ماذا وراء تحديد الأونروا 11 مركزاً لإيواء فلسطينيّي لبنان؟
سيطرت أجواء من التوتر، اليوم الثلاثاء، على مناطق جنوب لبنان، وذلك بعد سلسلة من الهجمات لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد عدد من القرى والبلدات، وسط عمليات جديدة نفذها "حزب الله" اللبناني، ضد مواقع عسكرية للاحتلال عند الحدود.
سيطرت أجواء من التوتر، اليوم الثلاثاء، على مناطق جنوب لبنان، وذلك بعد سلسلة من الهجمات لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد عدد من القرى والبلدات، وسط عمليات جديدة نفذها “حزب الله” اللبناني، ضد مواقع عسكرية للاحتلال عند الحدود.
وفي خطوة لافتة، حدّدت إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في لبنان، 11 مركز إيواء للطوارئ، في حال الحاجة، بعد تجهيزها لاستقبال النازحين.
وذكرت مصادر فلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن “وكالة أبلغت موظفيها فقط بحالة الطوارئ الضمنية عبر مراسلات داخلية، من أجل التقدم لملء شواغر لوظائف الإيواء في المراكز”.
وأثارت هذه الخطوة تساؤلات بين القوى السياسية الفلسطينية وقلقاً في صفوف أبناء المخيمات في لبنان، بعد ملاحظة بأن “معظم مراكز الإيواء (أكثر من نصفها 6 من أصل 11) حُدّدت في مخيم (نهر البارد) في شمال لبنان، النقطة الأبعد عن الحدود الجنوبية، بينما لم يتم اختيار أي مركز في مدينة (صيدا) رغم أنها تضم العدد الأكبر من اللاجئين، واعتبار مراكز ايوائهم في معهد سبلين المهني في منطقة إقليم الخروب”.
واستغربت الفعاليات الفلسطينية، توقيت الإعلان، وما “إذا كانت الوكالة تملك معلومات معينة حول تصعيد عسكري مقبل في المرحلة المقبلة ضد لبنان، أم أنها مجرد خطوة احترازية، وإذا كانت كذلك، فلماذا تأخرت حتى الآن، أي بعد أكثر من ستة أشهر على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة وارتباطاً التصعيد العسكري في الجنوب وحركة النزوح من القرى الحدودية”.
وتوقفت المصادر أمام الإعلان بحدّ ذاته وطريقته من جهة، وكيفية تمويله من جهة أخرى، علماً أنّ “أونروا” تعاني من عجز مالي متراكم، ولم يمضِ أكثر من أسبوعين على إطلاق نائبة المفوض العام للبرامج والشراكات ناتالي بوكلي، نداء من بيروت لمواصلة دعم لاجئي فلسطين في سوريا، وأولئك الذين فرّوا إلى لبنان والأردن المجاورين نتيجة الصراع المستمرّ منذ 13 عاماً في سوريا، للحصول على 415,4 مليون دولار لدعم عملياتها التي تعاني من نقص مزمن في التمويل في هذه البلدان الثلاثة”.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة “أونروا” في لبنان، حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين “حزب الله” اللبناني، بالتعاون مع “كتائب القسام – لبنان” الجناح العسكري لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، و”قوات الفجر” الجناح العسكري لـ “الجماعة الإسلامية” في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 33 ألفا و 843 شهيدا، وإصابة 76 ألفا و 575 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.