القسام تنشر كواليس قرار الرد على عملية خان يونس 2018

كشف موقع القسام الإلكتروني، عن تفاصيل عملية استهداف الحافلة العسكرية خلال معركة "حد السيف"، وحملت التفاصيل مراحل اتخاذ القرار وما قبل تنفيذ العملية وأثناء تنفيذها

القسام تنشر كواليس قرار الرد على عملية خان يونس 2018
القسام تنشر كواليس قرار الرد على عملية خان يونس 2018

كشف موقع القسام الإلكتروني، عن تفاصيل عملية استهداف الحافلة العسكرية خلال معركة "حد السيف"، وحملت التفاصيل مراحل اتخاذ القرار وما قبل تنفيذ العملية وأثناء تنفيذها وما تبعها من معركة مع العدو الصهيوني، حققت فيها المقاومة الفلسطينية انتصارًا نوعيًّا.

وحول العملية، كشف في وقت سابق أحد قادة ركن العمليات في كتائب القسام كواليس صدور قرار الرد ليلة الحادي عشر من نوفمبر عام 2018م قال: "فور كشف مجاهدي القسام للقوة الخاصة شرق خان يونس والتعامل معها، تداعت هيئة أركان القسام لدراسة الموقف العملياتي وأجمعت على الرد على جريمة العدو".

وتابع: "على الفور صدر قرار من قائد هيئة الأركان محمد الضيف أبو خالد بالرد بما يوازي حجم الاعتداء على ألا يكون الرد بكامل القدرة القتالية، وحددت ضوابط المهمة".

واستطرد القائد في ركن العمليات القسامي حديثه بالقول: "بعد صدور القرار، انتخب ركن العمليات الأهداف التي تتماشى مع قصد قيادة هيئة الأركان ومع مستويات الرد المطلوب من بنك الأهداف الموجود لديه، ثم صدّقت القيادة على الأهداف المرشحة، وصدر أمر العمليات إلى الألوية القتالية للتنفيذ".

 وزاد "كان الهدف الأكثر أفضليةً حافلة عسكرية في منطقة صلاحيات لواء الشمال؛ لكونه الهدف الأكثر قيمةً وردعاً للعدو لما يحتويه من عددٍ كبيرٍ من الجنود، وقد قررت هيئة الأركان تحمل التبعات المترتبة على ضرب هذا الهدف كاملةً مهما كانت النتائج".

وعن تنفيذ الواجب يتحدث قناص الآليات (صقر) لموقع القسام في وقت سابق فيقول: "بعد تكليفنا بالمهمة كان الهدف في مرمى السلاح، لكنني لم أتمكن من الرماية على الفور بسبب وجود عائقٍ طارئٍ في مسار الرماية، ما أتاح للباص التوقف قليلاً، وبعدها بلحظاتٍ تحرك الباص لتصبح الرماية ممكنةً".

ويصف صقر تلك اللحظات بقوله: "بينما كنت أتضرع إلى الله وأتأهب للضغط على زناد قبضة الكورنيت، كانت تجول في خاطري أفكارٌ كثيرةٌ؛ فخلفنا مئات الآلاف من أبناء شعبنا وأمتنا يترقبون منا ردًّا يثلج صدورهم، وخلفنا قيادةٌ وضعت ثقتها فينا وتنتظر منا دقة التنفيذ".

ويضيف القناص "عند اكتمال الظروف التكتيكية الملائمة، وعندما حانت ساعة الصفر كبّرت، وأطلقت العنان للصاروخ لينقض على فريسته فأصاب الهدف بدقةٍ بفضل الله واشتعلت النيران فيه، ولم يجرؤ جنود الاحتلال على الاقتراب من الحافلة العسكرية المستهدفة أو الظهور، حتى مغادرتنا منطقة العملية".

وفور الانتهاء من تنفيذ الواجب" يتابع القناص صقر: "بدأنا بالانسحاب من مكمننا على أصوات الرشقات الصاروخية التي كانت في تلك الأثناء تدك مواقع الاحتلال، وكان لساننا يلهج بالحمد والشكر لله على توفيقه، وكان دعاؤنا له سبحانه أن يكمل فرحتنا بعودة إخواننا في الإعلام العسكري إلى قواعدهم بسلام ليعرض الشريط المصور على وسائل الإعلام وتدخل البهجة في كل بيتٍ فلسطينيّ وعربيّ كان يرقب فعل المجاهدين في الميدان".

ويبين القناص في حديثه لموقع القسام أن هذه الكفاءة القتالية هي نتاج سنوات من الإعداد والتدريب المكثف والتجهيز المضني، قائلاً: "لقد تلقيت مع العشرات من إخواني تدريباً احترافيًّا على استخدام السلاح الموجه وتكتيك قنص الآليات، ونعد الاحتلال بما يسوؤه إذا ما كرر حماقاته".

وبالعودة إلى القائد في ركن العمليات، فقد وصف تتابع الأحداث بعد نجاح العملية قائلاً: "جنّ جنون العدو من هذه العملية فردّ بقصف المنشآت المدنية، وحينها صدر القرار من قائد هيئة الأركان القسامية بتوجيه ضربةٍ صاروخيةٍ لمنطقة عسقلان ومحيطها باستخدام صواريخ من العيار الثقيل، وقد شاهد الجميع نتائج هذا القصف الصاروخي المركز الذي آلم الاحتلال".

لقد شكلت هذه العملية ضربةً قاسيةً للاحتلال، ودللت على الجهوزية والكفاءة القتاليتين لدى كتائب القسام بمختلف صنوفها وأسلحتها، وقدرتها على التنفيذ في الوقت المناسب وبأفضل كفاءة وفي مختلف الظروف.

أما قناص الآليات الذي تمكن من الانسحاب بسلام فقد عاد بعد شهورٍ قليلة ليصفع العدو قرب سكة القطار الصهيوني شمالي قطاع غزة، في عملية شكلت صدمةً كبيرةً لقيادة العدو العسكرية والأمنية، التي لم يخطر ببالها أن لدى القسام صواريخ موجهةً يمكنها الوصول لهذا المدى، وتبقى الأيام تخفي في طياتها ما سيفاجئ الاحتلال، وسيشكل له في كل مرةٍ الصدمات تلو الصدمات.