قيادي في حماس: هكذا ضبطنا الوضع الميداني في غزة رغم المخاطر
أكد قيادي رفيع المستوى في حماس، أن "الحركة استطاعت ترتيب صفوفها وضبطت الأمور ميدانيا في قطاع غزة بكامله تقريبا، رغم المخاطر المحيطة".
أكد قيادي رفيع المستوى في حماس، أن “الحركة استطاعت ترتيب صفوفها وضبطت الأمور ميدانيا في قطاع غزة بكامله تقريبا، رغم المخاطر المحيطة”.
وشدد القيادي، الذي فضل عدم كشف هويته، في تصريحاتٍ صحفية، على أن “حماس لن تتزحزح عن شروطها الرئيسية في عملية التفاوض، ومع هذا فقد أبدت مرونة كبيرة، لكن العقبة الرئيسية في التوصل لاتفاق هو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو”.
وقال: إن “حماس تعلم تماما مخططات الاحتلال الإسرائيلي، وقد واجهتها بكل بسالة وأفشلتها، وهي تعمل حاليا لإفشال محاولاته تطبيق نموذج الضفة الغربية على قطاع غزة”، مؤكدا أن “هذا حلم بعيد المنال، وجيش الاحتلال يدرك تمام الإدراك أن غزة لن تكون يوما مستباحة”، بحسب “قدس برس”.
وتابع “معلوماتنا على الأرض، أن قوات الاحتلال انسحبت من معظم المناطق في شمال قطاع غزة، باستثناء اقتحامات محددة، وغالبا ما يتم مواجهتها والتصدي لها وإفشالها وإجبار القوة المتوغلة التقهقر، وأضاف “وفي حال لم يكن هناك رد، فهذا يكون بناءً على تقدير وقرار يترك للإخوة في الميدان”.
واستدرك: “نحن نعلم أن الاحتلال يدرك أن محاولاته تكرار نموذج الضفة في غزة ستكون فاتورته مرتفعة جدا من كبار قادته وضباطه وجنوده، لذلك لا نعتقد انه يفكر بهذه الطريقة، وإن كانت كل الاحتمالات واردة”.
وعلى الصعيد الداخلي، كشف القيادي أن “حماس” في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل شهر أو شهرين، وقال: “وضعنا اليوم في غزة بكاملها أفضل بكثير مما كنّا عليه خلال الأشهر الماضية، ولا مجال لشرح هذا بالتفصيل، لكن يمكنني القول إننا أعدنا ترتيب صفوفنا هذا من جهة، فالتواصل مستمر ومتماسك. ولدينا ضبط ومتابعة لمجريات الأحداث، والحكومة في غزة تعمل رغم كل الظروف والتحديات، وتعمد الاحتلال استهداف الشرطة المدنية ولجان الطوارئ”.
من جهة أخرى، أوضح القيادي، أن “حماس تعاملت بحزم ودون أي تراخ مع أي محاولة للتواصل مع الاحتلال أو تلبية مخططاته الخبيثة بإثارة الفلتان”.
وتابع: “عملنا جاهدين على ملاحقة العصابات ومثيري الفوضى، وأوصلنا رسالة للجهات كافة أن الأمن الداخلي خط أحمر، وتعاملنا بحزم كبير مع أي جهات من داخل غزة أو من خارجها كانت تخطط لخلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني”.
وعلى صعيد المأساة الإنسانية، قال القيادي “نقف إجلالا واحتراما لشعبنا، الذي قدم نموذجا غير مسبوق في الصبر والتحمل، وفي حماية جبهته الداخلية وقدّر العمل الذي تقوم به المقاومة، فكان خير حاضنة لنا ولكافة الفصائل الفاعلة على الأرض”.
وعلى الصعيد السياسي، وبشأن عملية التفاوض، أشار القيادي لـ”قدس برس”، إلى أن حماس تدرك أن “نتنياهو فعلا غير معني بنجاح أي مفاوضات مهما كان هناك مرونة من طرفنا”.
وأضاف “نحن فعلا قدمنا مرونة كبيرة، فقد قبلنا خلال المرحلة الأولى بألف أسير فقط، وليس ثلاثة آلاف كما أعلنا سابقا، لكن مقابل الالتزام بشروطنا الرئيسية المتمثلة بوقف العدوان والانسحاب الكامل وعودة النازحين ودخول المساعدات”، وختم بقوله “هو (نتنياهو) يريد كل شيء مجانا، وهذا محال”.
وتشن “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودمارا هائلا، حسب بيانات فلسطينية وأممية.