الأسهم الأميركية تصعد في مستهل حقبة بايدن

فتحت الأسهم الأميركية على صعود اقترب بها من مستويات قياسية الأربعاء، مع تولي جو بايدن مهام رئاسة الولايات المتحدة، بينما قفز سهم نتفلكس بعد قول الشركة إنها لم تعد بحاجة إلى اقتراض مليارات الدولارات

الأسهم الأميركية تصعد في مستهل حقبة بايدن
الأسهم الأميركية تصعد في مستهل حقبة بايدن

فتحت الأسهم الأميركية على صعود اقترب بها من مستويات قياسية الأربعاء، مع تولي جو بايدن مهام رئاسة الولايات المتحدة، بينما قفز سهم نتفلكس بعد قول الشركة إنها لم تعد بحاجة إلى اقتراض مليارات الدولارات لتمويل إنتاج المسلسلات التلفزيونية والأفلام.

صعد المؤشر ناسداك المجمع 145.4 نقطة بما يعادل 1.10% ليصل إلى مستوى غير مسبوق عند 13342.548 نقطة.

وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 87 نقطة أو 0.28% مسجلا 31017.54 نقطة، وتقدم المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 17.30 نقطة أو 0.46% إلى 3816.22 نقطة.

كلمة بايدن

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمته بعد أداء القسم أن "أميركا اختبرت مراراً وانتصرت على كل التحديات.. تعلمنا أن الديمقراطية ثمينة وهي اليوم انتصرت"، مضيفاً: "نحتفل بالانتقال السلمي للسلطة بعيداً عن الانقسام".

وشدد على أن "أميركا لديها الكثير لتفعله هذا الشتاء المهلك والكثير لتصلحه والكثير لتسترده.. ما زال أمامنا الكثير من العمل الذي سنقوم به.. جائحة كورونا كلفت أميركا آلاف الأرواح".

وكرر بايدن دعواته لتوحيد الأميركيين قائلاً: "سنعمل على توحيد أمتنا وشعبنا.. سنتصدى للغضب والتطرف بالوحدة.. بالوحدة يمكننا أن نصحح الأخطاء"، معتبراً أنه "يتعين علينا مواجهة صعود دعاة تفوق العرق الأبيض والإرهاب المحلي".

مغادرة ترمب

غادر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب البيت الأبيض صباح الأربعاء قبل ساعات من انتهاء ولايته الرئاسية وأداء جو بايدن اليمين، متحدثا بشكل مقتضب عن ولاية "رائعة امتدت على أربع سنوات" تمثل "شرف العمر".

وأقلعت المروحية الرئاسية "مارين وان" وفيها دونالد وميلانيا ترمب من حدائق البيت الأبيض متوجهة إلى منتجع ترمب في مارالاغو بفلوريدا حيث سيبدأ حياته كرئيس سابق.

وقال ترمب قبل صعوده إلى الطائرة الرئاسية الأميركية للمرة الأخيرة متوجها إلى فلوريدا في قاعدة اندروز الجوية "كانت أربع سنوات رائعة"، مضيفا "أنجزنا الكثير معا"، و"سنعود بطريق أو بأخرى" ومن دون أن يسمي بايدن بالاسم، قال إنه يتمنى للإدارة الجديدة "حظا جيدا ونجاحا كبيرا".

وغادر الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الذي داس على كل الأعراف خلال فترة ولايته، ورفض الاعتراف بهزيمته لأكثر من شهرين، من دون أن يلتقي خلفه لكن ناطقا قال إن ترمب ترك رسالة لبايدن.

ومع أنه تمنى أخيرا حظا موفقا لبايدن في رسالة فيديو، فإن الملياردير المتقلب لم يهنئ أبدا الرئيس المنتخب وهو أمر غير مسبوق منذ 150 عاما ولن يحضر تنصيبه في واشنطن الأربعاء.

كان باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون في الصفوف الأمامية خلال حفل تنصيب الرئيس الديموقراطي وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفدرالية.

أول امرأة

وسيبقى هذا اليوم مشهودًا في الولايات المتحدة خصوصا مع تولي امرأة منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم.

وكامالا هاريس (56 عاما) هي أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.

في ختام ولاية شهدت سيلا من الفضائح وإجراءات "عزل" لمرتين، يغادر دونالد ترمب السلطة والتأييد الشعبي له في أدنى مستوياته ومقطوعا عن قسم من معسكره الذي روعه مشهد اقتحام الكونغرس من قبل أنصاره في 6 كانون الثاني/يناير.

فارق كبير

يعتزم جو بايدن الذي يتولى الرئاسة وهو في سن 78 عاما بعد نصف قرن من الحياة السياسية، أن يبرز اعتبارا من اليوم الأول الفارق الكبير - في الجوهر كما في الشكل - مع رجل الأعمال النيويوركي السباق.

وقال بايدن مساء الثلاثاء "ليس لدينا أي ثانية نضيعها أمام الأزمات التي نواجهها كأمة".

واعتبارا من الأربعاء سيصدر 17 أمرا رئاسيا للعودة عن إجراءات اعتمدتها إدارة ترمب، وسيعمد خصوصا إلى إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس حول المناخ وإلى منظمة الصحة العالمية.

وقال جيف زاينتس الذي ينسق تحرك الإدارة الجديدة في مواجهة كوفيد-19 في تصريح صحافي إن كبير خبراء الأمراض المعدية انطوني فاوتشي سيتحدث باسم الولايات المتحدة أمام اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية اعتبارا من الخميس.

ومن أجل الحد من انتشار الوباء في الولايات المتحدة، سيوقع الرئيس مرسوما أيضا يجعل وضع الكمامة إلزاميا في المباني الفدرالية او من قبل الموظفين الفدراليين.

فمساء الثلاثاء وبعيد وصوله إلى واشنطن وجه تحية لضحايا كوفيد-19 مع إحياء ذكرى 400 ألف أميركي حصد الوباء أرواحهم، في تناقض صارخ مع موقف ترمب الذي عمد منذ أشهر إلى التقليل من أهمية أثر الوباء.

وقال في كلمة مقتضبة إنّه "من أجل أن نُشفى، يجب أن نتذكّر. من الصعب أحياناً أن نتذكّر، لكن هذه هي الطريقة التي نُشفى بها".

لوثر كينغ

وأضاف "لهذا السبب نحن هنا اليوم"، في حين أضيئت خلفه حول بركة الماء الضخمة الواقعة أسفل النصب في ساحة "ناشونال مول" 400 شمعة إحياءً لذكرى الأميركيين الـ400 ألف الذين راحوا ضحايا الفيروس الفتّاك.

وهذه هي المرة الأولى التي يضيء فيها الأميركيون بهذه الطريقة هذه البركة الشهيرة التي تجمّع حولها في العام 1963 آلاف الأشخاص للاستماع إلى مارتن لوثر كينغ وهو يلقي، من على درجات نُصب أبراهام لنكولن التذكاري، خطابه التاريخي "لديّ حلم".

لا حشود إنما أعلام

يجري حفل تنصيب بايدن في أجواء خاصة تحت تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد والصدمة التي خلفها اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن خمسة قتلى.

اجراءات الأمن المحيطة بالحفل ستكون استثنائية. وسيتم نشر حوالى 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وآلاف الشرطيين من كل انحاء البلاد.

بسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم الى جادة "ناشونال مول" في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فان بايدن سيقف امام أكثر من 190 ألف علم اميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين.

ونصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية "المنطقة الحمراء" الواقعة بين تلة الكابيتول والبيت الابيض.

في الانتظار، بدأت عملية تثبيت الوزراء الذين اختارهم الرئيس المنتخب الثلاثاء في مجلس الشيوخ لكي تبدأ الحكومة عملها في أسرع ما يمكن في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها أميركا.

قبل ساعات على مغادرته واشنطن، أصدر ترمب عفوا عن 73 شخصا أحدهم مستشاره السابق ستيف بانون.

على الصعيد الدبلوماسي، وعد أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي منصب وزير الخارجية باعادة احياء تحالفات الولايات المتحدة والعودة الى العمل المتعدد الاطراف.

لكن بلينكن قال إن دونالد ترمب "كان محقا" في اتخاذ "موقف أكثر حزماً تجاه الصين" غير أنه أكد أنه "يخالفه" بشأن استراتيجيته "حول عدد من النقاط".

من جهتها اعتبرت المرشحة لمنصب وزيرة الخزانة جانيت يلين ان إدارة بايدن ستستخدم كل الأدوات المتاحة لمواجهة "ممارسات الصين غير العادلة وغير القانونية" التي تقوض الاقتصاد الأميركي.

لم تتأخر ردود الفعل الدولية على انتهاء ولاية ترمب، حيث رحب قادة الاتحاد الاوروبي بوصول صديق لأوروبا الى الرئاسة في الولايات المتحدة.

وأكد حلف شمال الأطلسي أنه يتطلع للعمل مع بايدن لتعزيز الروابط بين أوروبا وواشنطن.

كما أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن "ارتياحه الكبير" لانتقال السلطة في الولايات المتحدة فيما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون انه يتطلع "للعمل من كثب" مع بايدن.