يخافون الثقافة ويغتالون الكلمة

دولة الاحتلال والمؤسسة الصهيونية تخاف الكلمة والثقافة الوطنية. فالكلمة في الفعل الثقافي تعادل الرصاصة، ولها دور تعبوي وتحريضي كبير في المعارك وميادين الكفاح والمقاومة

مايو 20, 2021 - 14:50
مايو 20, 2021 - 14:52
يخافون الثقافة ويغتالون الكلمة


دولة الاحتلال والمؤسسة الصهيونية تخاف الكلمة والثقافة الوطنية. فالكلمة في الفعل الثقافي تعادل الرصاصة، ولها دور تعبوي وتحريضي كبير في المعارك وميادين الكفاح والمقاومة، وفي شحذ الهمم وبث روح الصمود في نفوس المحاربين والمقاتلين في الخنادق تحت لهيب المدافع. 
والمبدع الفلسطيني يدرك تمامًا ماهية الكتابة الحقيقية في مواجهة العدوان الحرب على شعبنا الفلسطيني، وتجلى ذلك في معارك بيروت الصمود وانتفاضة الحجر الفلسطيني، والتعامل مع تجربة الحصار والحروب المتتالية على غزة. ونذكر بما قاله الراحل محمود درويش ردًا على سؤال: ماذا تكتب في زمن الحرب؟ فأجاب: "أكتب صمتي لان صوت المدافع أعلى من أي صوت، وسأعود إلى الكتابة حين تسكت المدافع قليلًا، عندئذ أفجر صمتي المليء بكل الأصوات وأجد لغتي الملائمة". 
أما الشاعر المرحوم سميح القاسم الذي كان يشاهد عمليات القصف على شاشة التلفزيون الملون ولا يملك القدرة على إيقافها وإنقاذ محمود درويش ومعين بسيسو شخصيًا، فقال: "في مثل هذا الظرف لا أستطيع إنقاذ ذاتي إلا بالكتابة".
وانطلاقًا من إدراكها لأهمية الكلمة في الفعل الثقافي، لجأت المؤسسة الاحتلالية إلى محاولات إرهاب وخنق وإسكات صوت المبدعين الفلسطينيين، فاغتالت غسان كنفاني وكمال ناصر وماجد أبو شرار، وزجت بالغالبية منهم في غياهب السجون والزنازين، فضلًا عن نهبها وتدميرها مركز الابحاث الفلسطيني في بيروت. كذلك دمرت صواريخ الاحتلال مركز عبد اللـه الحوراني للدراسات والتوثيق وسط مدينة غزة، مدمرة بذلك 22 عامًا من النهوض بالذاكرة الفلسطينية وتوثيق التاريخ الفلسطيني وجمعه، واوقفت نشاطاته اليومية الثقافية والسياسية، والتي شكلت متنفسًا كبيرًا للغزيين.
وقبل أيام استهدف الاحتلال في خضم عدوانه العسكري، أحد أكبر وأهم مكتبات ودور النشر الفلسطينية في غزة،  وهي مكتبة سمير منصور، التي كانت مساحة مهمة للكتاب والناشرين، ولم يتبق من محتوياتها سوى بعض الكتب التي غطى الرماد أغلفتها، ومنها كتاب غسان كنفاني "عائد إلى حيفا".
وكل هذه الجرائم والاعتداءات على المؤسسات الثقافية تستهدف الذاكرة والهوية الثقافية لشعبنا، والنيل من الكتاب والمبدعين والمثقفين الفلسطينيين، واغتيال الكلمة، وتعكس همجية الاحتلال وبطشه في تعامله مع مقدرات شعبنا الثقافية والحضارية.
لقد دخل الحرف وجنّد نفسه أبجدية كاملة في التصدي والمواجهة ومقاومة الغزاة والمحتلين، وخرجت الكلمات من بطون الكتب والأسفار واوقدت زيت الميدان، وارتفع الصوت الفلسطيني عاليًا حاملًا الرسالة معلنًا أن الأبجدية لن تنهزم، والنجم الفلسطيني الملتهب لن ينطفئ.

شاكر فريد حسن اغبارية صحفي وكاتب فلسطيني مقيم في فلسطين .. السيرة الذاتية ولدت في التاسع والعشرين من آذار 1960 في قرية مصمص بالمثلث الشمالي، نشأت وترعرعت بين أزقتها واحيائها وشوارعها، أنهيت فيها تعليمي الابتدائي والاعدادي، والتعليم الثانوي في كفر قرع. لم أواصل التعليم الجامعي نتيجة الظروف والاوضاع الاقتصادية الصعبة حينئذ. التحقت بسلك العمل واشتغلت بداية كساعي بريد في قرية مشيرفة، وفي بقالة بمدينة الخضيرة، ثم في الأشغال العامة، وفي مجال الصحافة مراسلًا لصحيفة الاتحاد الحيفاوية، ثم تفرغت للعمل الثقافي والكتابة. شغفت بالكلمة وعشقت القراءة ولغة الضاد منذ صغري، تثقفت على نفسي وقرات مئات الكتب والعناوين في جميع المجالات الأدبية والفلسفية والاجتماعية والتراثية والفلسفية، وجذبتني الكتب الفكرية والسياسية والتاريخية والبحثية والنقدية. وكان ليوم الأرض ووفاة الشاعر راشد حسين أثرًا كبيرًا على تفتح وعيي السياسي والفكري والثقافي. وكنت عضوًا في لجنة احياء تراث راشد حسين، التي عملت على اصدار أعماله الشعرية والنثرية وإحياء ذكراه. وكذلك عضوًا في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين برئاسة المرحوم سميح القاسم. بدأت الكتابة منذ نعومة اظفاري، ونشرت أولى محاولاتي وتجاربي الكتابية في مجلة " لأولادنا " للصغار، وفي مجلة " زهرة الشباب " للكبار، وفي مجلة " مجلتي "، التي كانت تصدر عن دار النشر العربي، بعدها رحت أنشر في مجلة المعلمين " صدى التربية " وفي صحيفة " الانباء " ومجلة " الشرق " لمؤسسها د. محمود عباسي، وفي مجلة " المواكب ". بعد ذلك تعرفت على الصحافة الفلسطينية في المناطق المحتلة العام 1967، وأخذت انشر كتاباتي في صحيفة " القدس " و " الشعب " و" والفجر " و " الميثاق "، وفي الدوريات الثقافية التي كانت تصدر آنذاك كالفجر الأدبي والبيادر الادبي والكاتب والشراع والعهد والعودة والحصاد، ومن ثم في صحيفتي " الأيام " و " الحياة الجديدة. هذا بالإضافة إلى أدبيات الحزب الشيوعي " الاتحاد " و " الجديد " و " الغد ". وكذلك في صحيفة القنديل التي كانت تصدر في باقة الغربية، وفي الصحف المحلية " بانوراما " و " كل العرب " و " الصنارة " و " الأخبار " و " حديث الناس " و" الآداب " النصراوية التي كان يصدرها الكاتب والصحفي الراحل عفيف صلاح سالم، وفي طريق الشرارة ونداء الأسوار والأسوار العكية ومجلة الإصلاح، وفي صحيفة المسار التي اكتب فيها مقالًا أسبوعيًا، بالإضافة إلى عشرات المواقع الالكترونية المحلية والعربية والعالمية ومواقع الشبكة الالكترونية. تتراوح كتاباتي بين المقال والتعليق والتحليل السياسي والنقد الأدبي والتراجم والخواطر الشعرية والنثرية. وكنت حصلت على درع صحيفة المثقف العراقية التي تصدر في استراليا.