الخيانة: أهيَ خيار ذاتي، أم واقعة موضوعيَّة؟!
ليت المعلقين الدؤبين على الأحداث من الفلسطينيين والعرب، وغيرهم من شتى الثقافات، واللغات، والأعراق، والطوائف، والملل، والنِّحَل، أنْ يمعنوا التبصُّر في الأمور علهم يتفادون الخِفَّة، وكيل الاتهامات الزائفة
ليت المعلقين الدؤبين على الأحداث من الفلسطينيين والعرب، وغيرهم من شتى الثقافات، واللغات، والأعراق، والطوائف، والملل، والنِّحَل، أنْ يمعنوا التبصُّر في الأمور علهم يتفادون الخِفَّة، وكيل الاتهامات الزائفة، ومفارقة الوطنية، والإمعان في الخيانة، أخيارٌ ذاتيٌّ كانت أم واقعةً موضوعيَّة، وهي الخيانة التي تتحققُ، في كلا وجهيها: الذاتي والموضوعيِّ، وبجلاءٍ منظورٍ ومسموعٍ ومدركٍ بعمقٍ، عبر الأفعال، والأقوال، والبوستات، والبودكاستات، وما تحمله، أو تفضي إليه، هي وما ماثلها من وسائط إعلامية وأدوات تقنية، من تعميم توجهاتٍ، وإشاعة تصوراتٍ، وأقوال، وأفكار، وتحقيق نتائجَ وآثارٍ، لا تصبَّ جميعها إلا في مستنقعات الخيانة المُسَخَّرة لخدمة الأجندات الوضيعة، والحملات المغرضة، والغايات الصهيونية الأمريكية الموسومة بالجشع، والخسَّة الاستئثارية، والتَّوَحُّش الأقصى، ومعاداة الإنسانية.
وسواء أتمّ هذا التساوق مع غايات التوحش البشري الصهيوأمريكي، بوعيٍ وقصدٍ، أو بغباءٍ، وغيبة وعيٍ وانعدام قصدٍ، فإنهُ يتمُّ، كما نُلاحظ دائماً وباستمرار وفي كلِّ حالٍ، بخسة طائفية، ونذالةٍ سياسية، ورخص، ووضاعةٍ، وابتذالٍ، وفقدانِ المشاعر والأحاسيس والقيم الإنسانية، كخصائص لا تسمُ إلا المُعادين للإنسانية من العنصريين الفاشيست، والاستعماريين المتوحشين، وأذنابهم المأجورين والجواسيس الكبار والصِّغار على السَّواء!
وإني لأحسبُ أنَّ مَنْ لا ينهضُ بدورٍ إنسانيٍّ، مهما ضَئُل، في مواجهة التوحش الإمبريالي الصهيوني الأمريكي المعادي لفلسطين، وللإنسانية بأسرها، لَنْ يكون إنساناً حقيقياً، سواء في مرآة نفسه أو في مرايا آخريه من الإنسانيين الحقيقيين من الناس!