مؤسسات الأسرى: سجن “هشارون” محطة تنكيل وإذلال للأسيرات يجب إغلاقه
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأربعاء، إنّ شهادات جديدة نقلتها الطواقم القانونية
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأربعاء، إنّ شهادات جديدة نقلتها الطواقم القانونية، لأسيرات اُعتقلنّ مؤخرًا وتعرضنّ لاعتداءات متكررة خلال عملية اعتقالهنّ، وظروف احتجازهنّ في زنازين سجن “هشارون”، قبل نقلهنّ إلى سجن “الدامون”، إضافة إلى ظروف احتجازهنّ القاسية وغير المسبوقة في “الدامون”.
وقالت الهيئة والنادي، في بيان مشترك، إن سجن “هشارون” يشكّل محطة للتنكيل والإذلال بحقّ الأسيرات وتصاعد ذلك بشكل كبير بعد السابع من أكتوبر، واستنادًا لزيارات متواصلة جرت للأسيرات مؤخرًا أكدن أنهنّ تعرضنّ للإذلال والتفتيش والاعتداء عليهنّ في زنازين سجن “هشارون”، واحتجازهن في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي.
وذكرت الهيئة والنادي أنّ عدد الأسيرات في سجون الاحتلال يبلغ 67 أسيرة، من بينهن أربع أسيرات من غزة في سجن “الدامون”، من بينهنّ أم وابنتيها، علمًا أن غالبية الأسيرات هنّ إما معتقلات إداريًا أو معتقلات على خلفية التحريض، علمًا أنه لا تتوفر أي معطيات عن أسيرات غزة المحتجزات في المعسكرات جرّاء جريمة الإخفاء القسري.
وفي هذا الإطار، طالبت الأسيرات بضرورة الضغط القانوني لإغلاق سجن “هشارون”.
فقد أكّدت الأسيرات على أنّ ظروف احتجازهنّ قاسية وصعبة جدًا، جرّاء العزل الجماعي والمضاعف المفروض عليهنّ، إضافة إلى تقديم إدارة السّجون طعام سيئ، كمًا ونوعًا، فالطعام المقدم بدون ملح وغير مطبوخ بشكل جيد.
ومع بداية شهر رمضان، يتم إحضار ثلاث وجبات وتقوم الأسيرات بحفظ الطعام لوقت الإفطار، ويتم تقسيمها على الفطور والسحور رغم كميتها المحدودة.
كما أنّ الأسيرات لديهنّ خشية من شرب المياه في السّجن، حيث تضطر الأسيرات إلى وضعه في أوعية حتى تترسب الأوساخ في الأسفل ويتمكّنّ من شربها.
ونشرت هيئة الأسرى ونادي الأسير، إحاطة عن عدة زيارات تمت للأسيرات في سجن “الدامون” مؤخرًا، تضمنت شهادات لعدة أسيرات عن عمليات التنكيل والإذلال والاعتداءات التي تعرضنّ لها وظروف احتجازهن في سجني “هشارون” و”الدامون”.
وقالت الأسيرة (ن،م): “بعد اعتقالي تم تقييدي بقيود بلاستيكية محكمة بشدة، وتعصيب عياني، وأجبروني على السير على الأقدام مسافة طويلة بين الوعر والحجارة، ونقلوني لأحد البيوت التي جرى فيها احتجاز المعتقلين يومها، وأمروني بالجلوس على الأرض، ورفضت ذلك بسبب أوجاع أعاني منها في قدمي”.
وأضافت: “طلبت الذهاب إلى دورة المياه، إلا أنّ إحدى المجندات رفضت، وعندما طلبت منها بشكل متكرر، قامت بدفعي بطريقة وحشية، وقام أحد الجنود بضربي بسلاحه على صدري، ولاحقًا بعد نقلي إلى السّيارة العسكرية شعرت بضيق شديد بالتنفس.”
أما الأسيرة (ع،ي) فقالت: “بعد تقييدي واعتقالي جرى نقلي إلى معسكر تابع لجيش الاحتلال، وأجبروني على الوقوف لمدة ساعتين على ركبتاي، وأنا مقيدة ومعصوبة الأعين.”
وذكرت الأسيرة (ي،ع) أنّها وعند وصولها إلى سجن “هشارون” تعرضت للتفتيش العاري، واحتجزت في زنزانة لا تصلح للعيش الآدمي، وبحسب وصفها “كانت أسوأ ليلة أعيشها، فالزنزانة باردة جدًا، وفيها مرحاض رائحته كريهة جدًا وقذر جدًا.”
أما الأسيرة (ن،ث) فقالت: “إن ثلاث سجانات قمن بإدخالي على الزنزانة، وحاولن تفتيشي بشكل عارٍ، إلا أنني رفضت وأصررت على عدم الانصياع لهنّ، فقمنّ بالاعتداء عليّ وتحديدًا على رأسي، وكان برفقتي أسيرة أخرى تعرضت كذلك للضرب بشدة كونها رفضت التفتيش العاري”.
وتابعت: “لاحقًا تم نقلنا إلى زنزانة نتنة مجردة من كل شيء، وبعد أن طالبنا مرات عديدة بتوفير فرشة وحرام، تم إحضار فرشتين رطبات ذوات رائحة كريهة، وكذلك الغطاء.”
من ناحيتها، قالت الأسيرة (ه.د): “بعد اعتقالي وتقيدي، ووضع العصبة على عيناي، تم نقلي إلى أحد المعسكرات، وكان الجو باردًا جدًا وهناك شعرت أنّ أحد الكلاب البوليسية اقترب مني وحاول عضي، وبدأت بالصراخ، حتى تم إبعاده، وطوال فترة نقلي كانوا ينعتوني بالإضافة إلى معتقلين آخرين بأننا (إرهابيون).”
وأضافت: “وصلت سجن (هشارون) الساعة الرابعة عصرًا، تم وضعي في زنزانة أرضيتها مغطاة بالمياه ومجردة من أي مقتنيات، بدأت أشعر بفقدان التوازن كوني أعاني من مرضى السكري، حيث تم إبقائي طوال الوقت دون شراب وطعام في وقت متأخر”.
وتابعت: “لاحقًا قاموا بنقلي إلى زنزانة أخرى فيها كاميرات، والمرحاض مكشوف، وبدأت أشعر بالتّعب الشديد، ورغم ذلك استغرقت عملية نقلي بعربة البوسطة إلى سجن “الدامون” يوما كاملا، وعندما وصلت إلى “الدامون” كنت منهكة جدًا ولا أقوى على السير”.