ميدل إيست آي: لأول مرة تظهر قيادة فلسطينية ليست مستعدة للتنازل
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مقالا لرئيس تحريره الصحفي ديفيد هيرست، تحدث فيه عن التداعيات الإيجابية لمعركة "طوفان الأقصى"، على تزايد التأييد العالمي للقضية الفلسطينية.
نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، مقالا لرئيس تحريره الصحفي ديفيد هيرست، تحدث فيه عن التداعيات الإيجابية لمعركة “طوفان الأقصى”، على تزايد التأييد العالمي للقضية الفلسطينية.
وذكر هيرست في مقاله، أنه بعد مرور سبعة أشهر من العدوان على غزة، لا يزال اسم فلسطين يتواجد ويتردد في كل مكان، وعلى كل الألسن، في الوقت الذي تقف فيه إسرائيل في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية.
وقال إنه للمرة الأولى في تاريخ الصراع الطويل، يجد الفلسطينيون أن لديهم قادة “ليسوا على استعداد للتنازل عن مطالبهم الأساسية”، مضيفا أن هذه القيادة “تحظى فعلا باحترام هذا الشعب”.
التاريخ يعيد نفسه
تطرق هيرست في مقاله إلى الحراك غير المسبوق الذي تشهده الجامعات الأمريكية، قائلا إن “جيلا جديدا يتشكل في أمريكا، وهي البلد الوحيد الذي بإمكانه أن يوقف هذا الصراع من خلال سحب دعمه العسكري والسياسي والاقتصادي لإسرائيل”.
وأشار الكاتب إلى أوجه التشابه بين حركة الاحتجاج في عام 1968 ضد الحرب في فيتنام والاحتجاج العالمي الذي يجري اليوم ضد الحرب في غزة، مشيراً إلى جامعة كولومبيا باعتبارها رمزاً للاحتجاج ضد الحربين، بسبب ما بين الجامعة وقطاع الصناعات الحربية من ارتباطات.
وقارن بين هجوم تيت الذي نفذه الثوار الفيتناميون ضد القوات الأمريكية حينها، وبين هجوم القسام في السابع من أكتوبر، الذي تبعه انهيار السريع في لواء غزة التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت إلى أنّ الرد الإسرائيلي جاء على شكل عملية هدم داخل غزة مستمرة منذ سبعة شهور، وحملة إبادة جماعية لسكان القطاع، شملت تدميراً لمنازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم وجامعاتهم، ليثبت أنه نقطة تحول في الرأي العام العالمي.
الصهيونية هي المستهدف
وتابع الكاتب، أنّ المستهدف من قبل الحركة الاحتجاجية في عام 1968 هو وزارة الدفاع الأمريكية، أمّا المستهدف اليوم فهو الصهيونية ومن يسلحون إسرائيل في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.
وأضاف أنّ المستهدف هو اللوبي المناصر لإسرائيل، بما يمارسه النشطاء فيه من تشهير وتشويه للسياسيين الذين يدعمون فلسطين إذ يتهمونهم بمعاداة السامية، ويحرضون الإدارات الجبانة للجامعات على طرد المحاضرين من وظائفهم.
وأثار الكاتب مسألة جيل جديد من اليهود، الذين شاركوا في الثورة ضد الصهيونية، وخرجوا بأعداد متزايدة للمشاركة في هذه الاحتجاجات.
كما نوّه إلى أنّ حرب غزة أثارت جدلاً غير مسبوق بين اليهود، حيث قال بعض الرموز الفكرية مثل الصحفية الكندية ناعومي كلاين: إنّ الصهيونية ما هي سوى “صنم باطل، أخذ فكرة الأرض الموعودة، وحولها إلى صكّ أرض للبيع من أجل إقامة دولة عرقية عسكرية”.
فلسطين في كل مكان
واعتبر هيرست أنّ الحركة المناهضة للحرب على غزة أحيت الوطنية الفلسطينية بطريقة غير مسبوقة، مشيراً إلى أنّ الرسومات الجدارية الباهتة التي رسمت من أجل تخليد ذكرى المعارك التي خاضتها حركة فتح وفصائل منظمة التحرير، تُستبدل في مخيمات اللاجئين في لبنان بشعارات ورسومات براقة جديدة تحتفي بهجوم حماس في السابع من أكتوبر.
وأكّد أنّ المظاهرات العالمية لدعم غزة يتصدرها فلسطينيو الشتات الذين راهن قادة إسرائيل على نسيانهم لقضيتهم، وخيب ظنّ نتنياهو بأنّ قتل الكبار سيجعل أبناءهم يتخلون عن النضال.
كما لفت الكاتب إلى أنّ مساعي إسرائيل لتجاوز القضية الوطنية الفلسطينية من خلال التواصل مباشرة مع دول الخليج الثرية كادت تؤتي أكلها، لولا نجاح حماس في شنّ هجومها يوم السابع من أكتوبر.
وشدّد هيرست على أنّ فلسطين بعد مرور سبعة شهور تتواجد في كل مكان، ويتردد اسمها على كل الألسن، وفقاً لكل استطلاعات الرأي. وفي المقابل، تقف إسرائيل في قفص الاتهام أمام العدالة الدولية، التي توشك أن تصدر مذكرات توقيف بحق نتنياهو وشركاه في الحرب.
وأشار إلى أنّه وللمرة الأولى في تاريخ هذا الصراع، تظهر غزة بشعبها وبمقاتليها معاً وجميعاً، عزماً وتصميماً على الصمود والقتال، لم يصدر مثله قط لا عن منظمة التحرير الفلسطينية ولا عن ياسر عرفات.
وأكّد هيرست أنّه للمرة الأولى في تاريخهم، توجد لدى الفلسطينيين قيادة ليست على استعداد للتنازل عن مطالبها الأساسية، وهي قيادة تحظى فعلاً باحترام هذا الشعب.
كما لفت إلى أنّ جيلاً جديداً يتشكل في أمريكا، البلد الوحيد الذي بإمكانه أن يوقف هذا الصراع من خلال سحب دعمه العسكري والسياسي والاقتصادي لإسرائيل.