هل نتنياهو مجنون ؟؟

صحيح أن الرجل مهووس بالسلطة ، ويمارس دكتاتوريته دون احترام للشارع الإسرائيلي ، وهو أيضا يعلم حجم التحولات في العالم التي بدأت تتفهم المظلومية الفلسطينية

هل نتنياهو مجنون ؟؟

صحيح أن الرجل مهووس بالسلطة ، ويمارس دكتاتوريته دون احترام للشارع الإسرائيلي ، وهو أيضا يعلم حجم التحولات في العالم التي بدأت تتفهم المظلومية الفلسطينية . ويعلم بأن كثيرا من المنظمات الدولية مصدومة من أفعاله ومن حجم القتل والإبادة التي يمارسها جيشه في غزة والضفة الغربية ، بل إنه يعلم بأن هناك فشل متراكم لجيشه في الميدان ومع كل ذلك فهو لا يأبه لكل ذلك ، هل هو مجنون أم انتهازي يعرف كيف يلعب على التناقضات الدولية والإقليمية والمحلية؟؟؟

في الواقع أن النتن يعلم أن الدولة العميقة الامبريالية في الولايات المتحدة ، تقف إلى جانبه وتحثه على الاستمرار حتى لا يثمر السابع من أكتوبر تحولات تضعف الكيان وتهدد مصالح الغرب الذي يعتمد على قاعدته الصهيونية المتقدمة في الشرق الأوسط ، وما نسمعه من تصريحات تنبىء عن حرص الغرب على وقف الحرب ، وإنهاء المأساة الإنسانية للغزيين .ما هو إلا شكل من أشكال إدارة المشهد ، وان الموقف الحقيقي للدولة العالمية العميقة، هو رغبة هائلة بالتخلص من المقاومة الفلسطينية ، والنتن يعلم هذه الحقيقة ويعمل على أساسها ، ولا يقلقه ما يقال على الإعلام ، وما يشتهيه ذوي الأسرى وما تصدح به حناجر الشعوب ضد إجرام الكيان والإبادة الجماعية التي تتم عيانا وعلى الهواء مباشرة .

وعلى المستوى الإقليمي ، فإن النتن يعلم أن لكل دولة عربية في المحيط مصالح وشبكة علاقات وملفات لا تستطيع تجاوزها ، وأنها وفق هذه المعادلة لن تبادر إلى أي إجراء من شأنه أن يدعم المقاومة الفلسطينية ، أو يرمم ويبلسم جراح الشعب الفلسطيني .حتى وصل الأمر بأن هذه المعادلة لا تسمح للشعوب العربية المحيطة بالكيان أن تتنفس بالرفض والاستنكار لما يحدث . 

النتن يعلم كل هذه المعادلات ، ويلعب عليها ، ويمضي في تدمير أي مشروع او اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب وعقد صفقة . وهو يتبع في سبيل هذا الطموح سياسة براجماتية ، على رأسها قتل اكبر عدد من المدنيين ، في ظل عجز جيشه عن تحقيق أي تقدم أو انتصار .وهو يعلم أن المقاومة القوية الصامدة لا يضيرها غير الإمعان في قتل المدنيين .

نتنياهو ليس مجنونا ولا مغامرا ، نتنياهو يعرف ماتريده الدولة العميقة في الغرب ، والأهم انه يعرف عجز الجيران وعدم امتلاكهم لأسباب الرفض والمبادرة .

د.أحمد عرفات الضاوي.