أستاذة بجامعة أمريكية: لم نشهد حراكًا أمريكيًا مماثلًا للواقع اليوم

قالت البروفيسورة والكاتبة الفلسطينية رباب عبد الهادي، أستاذة مشاركة في الدراسات الإثنية ودراسة العِرق والمقاومة في جامعة سان فرانسيسكو، إنّ حالة التعاطف في الشارع الأمريكي "لم تكن قبل بنشاطها وحيويتها

أستاذة بجامعة أمريكية: لم نشهد حراكًا أمريكيًا مماثلًا للواقع اليوم

قالت الكاتبة الفلسطينية رباب عبد الهادي، الأستاذة المشاركة في الدراسات الإثنية ودراسة العِرق والمقاومة في جامعة سان فرانسيسكو، إنّ حالة التعاطف في الشارع الأمريكي "لم تكن قبل بنشاطها وحيويتها وقدرتها على التحدي كما الحال عليه اليوم، نتيجة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة، ووجود أزيد من 34 ألف شهيد".

وأوضحت عبد الهادي، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الحراك الطلابي يكتسب أهمية خاصة، مع انطلاقه من الجامعات الخاصة التي تعتبر "النخبة" وتمثل "الفئة المرموقة"، وهذا سرّ الانزعاج الرسمي الأمريكي تجاه ما يجري.

وأكدّت أنّ جميع الجامعات اليوم تنطلق في فعاليات غير مسبوقة رغم أن "هناك اعتقالات وطرد من السكن الجامعي، وفصل طلبة مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي، الأمر الذي يعكس حجم التضحية العالية لدى هؤلاء الطلبة ومدى انتمائهم الحقيقي للقضية الفلسطينية".

وأضافت عبد الهادي: "يعتقدون أن زيادة القمع ستكسر رأس الحركة الطلابية؛ لكنّ ذلك كسر حاجز الخوف لدى الطلبة، ولم يحقق رغبة الإدارة الأمريكية" معتبرة شيطنة الإدارة للحراكات "انعكاس لحالة الأزمة التي تواجهها أمام الشارع الأمريكي وإخفاقها في تمرير أكاذيب الاحتلال خلال الأشهر السابقة".

وتابعت: "استغلال عداء السامية أسهل شيء لدى الكيان وداعميه في شيطنة أي حراك ينادي بالمقاطعة أو وقف عدوان الصهيونية".

وشددت على أنّ كل الأكاذيب لم تعد تنطلي على الشارع الأمريكي.

وأوضحت أن الشارع نجح فعلا في تحقيق فعاليات مؤثرة، من اعتصامات وصلت داخل الكونغرس ونجحت رغم القمع بإصدار قرارات تنادي بوقف إطلاق النار بغزة من هيئات أمريكية واسعة.

وأكملت: "ما نشاهده الآن تجاوز الخوف من الاعتقال وحتى الموت، وستتحقق الأهداف في سياق الضغط لوقف العدوان على غزة".

وأكدّت عبد الهادي أن حركة التضامن الأمريكية جزء من حركة عالمية أوسع تهدف إلى دعم الشعوب المُضطهدة وتغيير الظلم، وقد نجحت في تحقيق إيجابي برفع الوعي بالقضية الفلسطينية.

وشددّت على أن هذه الإنجازات أظهرت حالة القهر الإسرائيلية تجاه هذه التطورات، الأمر الذي بدا واضحا في تحركات "اللوبي الصهيوني الضاغط" من خلال ضخ أموال كثيرة تستهدف إسقاط المرشحين المؤيدين للقضية الفلسطينية، خاصة من ذوي الأصول الفلسطينية، كما أنها تستهدف إخضاع النواب الآخرين لرغبات "الصهيونية"، ومحاولة التأثير لعدم إعادة انتخاب النواب الذين ينادون بوقف إطلاق النار.

وذكرت أن اللوبي ما زال يملك ورقة قوة في تأثيره المالي على النخب السياسية؛ لكن الشارع الأمريكي متنبه أيضا لمخاطر سلوكه.

وأوضحت أن المتضامنين مع القضية ما زالوا في صراع مستمر مع نشاطات "الصهيونية" التي نجحت باستصدار قرارات تستهدف الحراك المناهض لها؛ "لكننا نواجه هذه القرارات، ومعنا إرادة شعبية تتعاظم يوما بعد يوم بحق الشعب الفلسطيني بالحياة وتقرير المصير".

يذكر أن الأمريكيين سيتجهون إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل لانتخاب الرئيس القادم للبلاد واختيار أعضاء الكونغرس - الهيئة التشريعية للدولة.

المصدر: صفا