منظمات إغاثية تؤكد هجمات الاحتلال الممنهجة ضدها.. وسط توبيخ دولي لإسرائيل

قال ممثلو عدد من المنظمات الإنسانية، الأربعاء، إن "الهجوم الذي أدى إلى مقتل عاملي إغاثة غربيين، يوضح قبل كل شيء أن المنظمات غير الحكومية

منظمات إغاثية تؤكد هجمات الاحتلال الممنهجة ضدها.. وسط توبيخ دولي لإسرائيل

قال ممثلو عدد من المنظمات الإنسانية، الأربعاء، إن “الهجوم الذي أدى إلى مقتل عاملي إغاثة غربيين، يوضح قبل كل شيء أن المنظمات غير الحكومية تعمل في بيئة غير آمنة في قطاع غزة المدمر والمحاصر، حيث تعرض العديد منها لهجمات منذ بداية الحرب”.

وقالت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” الأميركية، إن “موظفيها تعرضوا للقصف بعد أن غادروا الاثنين مستودعا في دير البلح، وسط القطاع، حيث أفرغوا أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية، وكانت السيارات التي تقلهم تحمل شعار المنظمة الخيرية التي نسقت مع الجيش الإسرائيلي حركتهم”.

وقال المسؤول لدى منظمة “الطوارئ الأولى” الدولية، بنجامين غودان، إن “المجتمع الإنساني يشعر أنه معرض للخطر لدى تنفيذ عملياته في غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي”.

وقالت كاميلا دوغليوتي، من منظمة هانديكاب إنترناشيونال، التي تعرض مقرها في مدينة غزة للقصف في نهاية كانون الثاني الماضي، إن “مستوى المخاطر التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني مرتفع للغاية في مناطق معينة من جنوب ووسط غزة وغير مقبول في جميع المناطق الأخرى”.

وأضافت أن “الهجوم على منظمة المطلخ العالمي هو في المقام الأول نتيجة لعدم امتثال إسرائيل على نحو مستمر للقانون الإنساني الدولي وتوفير الحماية المطلوبة للمدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني”.

وقالت المتحدثة باسم منظمة “أطباء بلا حدود”، كلير ماغون من جانبها، إن “المنظمة أحصت 21 ضربة استهدفت المستشفيات أو العيادات التي تستفيد من دعمها أو حتى سيارات الإسعاف، وقد تم إبلاغ السلطات الإسرائيلية بجميع هذه الهجمات على النحو المطلوب”.

وأضافت ماغون: إن “مستوى الخطر الذي نواجهه في غزة غير مسبوق في تاريخ منظمة أطباء بلا حدود”.

وأشارت إلى “مقتل 5 موظفين فلسطينيين لدى المنظمة، إما في قصف إسرائيلي، أو بالرصاص من مسافة قريبة عند نقطة تفتيش إسرائيلية”.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 32 ألفا و975 شهيدا، وإصابة 75 ألفا و577 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

أما الطاهي الشهيرخوسيه أندريس مؤسس “منظمة المطبخ المركزي العالمي” فدعا إسرائيل إلى فتح المعابر البرية أمام المساعدات والتوقف عن قتل المدنيين. وكتب مقالا افتتاحيا نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم الأربعاء، يقول فيه “إن الضربات، التي أسفرت عن مقتل 6 من عمال الإغاثة الدوليين وسائقهم الفلسطيني، لم تكن مجرد خطأ مؤسف في ضباب الحرب”.

وقال أندريس “لقد كان هجوما مباشرا على مركبات تحمل علامات واضحة وكان (الجيش الإسرائيلي) يعرف تحركاتها. وكان أيضا نتيجة مباشرة لسياسة حكومته المتمثلة في تقليص المساعدات الإنسانية إلى مستويات بائسة”.

ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى فتح طرق برية للأغذية والدواء اليوم، مضيفا أن عليها أن تتوقف عن قتل المدنيين وعمال الإغاثة.

وأضاف “لا يمكنك إنقاذ الرهائن عن طريق قصف كل مبنى في غزة. لا يمكنك كسب هذه الحرب عن طريق تجويع السكان بأكملهم”.

وأشار إلى أن جمعيته الخيرية تقدم وجبات الطعام للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إسرائيل بعد الهجوم الذي أدى إلى الحرب.

وفي العاصمة القطرية الدوحة قال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز “إن تفسيرات إسرائيل عن مقتل 7 من موظفي الإغاثة بمنظمة المطبخ العالمي “ورلد سنترال كيتشن” جراء غارة جوية في قطاع غزة “غير كافية وغير مقبولة”، مطالبا بمزيد من التفاصيل.

وقال سانشيز في إفادة صحفية اليوم خلال زيارة إلى قطر “ذلك غير مقبول وغير كافٍ، ونترقب تفسيرا أقوى وأكثر تفصيلا، وبعده سننظر أي الإجراءات سنتخذ”.

تعتزم كندا وعدد من الدول الأخرى “توبيخ” إسرائيل لقتلها عددا من عمال الإغاثة في غزة، الاثنين الماضي، بينما تجنبت الإدارة الأميركية انتقاد الجريمة الإسرائيلية، مؤكدة مواصلتها “دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، في وقت أقرت قيادات بجيش الاحتلال الإسرائيلي بأن جنوده “يفعلون ما يحلو لهم”.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول كبير في الحكومة الكندية، اليوم الأربعاء، قوله “إن سفارات كندا ودول أخرى ستقدم توبيخا دبلوماسيا رسميا مشتركا إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية بسبب مقتل 7 من عمال الإغاثة في غزة”.

وقال المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه لأنه غير مخول بمناقشة الأمر علنا “إن مسؤولا كبيرا في وزارة الشؤون العالمية الكندية قدم أيضا احتجاجا رسميا لسفير إسرائيل لدى كندا أمس الثلاثاء” لكنه لم يوضح بقية الدول التي ستشارك في التوبيخ الرسمي.

من جانبه أبلغ رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن لندن تدرس إعلان إسرائيل دولة منتهكة للقانون الدولي.

وقال سوناك لنتنياهو إنه دون زيادة المساعدات سيضطر لإعلان أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي.

ولفت إلى إن بريطانيا تدعم القضاء على حماس لكن ليس بكارثة إنسانية.