القنابل غير المنفجرة.. والمرحلة الأخطر بعد انتهاء الحرب
قنابل غير موقوتة، لكنّها قد تنفجر في أيّ لحظة، إنّها مخلّفات الصواريخ والقذائف الناتجة عن القصف الهمجي الذي نفّذته قوات الاحتلال على قطاع غزة، طوال أشهر الحرب السبعة، والتي قد تشكل التحدّي الأكبر الذي يهدّد حياة الفلسطينيين بعد أن تضع الحرب أوزارها.
قنابل غير موقوتة، لكنّها قد تنفجر في أيّ لحظة، إنّها مخلّفات الصواريخ والقذائف الناتجة عن القصف الهمجي الذي نفّذته قوات الاحتلال على قطاع غزة، طوال أشهر الحرب السبعة، والتي قد تشكل التحدّي الأكبر الذي يهدّد حياة الفلسطينيين بعد أن تضع الحرب أوزارها.
وتنتشر تلك المخلفات المتفجّرة غير المنفجرة في جميع انحاء القطاع، في الحقول والمدارس، وتحت ركام الأبنية المهدّمة، بل إنّ بعض الصواريخ قد اخترقت الأرض واستقرّت تحت سطحها دون أن تنفجر.
وتعرّض قطاع غزة إلى قصف الحروب عدة مرات خلال العقود الأخيرة، وهو ما يعني أنه يوجد أصلاً قبل الحرب الحالية مشكلة متعلقة بمخلفات المتفجرات في بعض المناطق، علماً بأنّ سكان غزة لا يملكون الإمكانيات للتخلص من هذه المخلفات القاتلة بأنفسهم.
وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ غزة تمر بـ”أخطر مرحلة”، لوجود كميات كبيرة فيها من القنابل التي لم تنفجر جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وجاء ذلك في تصريح لمدير البرنامج الأممي لأعمال الألغام في فلسطين، مونغو بيرتش، أمس الاثنين، خلال الاجتماع الـ 27 لمديري أنشطة الألغام ومستشاري الأمم المتحدة الذي عقد في جنيف.
وحذّر بيرتش من أنّ معظم الحوادث سوف تقع حينما يشرع النازحون في العودة إلى شمال غزة، لعدم معرفتهم بأماكن تلك القنابل غير المنفجرة.
وشدّد مدير البرنامج التابع لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، على ضرورة التدريبات اللازمة للمخاطر عند بدء عودة الناس إلى شمال القطاع.
وشاركه المخاوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، الذي أعرب عن دعمه للفريق الأممي لأعمال الألغام في جهودهم الإنسانية وأعمالهم المتعلقة بتقدير المخاطر.
وأعلنت منظمة هانديكاب إنترناشونال الدولية الإنسانية أنّ إسرائيل ألقت 45 ألف قنبلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى منتصف يناير/كانون الثاني فقط، موضّحة أنّ 3 آلاف منها على الأقل لم تنفجر، الأمر الذي يشكل خطراً يهدد سكان هذا القطاع المحاصر.
ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن جان بيار ديلومييه نائب مدير العمليات الدولية، قوله إنّ منظمته تنتظر وقف إطلاق النار في غزة لكي تتضح لديها الرؤية بهذا الشأن، وتبدأ أعمال إزالة الألغام والقنابل التي خلفتها الحرب.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن تشارلز بيرش خبير إزالة المتفجرات بالدائرة الأممية للأعمال المتعلقة بالألغام، قوله في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنّ غزة مليئة بالمئات إن لم يكن الآلاف من الذخائر غير المنفجرة، بدءاً من الصواريخ المؤقتة، إلى الذخائر عالية التقنية، التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً أنّ “التلوث سيكون شيئاً لا يصدق، وكأنّه مشهد من الحرب العالمية الثانية”.
وقال بيرش الذي زار غزة في ذروة حملة القصف الإسرائيلية، إنّ هذه الذخائر غير المنفجرة قد تكون أكثر التهديدات انتشاراً، لأنها ستدوم طويلاً بعد الحرب، وتشكل مخاطر على المدنيين لأجيال.
وأضاف أنّه حتى أوقات السلم النسبي في غزة، فإن القنابل المتبقية من جولات القتال السابقة كانت تقتل وتشوه بانتظام، والمشكلة الآن أسوأ بأضعاف مضاعفة.
وقد خلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، ملايين الأطنان من أنقاض الأبنية المنهارة المليئة بالذخائر غير المتفجرة، والتي تستغرق إزالتها ما يزيد على عقد من الزمن، وفق ما ذكرت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، نقلاً عن مسؤول كبير في مجال إزالة الألغام بالأمم المتحدة.
فقد صرّح بير لودهامار، الرئيس السابق لهيئة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام في العراق، أنّ الحرب الإسرائيلية على غزة، خلفت 37 مليون طن من الحطام، معظمها مليء بالقنابل غير المتفجرة، والتي قد تستغرق أكثر من عقد من الزمن لإزالتها.
وأضاف لودهامار، في مؤتمر صحفي بجنيف مؤخراً، أنّه بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب، هناك ما متوسطه 300 كيلوجرام من الأنقاض لكل متر مربع من الأراضي في غزة.
وحذّر المسؤول الأممي من أنّه استناداً إلى الكمية الحالية من الأنقاض في غزة، وعلى افتراض توفّر 100 شاحنة لنقل الرّكام، فإنّنا نتحدث عن 14 عاماً من العمل لإزالة تلك الأنقاض.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية حذّرت في تقرير نشرته في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من أنّ القصف الإسرائيلي الذي حوّل أحياءً بأكملها في غزة إلى غبار، قد جعل أجزاءً من القطاع خطرة لسنوات بسبب القنابل التي لم تنفجر.
وأوضح التقرير أنّ الحرب مهما طالت فليست سوى البداية، لافتاً إلى أنّ المباني سوّيت بالأرض، وتم تدمير البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، وأنّ العديد من الأسلحة التي استخدمت في غزة، بما في ذلك الفوسفور الأبيض، يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه.