انتشال جثامين الشهداء .. مهمة صعبة تستمر أيام العيد
بأيديهم وبأدوات بسيطة انهمك مواطنون في إزالة الأنقاض من أحد المنازل المدمرة في خانيونس بحثًا عن جثامين ذويهم التي دفنت تحت الركام بعد قصف المنزل قبل أربعة أشهر.
بأيديهم وبأدوات بسيطة انهمك مواطنون في إزالة الأنقاض من أحد المنازل المدمرة في خانيونس بحثًا عن جثامين ذويهم التي دفنت تحت الركام بعد قصف المنزل قبل أربعة أشهر.
ومع غياب طقوس عيد الفطر التقليدية من زيارة الأرحام، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة، قرر مواطنون من عائلة عبد الغفور تمضية هذا اليوم في البحث عن ذويهم تحت الركام.
وقصفت قوات الاحتلال منزلين للعائلة في 7 ديسمبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 36 منهم غالبيتهم نساء وأطفال وبقوا تحت الأنقاض طوال الأشهر الماضية، وجرى انتشال 12 منهم خلال اليومين الماضيين بعد انسحاب الاحتلال من أحياء خانيونس.
وقال محمد عبد الغفور، أحد المشاركين في أعمال البحث: نريد أن نستخرج رفات وجثامين أهلنا لندفنهم بما يليق بهم، مشيرًا إلى صعوبة البحث عنهم بسبب عدم توفر باقر وإمكانيات.
وأكد أنهم سيعملون بأيديهم وبما يتوفر من إمكانيات حتى يتمكنوا من انتشال الشهداء ودفنهم.
وعلى مقربة من المكان وقفت مريم (19عاما) الناجية الوحيدة من أسرتها، تتابع أعمال البحث بانتظار انتشال جثمان والديها وشقيقيها الذين استشهدوا مع جدها وعدد من أعمامها وأبنائهم.
وقالت: في هذا اليوم أفتقد أمي وأبي وإخوتي كثيرًا، عيدي أن نخرج جثامينهم وندفنهم لنبقى نزورهم وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
وعلى مدار الأيام الماضية انتشلت طواقم الدفاع المدني أكثر من 409 شهداء من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه ومن خانيونس بعد انسحاب قوات الاحتلال.
جود تحت الأنقاض
جود تحت الأنقاض.. عبارة كتبت على ركام منزل دمره الاحتلال في دير البلح وسط قطاع غزة في بداية حرب الإبادة الجماعية بغزة، تمزق القلب حزنًا وألمًا وقهرًا، فبعد موت الأحباب يتركون تحت الأنقاض.
ووفق التقديرات هناك أكثر من 10 آلاف جثمان شهيد تحت الأنقاض في قطاع غزة، وهناك صعوبات في انتشالهم لعدو توفر إمكانات فنية.
تعذر أسباب الانتشال
وعلى مدار الأشهر الماضية تعذر انتشال جثامين الشهداء لعدة أسباب، منها توغل قوات الاحتلال، وضعف الإمكانيات وشح الوقود.
وعندما تنسحب قوات الاحتلال من منطقة يسارع الأهالي للبحث عن أحبابهم لانتشالهم ودفنهم.
رزق الغرابلي
وبقي جثمان الشهيد الدكتور رزق الغرابلي – مدير مكتب المركز الفلسطيني للإعلام- تحت ركام المنزل الذي قضى فيه بعد استهدافه في الأول من فبراير الماضي، وبعد انسحاب جيش الاحتلال من حي الأمل تمكن ذووه من انتشال جثمانه وموارته الثرى.
شقيقه فضل يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن فكرة بقاء شقيقه تحت الأنقاض لكل هذه المدة كانت مؤلمة جدًا، فألم الفقد كبير، وألم بقاء الجثمان تحت الأنقاض أشد ألمًا.
يحمد الله بعيون فيها حزن وألم على قدرتهم على انتشال جثمانه ودفنه في مقبرة الشهداء غرب المدينة، متابعًا: أصبح لشقيقي الدكتور رزق قبرًا لنزوره.
ويشدد على أن انتشال الشهداء يجدد الألم والحزن، إلا أنه أمر لا مفر منه فالشهداء أكرم منا جميعًا ويجب إكرامهم بالدفن، مناشدًا جميع المؤسسات والهيئات الدولية التدخل لانتشال جميع الشهداء وكشف مصير المفقودين.
جثامين متحللة
وفي جولة لمراسلنا في زقاق خانيونس كان يرى مواطنين يحملون جثامين شهداء متحللة على أكتافهم وسط صيحات الثأر والانتقام والتكبير.
يقول أحد المواطنين لمراسلنا إن الاحتلال منعهم تحت وابل القصف والقتل من انتشال جثمان شهيدهم من تحت أنقاض منزلهم المدمر في منطقة المعسكر غرب خانيونس.
وبعد انسحاب الاحتلال قبل عدة أيام، تمكن رفقة أقربائه من انتشال جثمان شقيقه، وسط مشاعر الحزن والألم والكمد، وفي ذات الوقت راحة أبدية بإكرام شقيقهم ودفنه في المقبرة.
وأعلن الدفاع المدني انتشال جثامين 409 شهداء حتى الآن منذ انسحاب قوات الاحتلال من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غرب غزة، وخانيونس، ولا يزال العمل جاريا لانتشال المزيد.
وقال الرائد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني: تواصل المديرية العامة للدفاع المدني مهامها في انتشال جثامين الشهداء من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، ومحافظة خانيونس، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة ومؤسسات دولية.
وناشد المجتمع الدولي والجهات ذات العلاقة، بالعمل على توفير وإدخال معدات وآليات مخصصة لأعمال الحفر “حفارات”؛ للمساعدة في استخراج جثامين الشهداء من تحت أنقاض المنازل المهدمة؛ نظراً للعدد الكبير من الإشارات التي تلقتها طواقمنا من الأهالي بفقدان أبنائهم خلال فترة تواجد قوات الاحتلال، حيث لا تزال عشرات الجثامين تحت الرمال والأنقاض.
يشار إلى أن آلاف الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض أو في المناطق التي تشهد توغلات إسرائيلية، فيما تواجه طواقم الدفاع المدنية صعوبات في انتشال أعداد كبيرة منهم رغم انسحاب قوات الاحتلال لعدم توفر الآليات اللازمة لإزالة الأنقاض.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام