أبو عبيدة: قرار زيادة الجنود الأسرى لدينا تحت التنفيذ
أكد المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أبو عبيدة" أن قرار زيادة عدد الجنود الأسرى لدى الكتائب ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ،
أكد المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أبو عبيدة" أن قرار زيادة عدد الجنود الأسرى لدى الكتائب "ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ"، مشددًا على أن "العدو سيندم" على تعنته في إنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة.
وقال "أبو عبيدة"، خلال حوار صحفي خاص بذكرى الانطلاقة الـ35 لحركة "حماس"، تنشره بالتزامن مؤسسات إعلامية ووكالات أنباء، : "نعتقد أن العدو سيندم على تعنته (بشأن صفقة الأسرى)، وخياراتنا مفتوحة".
وفي يونيو/ حزيران 2021، كشف نائب قائد الأركان في القسام مروان عيسى، أن الكتائب سعت خلال معركة "سيف القدس" الأخيرة لـ"زيادة غلتها في ملف تحرير الأسرى" من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف "أبو عبيدة" موجهًا حديثه للأسرى: "أنتم أولوية لا تزاحمها أولوية، وقرار تحريركم وفك قيودكم لا رجعة عنه، وإخوانكم في قيادة القسام والمقاومة لا يدخرون جهدًا ووقتًا وتخطيطًا من أجل حريتكم، فحريتكم دَين وقرار".
وكان قائد حماس في غزة يحيى السنوار، قال خلال كلمته بمهرجان الانطلاقة الـ35 لحركته، إنه: "إزاء مماطلة الاحتلال في ملف تبادل الأسرى؛ نعلن أننا سنمهله وقتًا محدودًا لإتمام هذه الصفقة، وإلا فإننا سنغلق ملف أسرى العدو الأربعة طرف المقاومة إلى أبد الآبدين، وسنجد طريقة أخرى لتحرير أسرانا".
وفيما يلي نص الحوار:
• في الذكرى السنوية 35 لانطلاقة حركة حماس، كيف تقيم تطور كتائب القسام وما وصلت إليه في مرحلة الإعداد؟
بفضل الله تعالى وبعد 35 عاما من انطلاقة حماس، فإن كتائب القسام اليوم تشكل نواة جيش التحرير التي لا يمكن أن تخطئها عين، وباتت رقماً صعباً في معادلة الصراع، وهي تقف على أرض صلبة كقوة لشعبنا وصمام أمان وسيف مشرع في وجه الاحتلال، ورأس حربة في مسيرة شعبنا وأمتنا نحو التحرير والعودة.
• ما هي أبرز المعادلات العسكرية التي رسختها كتائب القسام مع الاحتلال؟
نحن في مرحلة تحرر، والمعركة مع الاحتلال طويلة وممتدة ومعقدة ومتعددة الجبهات والآليات والوسائل، ونحن نخوض مع شعبنا بكل أطيافه، الفعل المقاوم على مدار عقود، وشعبنا بصموده فرض ولا يزال يفرض معادلات القوة والندّية والتحدي للمحتل.
وعلى صعيد المقاومة والقسام هناك معادلات تشكلت في السنوات الأخيرة بفضل الله ثم بصمود شعبنا وتضحياته، وبالإدارة المقتدرة من قيادة القسام والمقاومة للمعركة مع الاحتلال، من أبرز هذه المعادلات؛ جعل غزة أرض حرام على المحتل، وتمكين غزة كقاعدة عمل عسكري وتسلّح وإعداد للمقاومة بكل أطيافها، وصولاً إلى ترسيخ معادلات ربط الفعل المقاوم بالقضايا الوطنية الكبرى كقضية القدس والأسرى.
• ما أبرز المحطات الفارقة التي مرّ بها القسام وشكّلت نقلة نوعية في العمل العسكري المقاوم؟
من أهم المحطات الفارقة:
-مخاض التأسيس المهم والاستراتيجي (الثمانينيات- التسعينيات)، وأبرزها نموذج عماد عقل ونموذج العياش.
-إطلاق التصنيع العسكري المحلي مبكرا في مرحلة التسعينيات.
-محطة انتفاضة الأقصى والنقلة النوعية في العمل العسكري على صعيد التصنيع والإعداد والعمليات النوعية على امتداد خارطة الوطن (200-2005)، وصولاً إلى دحر العدو الصهيوني عن قطاع غزة.
-التأسيس للعمل العسكري المقاوم المنظم في غزة من حيث مأسسة الجهاز العسكري، وتطوير أدوات وآليات العمل والتنظيم القتالي، وصولا إلى خوض معارك فارقة ومهمة مع العدو، وفرض قواعد اشتباك وتعزيز حضور المقاومة ومراكمة قوتها (2005 – 2022)، ومن أبرز ملامح هذه المرحلة عملية الوهم المتبدد وصفقة وفاء الأحرار.
-تأسيس الغرفة المشتركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية الشريكة في مقاومة الاحتلال.
• أي حضور للقسام والمقاومة في أولويات حماس وقيادتها في ذكرى انطلاقة الحركة؟
مما لا شك فيه، ومما بات معلوماً بالضرورة والواقع كحقيقة ناصعة، أن العمل الجهادي المقاوم بكل أشكاله، وفي طليعته العمل العسكري، يشكل الأولوية القصوى لقيادة الحركة، وبفضل الله، فإن الحركة وبعد 35 عاماً من انطلاقتها تحافظ بقوة على خطّها الاستراتيجي الذي انطلقت من أجله، وهو المقاومة ومراكمة القوة، وتفعيل كل أدوات المقاومة الممكنة كحركة تحرر في مواجهة احتلال بغيض.
• كيف ترى كتائب القسام الحراك المقاوم المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة في الأشهر الأخيرة؟
ترى كتائب القسام في هذا الحراك المقاوم الممتد والمتصاعد بأنه الحالة الطبيعة للرد على العدوان والتأسيس لمرحلة التحرير القادم بإذن الله، وتنظر ببالغ التقدير لشبابنا وأهلنا في الضفة وهم يسطرون ملاحم بطولية يقف كل الشرفاء أمامها احتراماً وإجلالاً وافتخاراً، ونرى أن هذا الحراك هو الأهم خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة، وسيكون له تداعيات استراتيجية على مستقبل الكيان الصهيوني.
• كيف ترى ثمار معركة سيف القدس في إحياء المقاومة بالضفة؟
من الواضح بأن معركة سيف القدس شكلت الصاعق الذي فجر طاقات كامنة وأزاح الرماد عن جمر متوقد في الضفة المحتلة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48، وكانت معركة سيف القدس نموذجاً ملهماً بفضل الله تعالى.
• ما هي رسالة القسام لشباب الضفة والقدس ولأهلنا في الداخل المحتل في ظل الهجمة الصهيونية المستعرة ضدهم؟
رسالتنا لشعبنا وشبابنا في الضفة والقدس والداخل المحتل، أن استمروا في تصعيد المقاومة فنحن أمام معركة وجود وحق وتاريخ ومستقبل، وإنما النصر صبر ساعة، وأن غرس الشهداء رغم الألم سينبت ثورة ونصراً محققاً بعون الله، ونقول لهم بأن عملكم البطولي والنوعي والمتجدد، يشكل الكابوس المرعب للمحتل، فباغتوا عدوكم واخرجوا له من حيث لا يحتسب، وستجدون مقاومتكم وكتائبكم عند حسن ظنكم وأكثر بعون الله تعالى.
• كيف ترى المقاومة تهديدات الاحتلال وقادة المستوطنين تجاه الأقصى بزيادة الاقتحامات وصولا للسيطرة على الحرم؟
هذه التهديدات خطيرة وتؤشر إلى طبيعة التركيبة الإجرامية التي وصلت إلى سدة الحكم في الكيان، وتحتاج إلى حالة استنفار لشعبنا وأمتنا لحماية مسرى نبيهم من هذه الشرذمة البائسة، لكن بعون الله سينقلب السحر على الساحر، وسيكون هذا الإجرام وهذا الجنوح للتطرف الكبير الذي يعيشه الكيان هو بداية زواله وتتبيره على أيدي المؤمنين المرابطين والمقاومين بإذن الله.
ما هي رسالتكم لعلماء العرب والمسلمين ودورهم في دعم المقاومة؟
رسالتنا للعلماء والدعاة والمصلحين، بأن قضية فلسطين والقدس والأقصى المبارك، وما يتعرض له من انتهاك وعدوان صارخ هي أمانة في رقاب كل صاحب علم وكلمة وتأثير، وإنّ واجب الوقت اليوم هو الذود عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه، وإنّ أهل الثغور في فلسطين يعملون الليل والنهار من أجل كرامة هذه الأمة في وجه عدوها الأوحد، ويقيمون فريضة الجهاد التي نكص عنها غالبية أولي الأمر في بلاد الإسلام للأسف، فكونوا لإخوانكم المجاهدين والمقاومين سنداً ونصيراً، واشحذوا سيوف أقلامكم في اتجاه المعركة الأهم، ووجهوا الطاقات الكامنة والكبيرة في هذه الأمة نحو فلسطين، وصوب معركة اقتلاع هذا المرض الخبيث من قلب الأمة، بدلاً من التطاحن والتنازع والفرقة والمعارك الجانبية التي لم تزد أمتنا إلا وهنا وتراجعاً، وأعطت الوقت لأعدائنا ليصلوا إلى مرحلة خطيرة من المساس بأقدس مقدسات أمتنا.
ما هي رسالة القسام لدول التطبيع في ذكرى انطلاقة حماس؟
نحو في غاية الاطمئنان إلى أن شعوب أمتنا وقواها الحية ليس في قاموسها الاعتراف أو التطبيع مع هذا الكيان الاحتلالي البغيض، وقد أوصلت جماهير أمتنا رسالتها لنا ولكل العالم في كل المحافل والمناسبات والساحات، بأن هذا الاحتلال إلى زوال، ولا مكان له في أرضنا ولا في وعي شعوبنا، وإن الاستماتة من بعض الأنظمة في دمج هذا الكيان في وعي وحاضر ومستقبل أمتنا هي معركة خاسرة، ومخاطرة كبيرة، لن ينجم عنها سوى لعنة التاريخ وعار الدهر.
• ما هو ردكم على التهديدات الصهيونية المستمرة بشن عدوان واسع على قطاع غزة؟
الرد هو ما سيراه الاحتلال في حال أقدم على أية حماقة.
• كيف استطاعت القسام أن تقود غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل الفصائل الفلسطينية؟
لا شك أن تأسيس الغرفة المشتركة هو سابقة في التاريخ المقاوم الحديث، وإن شعور مجموع قوى شعبنا المقاومة، والأجنحة العسكرية للفصائل بوحدة الهدف والمصير، ووحدة الدم، هو ما سهّل إنشاء الغرفة المشتركة كمنجز وطني مهم، وإن البيئة التي وفرتها قيادة الحركة والقسام للمقاومة في غزة، رسخت أهمية هذا العمل المنسق والمتناغم بين قوى المقاومة بخلفياتها التنظيمية كافة، وإن شركاءنا ورفاق الدرب والسلاح في الغرفة المشتركة يساهمون في تطوير آليات العمل في الغرفة المشتركة بما يحقق الكفاءة والتقدير الصحيح في إدارة المعركة مع الاحتلال بعون الله.
• ماذا عن المعركة الأمنية وصراع الأدمغة التي تقودها كتائب القسام ضد الاحتلال وتطوير وحدات السايبر وغيرها؟
هذه معركة مستمرة ومتواصلة ولا تتوقف، تتنوع أدواتها ونحقق فيها إنجازات بفضل الله على مدار الوقت، وهي معركة مفتوحة بطبيعة الحال نظراً لأنّ معركتنا مع الاحتلال مفتوحة ودائمة.
• كيف تعقبون على تصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس أن حركة حماس سجلت إنجازاً لها في معركة مايو 2021 حيث تركت جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الإسرائيلية؟
هذا جزء مما تعترف به قيادة العدو العسكرية، وهذا يؤكد صوابية قرار قيادة المقاومة والقسام في خوض هذه المعركة وإدارتها، ويؤكد عمق الجرح والأثر الذي تركته هذه المعركة المباركة في ذاكرة ووعي الاحتلال.
• هل لك أن تطلع الجمهور العربي والإسلامي والداعم للمقاومة على وحدات الكتائب المعلن عنها العاملة في الميدان؟
كتائب القسام تعمل وفق تنظيم قتالي هرمي، يبدأ بقيادة الألوية والأركان، حيث تتشكل القوات الميدانية من ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ومجموعات وصولاً إلى المجاهد في التشكيل القتالي، وتشمل الأركان: ركن العمليات، وركن الأسلحة، وركن التصنيع العسكري، وركن الاستخبارات، وركن القوى البشرية، وركن الجبهة الداخلية، وفي كل ركن وتشكيل ميداني تتفرع الأسلحة والتخصصات المنضوية تحت هذا الهيكل التنظيمي، كسلاح المدفعية، وسلاح مضاد الدروع، وسلاح البحرية، وسلاح الجو، وسلاح الهندسة، وسلاح القنص، وسلاح الإشارة، والإعلام العسكري، وقوات النخبة، ووحدات الأنفاق، والطبية العسكرية، والتعبئة وغيرها.
• هل من رسالة من القسام للأسرى في سجون الاحتلال في ذكرى الانطلاقة؟
نقول لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال في ذكرى الانطلاقة، أنتم أيقونة حاضرة في كل تفاصيل عملنا الجهادي، وأولوية لا تزاحمها أولوية، وإن قرار تحريركم وفك قيودكم لا رجعة عنه، وإخوانكم في قيادة القسام والمقاومة لا يدخرون جهداً ووقتاً وتخطيطاً من أجل حريتكم، فحريتكم دَينٌ وقرار، وتحية لكم ولصمودكم وعطائكم، وموعدكم حرية وفرج بعون الله تعالى.
• هل قرار زيادة غلة الجنود الأسرى ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ لدى القسام في ظل تعنت الاحتلال في هذا الملف؟
بالتأكيد نعم.
• ما هي خياراتكم في ظل تعنت الاحتلال وعدم المرونة في ملف التبادل؟
نعتقد بأن العدو سيندم على تعنته، وخياراتنا مفتوحة.