ماذا وراء مزاعم الاحتلال اغتيال القائد في القسام مروان عيسى؟
يواصل الاحتلال الإسرائيلي على لسان المتحدث باسم جيشه ترديد مزاعمه باغتيال القائد العسكري والرجل الثالث في كتائب القسام مروان عيسى
يواصل الاحتلال الإسرائيلي على لسان المتحدث باسم جيشه ترديد مزاعمه باغتيال القائد العسكري والرجل الثالث في كتائب القسام مروان عيسى، وهي مزاعم رددها من قبل مستشار الامن القومي الأميركي جيك سوليفان دون أن يقدم أدلة على ذلك لينتهي الأمر بالتشكيك بهذه الرواية مرة أخرى لتبقى مجرد كذبة، ما لم تعلن قيادة كتائب القسام غير ذلك، بحسب مراقبين.
القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، قال في تصريحاتٍ إعلامية: لم نحصل على تأكيد من قيادات القسام بشأن استشهاد القائد مروان عيسى.
ولفت حمدان إلى أنّ “الاحتلال لم يحقق أهدافه منذ بداية حربه على القطاع سوى القتل والتدمير”.
وشدد في الوقت ذاته على أنّ اغتيال قيادات المقاومة لا يضعفنا وإعلان البيت الأبيض بشأن مروان عيسى يؤكد تورطه في حرب الإبادة.
ووفقًا لما رصده المركز الفلسطيني للإعلام من تفاعل الكتاب والمحللين السياسيين والإعلاميين مع قضية الأكاذيب الإسرائيلية وتواصل ترديدها خاصة فيما يتعلق باغتيال قادة المقاومة، فإنّها تهدف في محصلتها للتغطية على فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه من العملية العسكرية والعدوان على غزة من جانب، والخروج بصورة رمزية لانتصار أمام الجبهة الداخلية الإسرائيلية من جانبٍ آخر، وفي هدف ثالثٍ ثبت فشله فيه خلال الأشهر الماضية إرباك الجبهة الداخلية الفلسطينية والتشويش عليها.
يقول الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة “عن الاحتفال الإسرائيلي باغتيال مروان عيسى”:
هذه المرة، وبعد إعلان إسرائيلي سابق، تلاه إعلان أمريكي (لاحظ المفارقة هنا والتورّط الأمريكي المباشر)، أعلن الناطق باسم جيش الغزاة اغتيال نائب محمد الضيف (مروان عيسى)؛ رفقة قيادي آخر هو غازي أبو طماعة.
وأضاف بالقول: هُم احتفلوا سابقا باغتيال عماد عقل ويحيى عياش والشيخ ياسين والرنتيسي والمقادمة وصلاح شحادة وجمال منصور وجمال سليم، وصولا إلى نزار ريان وأحمد الجعبري والعاروري، وقبلهم وبعدهم سرب طويل من أروع رموز “حماس”، لكن المسيرة ظلّت تواصل الصعود حتى فاجأتهم في 7 أكتوبر، وهي تواصل الفعل دون توقف، وستواصل حتى يُكنَسوا من هذه الأرض المباركة.
وقال الزعاترة: إنّ دماء القادة الشهداء؛ كما دماء العناصر وحتى غير المقاتلين من أبناء شعبنا تروي شجرة البطولة والعطاء والانتصار، وهي ستواصل الهدير حتى النصر المُبين، بإذن الله.
وتابع بالقول: سلام الله على مروان وأخيه؛ إن كانا قد استشهدا، أو كانا على قيد الحياة، وعلى بقية الأبطال، من ارتقى منهم، ومن ينتظر ولم يبدّل تبديلا.
أما الخبير في الشأن الصهيوني عزام أبو العدس، فقال في تصريحاتٍ إعلامية رصدها المركز الفلسطيني للإعلام حول مزاعم الاحتلال اغتيال مروان عيسى: “كلما خلا منا سيد قام سيد قؤول لما قام الكرام فعول
منذا العام ١٩٤٨، من الذي لم تغتاله إسرائيل أصلا، وبين كل أولئك الآلاف من القادة الميدانيين والسياسيين والعسكريين والمفكرين، ولسان حال هؤلاء القوم: منذ بدأنا الطريق قد علمنا أن المشانق للعقيدة سلم.
وتابع بالقول: شخص مثل مروان عيسى ربما كان متفاجئا من أنّه عاش حتى هذا العمر أصلا.
وأضاف: إنّ إسرائيل اغتالت في غزة المهندس يحيى عياش واغتال الشهيد صلاح شحادة مؤسس كتائب القسام، واغتالت من ك الفصائل والتنظيمات، هل فتّ هذا في عضد هذه الفصائل والتنظيمات، وهذا هو السؤال.
وشدد أبو العدس على أنّ سياسة الاغتيال هي عمل انتقامي بحت بدون أي أفق أو رؤية سياسية، ولو كان لهذه الاغتيالات أي نتيجة لوجدناها تحققت منذ سنواتٍ طوال ولكن كل ما تقوم به إسرائيل أنها تقلم أشجار المقاومة، بمعنى تزيل أغصان وتأتي أغصان أشد ثباتا وأقوى عودًا وأشرس مقاومة وأقسى أنيابًا وأمضى مخالبًا.
وهذا في التاريخ، فمسألة اغتيال مروان عيسى، الاحتلال عندما تحدث عنها بالكثير من لغة التشكيك، في البداية، وليس الحسم، وهو بذلك لديه معلومات ظنية وليس قطعية بأنّ هناك شيئًا ما قصف في هذه المنطقة، ربما يكون مروان عيسى ربما يكون معلومة تحليلية، من ثم حاولت جر المقاومة لتؤكد أو تنفي لكن المقاومة صمتت، وبالتالي إسرائيل بقيت في حالة تشكك، ومن ثم حاولت إسرائيل تغذية هذا الخبر، لأمرين: في حال استمرت المقاومة في صمتها فمعنى ذلك أن إسرائيل انتصرت في ادعائها، وإذا نفت سوف يستمر البحث عن مروان عيسى.
وأضاف: بالتالي المقاومة لا تقدم معلومات مجانية، طالما لم نرى جثة مروان عيسى لا يوجد حديث عن اغتيال، وطالما ليس هناك مصدر مؤكد بأن تقول المقاومة، رحمه الله أو نجاه الله، وإلا فإنّ كل هذا الكلام محاولة من محاولات الاحتلال تهدئة الرأي العام الإسرائيلي ولرسم صورة انتصار ليس أكثر.
بدوره يرى الكاتب حازم عياد أنّ الحديث عن اغتيال واستهداف قيادات من الصف الاول للمقاومة وعجزه عن تسويق هذه الاكاذيب تحول الى نصر مجاني للمقاومة، وهزيمة للكيان وماكينته الاعلامية، وهي مؤشر على ارتباك سياسي وعسكري وفقدان للأفق السياسي الذي بات يعتمد على مواصلة البحث عن صورة نصر ولو عبر الاكاذيب مصحوبا باستهداف المدنيين والبنى التحتية لقطاع غزة.
ويشدد عياد على أنه في المحصلة النهائية فان الاكاذيب الاسرائيلية تؤكد عجز الاحتلال عن تغيير الواقع عبر الميدان؛ وفشله في تمزيق الجبهة الداخلية الفلسطينية او تمرير نظرية اكذب اكذب حتى يصدقك الناس وعلى راسهم جمهورك في الكيان المحتل الذي يتظاهر بشكل يومي يواجه النزوح وتعطل الحياة الاقتصاية ، فاكاذيبة سرعان ما تتبدد وتتهاوى وتتحول الى هزيمة وصدوع داخلية عبر عنها قبل شهر باستقالة عدد من اعضاء الطاقم الاعلامي لجيش الاحتلال؛ وعبر عنها يوم امس بمزيد من التظاهرات في الشارع ضد سياسات نتنياهو وطاقم حكومته.
أما د. أحمد عطاونة الكاتب والمحلل سياسي، ومدير مركز رؤية للتنمية السياسية، فيقول: اغتيال القائد الكبير مروان عيسى، إن صح الخبر، هو بالتأكيد خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وللمقاومة ولحركة حماس.
ولكنه يستدرك بالقول: لكن مما يجعل أثر هذا الاغتيال محدودا، كما الكثير ممن سبقوه من القادة المؤسسين والكبار في حركات المقاومة وبالذات حركة حماس، هو ثبات النهج ورسوخ القناعة تجاه برنامج المقاومة لدى قيادات وكوادر هذه الفصائل.
ويشير إلى أنّ الاغتيالات الكثيرة “عشرات القيادات” التي حدثت خلال مراحل الصراع المختلفة لم تحدث أي انحراف سياسي أو تراجع وطني أو خضوع للمحتل، بل ازدادت المقاومة قوة وتأثيرا وطموحا وتنامت شعبيتها والقناعة بنجاعتها بشكل كبير في أوساط الفلسطينيين.
يذكر انّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، زعم اليوم الثلاثاء أنّ جيش الاحتلال قام بتصفية القيادي في حماس مروان عيسى.
وقال هاغاري: إنّ عملية استهداف مروان عيسى وقعت قبل أسبوعين في مخيم النصيرات.
ولفت إلى أنّ عملية استهداف مروان عيسى تمت بالتنسيق مع الشاباك، مضيفًا أنّ مروان عيسى هو الشخصية رقم 3 في الجناح العسكري لحماس وأحد مخططي هجوم 7 أكتوبر.
كما زعم اغتيال مسؤول الوسائل القتالية في حماس غازي أبو طماعة برفقة مروان عيسى.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام