حِوَّارٌ تَرْبَوِيٌّ هَادِفٌ - مسرحية للفتيان

طلال : ( يشخر بصوت عال)الأستاذ عادل : لماذا تتكلم أثناء الدرس يا خالد؟
خالد : يبدو أنَّ زميلي طلال مريض ولهذا فهو نائم.
سامح ( باستهزاء ) : متى كان طلال مستيقظاً ، فهو دائماً نائم في الفصل.
الأستاذ عادل : لا يجوز أنْ تتحدث عن زميلك هكذا يا سامح.
سامح: آسف يا أستاذ ، لكن زميلي طلال يسهر كثيراً وقد نصحناه بعدم السهر لكنَّه لم يستمع لنصائحنا.
الأستاذ عادل : الوشاية من الشيطان يا سامح ، وليس هناك إنساناً معصوماً عن الخطأ.
سامح : لم أقصد يا أستاذ الوشاية إنَّما التذكير فقط.
الأستاذ عادل : أرجو ذلك يا سامح.
الأستاذ عادل : ما بك يا طلال ، هل أنت مريض يا بني.
( طلال يتثاءب آه آه ... وجميع التلاميذ من حوله يضحكون )
الأستاذ عادل : لا يجوز هذا يا أحبائي ، السخرية من الآخرين ليست صفة محببة.
طلال ( بتثاقل ) : أنا لست مريضاً يا أستاذ.
الأستاذ عادل : إذن انتبه يا بني إلى الدرس ولا تطلْ السهر مرة ثانية ، حتى لا تتعرّض لسخرية زملائك في الفصل.
(الأستاذ عادل يكتب على السبورة )
أعرب ما تحته خط :
1- شرب الطفلُ الحليبَ.
2- حضر محمدٌ من السفر.
3- ذهبتُ إلى السوق ِ.
( وفي أثناء ذلك نام طلال مرة أخرى على طاولة الدراسة )
خالد : هذه الأسئلة سهلة يا أستاذ.
الأستاذ عادل : هي سهلة بالفعل ، أرجو أنْ تكونوا قد وُفِّقتم في حلِّها.
( في هذه اللحظة شاهد خالد زميله ، وقد غطَّ في نوم عميق )
خالد( بصوت خافت ) : طلال .. طلال .. استيقظ ، الأستاذ بدأ بحل الواجب.
( نظر طلال إلى زميله خالد وهو نصف نائم قائلاً : ماذا ؟ ها ماذا تريد؟ هل ناديتني ؟ أنا تعبان .. أنا نعسان.. )
( لاحظ مدرس الفصل أنَّ طلالًا  قد عاد للنوم من جديد )
الأستاذ عادل : ما هذا يا طلال ؟! هل عدتَ إلى النوم مجدداً؟
( وقف طلال وقد خجل من فعلته)
طلال : أنا آسف يا أستاذ ، لقد أمضيتُ البارحة ساعات ٍطويلة في مشاهدة برامج التلفاز.
الأستاذ عادل : اسمعني جيداً يا طلال ، عليك أنْ تُنظِّم وقتك بين الدراسة ومشاهدة التلفاز ، وخلاف ذلك سوف يؤثر على تحصيلك الدراسي ، فهل تعدني بذلك.
طلال : بالطبع يا أستاذ ، أعدك بألاَّ أسهر مرة أخرى.
الأستاذ عادل : أتمنى ذلك ، والذي حدث معك يا طلال هو نتيجة إهمالك ومخالفتك لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهانا عن السهر إلا في عبادة أو طاعة.
خالد : إنَّ السهر لساعة متأخرة من الليل يعد معصية ، ويفوت علينا صلاة الفجر ، ونحن نعلم أنَّ الذي يفوِّتُ صلاة الفجر عن وقتها هو المنافق الذي لا يحبه الله ولا رسوله الكريم.
عبد الرحمن : أنا لا أشاهد التلفاز إلا بعد أنْ أنهي جميع دروسي وواجباتي المنزلية.
الأستاذ عادل : أحسنت يا عبد الرحمن ، فعلينا جميعاً أنْ نهتم بتنظيم أوقاتنا بين العبادة واللعب والدراسة.
عبد الرحمن : هناك وقتٌ للدراسة ، ووقت للعب والترفيه عن النفس ، ووقت للراحة ، ووقت للصلاة أيضاً.
خالد : فلنعط كل وقت حقه وإلا أصبحنا غير مكترثين.
الأستاذ عادل : بارك الله فيكم يا أولاد.
طلال : سوف أبدأ من الآن بترتيب أوقاتي ، وأنْ أواظب على حل واجباتي المنزلية كبقية زملائي إنْ شاء الله تعالى.
الأستاذ عادل : أحسنت يا طلال ، هيا قمْ واغسل وجهك ، وعدْ بسرعة لحل الواجب.
طلال : حاضر يا أستاذ.
(طلال يطرق الباب ويستأذن الأستاذ بالدخول )
الأستاذ عادل : تفضل يا طلال.
( يجلس طلال في مكانه)
الأستاذ عادل : انظروا الآن إلى السبورة. مَنْ يُعرب كلمة الحليبَ ؟
خالد : أنا يا أستاذ.
سامح : بل أنا يا أستاذ.
( الطلاب معاً أنا أنا أنا)
الأستاذ عادل : ما هذه الفوضى يا أحبائي ؟ أرجو أنْ ترفعوا أيديَكم بهدوء حتى يستطيع الجميع أنْ يفهم.
( يسود السكون الصف ، والجميع يلتزم بكلام الأستاذ)
الأستاذ عادل : أجب يا فيصل.
فيصل : الجواب اسم.
الأستاذ عادل : صحيح ، لكن ما إعرابه ، أجب يا خالد.
خالد : مفعول به يا أستاذ.
الأستاذ عادل : أحسنت يا خالد. والآن قف يا طلال. ما إعراب الحليبَ التي أعربها خالد قبل قليل.
طلال ( بارتباك ) : فاعل مجرور خبر...
( الجميع يضحك)

السابق التالى