي تشبه إلى حد كبير أمريكا اليوم في غطرستها وتكبرها وتنكرها لحقوق الشعوب .
كان سيف الدولة يعاني من خيانة جواره الإسلامي كلما تجهز لحملة او معركة ، فتقوم تلك الإمارات المتواطئة بالهجوم على الإمارة الحمدانية ، وتثخن الشعب قتلا ونهبا. ولذلك كان على سيف الدولة ان يستبقي جزءا من جيشه لحماية الإمارة أثناء الشغاله بمحاربة الروم .
لم يوثق المؤرخون تفاصيل هذه الخيانات المتكررة ووثقها شاعر عظيم هو المتنبي في بيت شعر واحد عندما قال مخاطبا سيف الدولة :
وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى أي جانبيك تميل ؟؟!!
هذه الأحداث التاريخية هي معادل موضوعي لما يحدث الآن ، حتى لكأن التاريخ يعيد نفسه .
تستطيع أن تستبدل كلمة روم بكلمة (ي ه و د ) في بيت المتنبي لتتضح لك الصورة بكل ابعادها .
د. أحمد عرفات الضاوي .