رئيس الموساد: صفقة تبادل مع حماس لا تزال ممكنة

قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع يرى أن هناك إمكانية لعقد صفقة تبادل إذا أبدت إسرائيل مرونة بشأن عودة سكان شمال قطاع غزة

رئيس الموساد: صفقة تبادل مع حماس لا تزال ممكنة

قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع يرى أن هناك إمكانية لعقد صفقة تبادل إذا أبدت إسرائيل مرونة بشأن عودة سكان شمال قطاع غزة رغم رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقالت القناة إن الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت يدعمان موقف رئيس الموساد، في حين يعارضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويصر على شن عملية في رفح.

وكانت حركة حماس قالت في وقت سابق إن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها تصورها لملف المفاوضات -والتي قدمتها إلى الوسطاء في مصر وقطر- ترتكز على 5 نقاط رئيسية، هي وقف إطلاق النار، وعودة غير مشروطة للنازحين، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، ودخول المساعدات ومواد الإغاثة، وإعادة الإعمار.

وأكدت حماس أن هذه المبادئ والأسس التي قدمتها تعتبر ضرورية للاتفاق وملف تبادل الأسرى، وأنها ستبقى منحازة إلى حقوق وهموم الشعب الفلسطيني.

وعلى صعيد متصل، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن نقاشا عاصفا دار في جلسة مجلس وزراء الحرب أمس الخميس لكن الجلسة ألغيت قبل دقائق من موعد انعقادها.

ونقلت القناة عن مصدر مقرب من نتنياهو أن سبب إلغاء الجلسة هو عدم تمكن غالانت من الحضور.

وخلال النقاش طالب آيزنكوت ببذل كل ما هو ممكن لإبرام اتفاق واستعادة المحتجزين، في حين أصر نتنياهو على أن الضغط العسكري هو الكفيل بإطلاق سراح المحتجزين، ورفض مطالب توسيع صلاحيات فريق التفاوض، ولا سيما في ما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.

وتتزايد الخلافات بين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب، حيث كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن وجود مواجهة صعبة بينه وبين غانتس وآيزنكوت بشأن صفقة الأسرى.

من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو نقل مناقشة الصفقة إلى الحكومة الموسعة حيث يوجد عدد أكبر من المعارضين لها.

وقال نتنياهو إنه يدير المفاوضات بنفسه لاستعادة كل "الرهائن" لا بعضهم، يأتي ذلك في ظل إلغاء جلسة لمجلس وزراء الحرب كان من المخطط أن تتناول صفقة تبادل الأسرى.

جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب نتنياهو بعد لقاء الأخير عائلات الجنود المحتجزين في غزة، دون تحديد مكان اللقاء، ويعتبر هذا اللقاء الأول له مع تلك العائلات منذ شنت إسرائيل حربها على القطاع المحاصر.

وقال نتنياهو -وفق البيان- "بما أننا أعدنا 123 من المحتجزين حتى الآن (خلال الهدنة المؤقتة) فإنني مضطر إلى إعادة الباقين جميعهم"، مضيفا "لن أترك أحدا منهم، أنا أعمل لذلك ليلا ونهارا".

كما قال -بحسب البيان- إنه يجب استخدام الأوراق بحكمة في المفاوضات، مشيرا إلى أن لديهم "أصولا إستراتيجية" لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معتبرا أن هذا الأمر "مفتاح آخر لاستعادة الرهائن".

وزعم نتنياهو أن "استمرار الضغط العسكري القوي الذي مارسناه وسنمارسه هو الذي أعاد المحتجزين وسيعيد الجميع".

كما قال إنهم سيطروا على شمال قطاع غزة و(محافظة) خان يونس (جنوب) ويستعدون لدخول رفح (جنوب)، وذلك رغم معارضة دولية وأممية من مغبة أي عملية عسكرية في رفح المكتظة بالنازحين.

يذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن أهالي الجنود المحتجزين قبيل لقائهم نتنياهو قولهم إن الأجهزة الأمنية والدولة خوّفتهم ولم يتواصل معهم أي وزير، وقالوا "التزمنا الصمت منذ بدء الحرب بناء على طلب الأجهزة الأمنية".

وقد تظاهر ذوو الجنود الإسرائيليين الأسرى للمرة الأولى منذ بداية الحرب على قطاع غزة بسبب الحظر الذي فرضته عليهم الإجراءات الأمنية والعسكرية، في حين تشهد تل أبيب ومدن أخرى مظاهرات يومية حاشدة تطالب الحكومة الإسرائيلية بالتعجيل في إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حماس.

وفي سياق متصل، نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصدرين إسرائيليين أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) رونين بار زار القاهرة والتقى نظيره المصري عباس كامل يوم الاثنين، وسط توترات بين إسرائيل ومصر بسبب الحرب في غزة وإمكانية توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته إلى مدينة رفح على الحدود مع مصر.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن بار سافر إلى القاهرة لمناقشة قضايا غير متعلقة بالمحتجزين، وشملت القضايا الوضع على طول محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا) في قطاع غزة، وكيف يمكن لمصر وإسرائيل العمل معا لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة، كما ناقشوا الخطط المحتملة لما بعد الحرب.

ورفض الشاباك التعليق، كما لم يصدر بعد أي تعليق من المسؤولين المصريين.

وتخشى القاهرة من أن تؤدي عملية عسكرية في رفح -خاصة على طول ممر فيلادلفيا (الشريط الضيق من الأرض من الجانب الفلسطيني إلى مصر)- إلى تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين إلى سيناء.

وبالتزامن، تتواصل في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين الطرفين.

ولم تحدد إسرائيل أو حماس عدد الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، في حين تحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 9 آلاف فلسطيني، وتقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حركة حماس مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية عشوائية أثناء العدوان المستمر على القطاع.